تفسير رؤية الجاثوم في المنام ، خير أم شر ؟

لم يذكر في القرآن أو السنة كلمة `جاثوم`، ولكن ابن سيرين قسم ما يراه الرائي في منامه في كتابه إلى نوعين، وهما قسم من الله عز وجل وقسم من الشيطان. وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: `الرؤيا من الله والحلم من الشيطان`. وأمرنا النبي عليه الصلاة والسلام أنه إذا رأينا شيئا يسئ لنا في النوم، فلا نحدث به ونفل عن يسارنا عند الاستيقاظ.

وعلى الرغم من أن الحلم ينبع من الشيطان، إلا أنه من مخلوقات الله. ومع ذلك، ذكر بن سيرين أن الأحلام تحدث عندما يكون الشيطان حاضرا، وتحدث الرؤى الصالحة عندما يكون الملك المكلف بها حاضرا. لذلك، لا ينبغي لنا أن نبالي بأي حلم سيء أو ما يسمى بالجاثوم؛ لأن الشيطان لا يمكنه أن يضر أو ينفع.

تفسير حلم تنزل الشيطان

وبالنسبة لمن يشعر أن هناك شيء ما يقيده وهو نائم فقد يكون هذا الأمر نتيجة شلل النوم، أما من رأى في المنام أن الشيطان قد نزل عليه فهذا يعني أنه ارتكب إثمًا أو افترى كذبًا عند ابن سيرين، وهذا قد يكون من الرؤيا وليس الحلم لأن الرؤى نوعين إما رؤية مبشرة أو رؤيا للتحذير، فعلى الإنسان أن يراجع نفسه.

وفي تفسير ابن كثير أيضًا فإن من رأى الشيطان قد مسه وهو نائم فهذا تفسيره أن له عدوًا خادعًا يقذف امرأته أو يحاول أن يغويها، وقيل أيضًا أن هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها سيشفى من غم أو مرض، لذلك فإن رؤية الشيطان في المنام قد تكون خيرًا وقد تكون شرًا وفقًا لرائي نفسه، فتفسير الرؤى يختلف من شخص لآخر.

قد يكون الجاثوم حالة طبية يمكن أن يعاني منها أي شخص، وهي تسمى شلل النوم، حيث تكون حواس الفرد وإدراكه سليمين، ولكنه يشعر وكأن شخصًا ما يضغط عليه. ولا يشكل شلل النوم حالة خطيرة أو تهدد الحياة، ومعذلك، فإنه قد يسبب القلق للفرد.

يمكن أن يترافق مع اضطرابات النوم الأخرى مثل اضطراب التغفي.

معلومات عن شلل النوم أو الجاثوم

قبل معرفة ما هو شلل النوم، هناك بعض الحقائق قد يكون من المفيد معرفتها عنه، منها:

• يحدث احتمالية أكبر لحدوث شلل النوم خلال فترة المراهقة من غيرها.
• تستمر حلقات الشلل لبضع ثوانٍ إلى بضع دقائق.
• قد يحدث هذا الظاهرة نتيجة للتعب والتأخر الناجم عن السفر وقلة النوم واضطراب الهلع.
• تعد عدم القدرة على الحركة أو الكلام سمة أساسية للاضطراب الجاثومي، وقد يترتب عليها حدوث هلوسات.
• تلك الحالة لا تسبب ضررًا جسديًا ويمكن الوقاية منها.

كيف يحدث الجاثوم

في الواقع، الحالة التي يطلق عليها الجاثوم هي حالة يمكن أن تصيب أي شخص، إما بعد النوم مباشرة أو عند الاستيقاظ في الصباح، في الفترة بين الاستيقاظ والنوم.

وغالبا ما ترافق هذه الحالة ببعض الهلوسة الحسية أو السمعية أو البصرية، وتحدث هذه الحالة أثناء فترة الانتقال من النوم إلى الاستيقاظ، وتنقسم هذه الحالة إلى ثلاثة أنواع

• الدخيل: يشعر الشخص النائم في هذه الحالة بوجود أصوات فتح أبواب وخطوات متقطعة ووجود شخص أو شعور بالتهديد في الغرفة.
• الحضانة: يشعر الفرد بالضغط على الصدر وصعوبة التنفس مع إحساس بالاختناق أو الخنق أو الاعتداء الجنسي من قبل كائن خبيث، ويعتقد الفرد أنه على وشك الموت، ويُطلق على هذه الحالة اسم الجاثوم.
• المحرك الدهليزي: هو الإحساس بالدوار أو السقوط أو الطفو أو الطيران أو التحليق فوق الجسد أو تجربة أخرى للخروج من الجسد.

تم الإبلاغ عن حدوث هذه الظاهرة للناس من مختلف الثقافات منذ عدة قرون، وتزداد احتمالية حدوثها عندما يكون الإنسان تحت ضغط ما.

أسباب حدوث شلل النوم

خلال النوم، يستريح جسم الإنسان وتتوقف حركة العضلات الإرادية، وهذه منحة من الله عز وجل لمنع الإنسان من إيذاء نفسه أثناء الأحلام، وذلك لأنه قد يرئي تفسيرًا للأحلام يمثلها.

يحدث شلل النوم عندما يتوقف دورة الحركة السريعة للعين أثناء النوم، حيث يتغير الجسم خلال النوم بين الحركة السريعة للعين (REM) والحركة غير السريعة للعين (NREM)  .

تستمر الحركة بين REM-NREM لمدة تقرب من 90 دقيقة لكل مرحلة، وخلال فترة الحركة العين غير السريعة يستريح الجسم، وفي فترة الحركة العين السريعة تتحرك العينان بسرعة، ولكن الجسم يستريح، وفي تلك الفترة تحدثالأحلام.

ينتقل الجسم إلى فترة الحركة العينية السريعة في حالة الشلل النوم، أو يخرج منها بشكل غير متزامن مع المخ، لذا يكون الشخص مستيقظًا ولكن جسده مشلول في النوم، وقد يحدث ذلك بسبب عوامل مختلفة، منها:

• الخدار هو حالة تسبب اضطرابات في النوم، حيث ينام الشخص فجأة، وعلى الرغم من عدم وجود علاج لهذه الحالة، إلا أنه يمكن التعامل معها.
• تنجم أنماط النوم غير المنتظمة عن أسباب عديدة، مثل نظام العمل بدوريات مختلفة المواعيد، أو الإرهاق الناتج عن السفر أو غيرها.
• النوم على الظهر.
• تشمل بعض الحالات الطبية التي تستدعي العلاج منها الصداع النصفي وتوقف التنفس أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم واضطراب القلق والاكتئاب.

علاج الجاثوم

كما ذُكر سابقاً، هناك أسباب طبية لحالة الجاثوم، وهي من صنع الله. وأخبرنا الله ورسوله أن ذِكر الله يحفظ الإنسان من كل شرورها.

لذلك يجب على المسلم الاستمرار في قراءة أذكار الصباح والمساء، فهي تمد القلوب والأرواح بالقوة والسكينة والطمأنينة. وكما ذكر ابن القيم، فإن الأدعية والتعويذات هي كالسلاح للإنسان.

يجب اتباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام قبل النوم لتطهير النفس من الشرور، حيث إنه لم يتكلم عن الهوى، وقد قال في الحديث الشريف: `إذا أراد أحدكم النوم، فلينفض فراشه بداخل ثوبه، وليقل: بسمك اللهم أحيا وأموت`.

يجب على الإنسان أن يتوضأ قبل الذهاب إلى الفراش، وهذا هو سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.

وبالنسبة للعلاج الطبّي، فمعظم الأشخاص لا يحتاجون لأي علاج لتلك الحالة، إلاّ إذا كانت الحالة ناتجة عن بعض الحالات الطبيّة الأخرى، مثل اضطراب الخدر.

يجب على الإنسان تحسين عادات النوم الخاصة به، والتأكد من الحصول على كمية كافية من النوم، والتي لا تقل عن ست ساعات كل ليلة.

– إذا كانت تلك المشكلة تؤثر على حياة الشخص، فقد ينصحه الطبيب بتناول مضادات الاكتئاب للمساعدة في تنظيم دورات النوم.

يمكن علاج أي اضطرابات نفسية أو عقلية أخرى التي تسبب حالة شلل النوم.

لا داعي للخوف من أي شياطين ليلية أو غير ذلك، إذا كنت قد قرأت أذكار الصباح والمساء وتحافظ على صلواتك، فكلها مخلوقات المولى عز وجل، ولا يمكنها أن تضرك أو تنفعك إلا بإذن الله تعالى.