اسلامياتالقران الكريم

تفسير حتى يلج الجمل في سم الخياط

هناك تفسيرات متعددة لعبارة `حتى يلج الجمل في سم الخياط`، حيث اختلف الناس كثيرا في تفسيرها. تم ذكر هذه العبارة في الآية الأربعين من سورة الأعراف، حيث يقول الله تعالى: `إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. وكذلك نجزي المجرمين.` صدق الله العظيم. وقد اختلف الناس كثيرا في تفسير الجملة المذكورة في هذه الآية الكريمة.

تفسير حتى يلج الجمل في سم الخياط

لكي نشرح معنى هذه الآية الكريمة ونفهمها بشكل صحيح، يجب أن نفسر الآية بشكل كامل، وفي قوله تعالى ” إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتىٰ يلج الجمل في سم الخياط ۚ وكذٰلك نجزي المجرمين ” صدق الله العظيم، يتم تفسير هذه الآية على النحو التالي

معنى الآية الكريمة واضح تمامًا، فهي تشير إلى الذين يكذبون بأيات الله ورسله، ويتكبرون على تصديها واتباعها، كما في قوله تعالى: `إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها`.

ثم نأتي للتفسير الذي يقول أن أبواب السماء لا تفتح لهم ولا يدخلون الجنة، وهناك اختلاف كبير في تفسير هذه الآية. فقد فسرها البعض بأن الروح لا ترتفع إلى السماء بل تعود إلى الأرض لتعذيب الشخص في قبره، ثم ترتفع في يوم القيامة إلى السماء ويدخل النار بدلا من الجنة ليعاقب بما يستحقه. وهناك من فسر الآية بأن أعماله السيئة تمنعه من دخول الجنة، حيث ستكون جميع أعماله خبيثة، وسيتعرض لعذاب القبر في الدنيا ثم يعاقب في الآخرة. وهناك من قال بأن الآية تعني أن أعماله وروحه لا ترتفعان للسماء، وبالتالي لا يدخل الجنة.

تعني الجمل في الآية ذكر الإبل أو زوج الناقة، والسم يعني الثقب، حيث كانت العرب تطلق على أي ثقب السم، والخياط تعني الإبرة، لذلك تعني الآية أن الجمل لن يمر خلال ثقب الإبرة، وبالتالي تنفي الأمر السابق لها، لأنه من المستحيل أن يحدث ذلك.

بالتالي، تعني تفسير الآية بأكملها أن الأشخاص الذين يكذبون آيات الله ورسله ويتكبرون عن تصديقها، ستمنع أرواحهم وأعمالهم من الصعود إلى السماء ومقابلة الله، وسيحرمون من دخول الجنة وسيعاقبون في النار حتى يمر الجمل من خلال ثقب الإبرة. أي أنهم لن يدخلوا الجنة أو يصعدوا إلى السماء نهائيا، وهذا هو العقاب الذي يستحقونه.

تفسير حتى يلج الجمل في سم الخياط طبقا لإبن كثير

يقول ابن كثير في تفسير الآية الكريمة أنها تعني أن الذين لا يؤمنون بآيات الله ولا يؤمنون بالله ورسله، سوف تغلق أبواب السماء في وجوههم حتى ولو كان عملهم صالحا، ولن يستجاب لدعائهم أبدا، حتى يدخل الجمل من ثقب الإبرة، أي أنه من المستحيل أن يتم قبول أي عمل صالح منهم.

كيف تصعد أرواح المؤمنين للسماء

يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المؤمنين المصدقين، عندما يكونوا في حالة إنقطاع عن الحياة ويرغبون في الدخول إلى الآخرة، في لحظة صعود روحهم للسماء، تأتيهم الملائكة وجوههم بيضاء كالشمس، ويكون مع الملائكة كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة، ويأتي ملك الموت على رأسهم ليأخذ روحهم ويقول لها: “يا نفس المطمئنة، اخرجي إلى مغفرة ورضوان الله”، فيقبضها ويضعها في الكفن ويضع الكفن في الحنطة، وتصدر رائحة روحهم رائحة المسك الطيب، ثم تأخذ الملائكة روحهم وتصعدها إلى السماء، وكلما مروا بها على ملك من ملائكة السماء، يسألون عن روحهم الطيبة ويذكرونهم باسمائهم الأفضل التي كانت تطلق عليهم في الدنيا، ويصعدون بهم حتى تفتح لهم أبواب السماء وأبواب الجنة.

كيف تصعد روح الكافر

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم إنه عندما يحين موعد موت شخص كافر، سوف تأتيه ملائكة سود الوجوه على مد بصره، ومعهم مسوح، ثم يأتي ملك الموت ويجلس عند رأسه فيقول لروحه: `أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط الله وغضبه.` فينتزعها بكل قوة، ثم يضعها في المسوح. وتكون رائحتها سيئة جدا، كأنها أسوأ رائحة جيفة على وجه الأرض، ولا يمرون بملك من ملائكة السماء حتى يسألوا عن هذه الروح الخبيثة، فيقولون: `روح فلان`، ويصفونها بأسوأ الصفات التي كان يتصف بها في حياته، ثم يأتون بها إلى أبواب السماء، فلا تفتح لها، وتغلق الأبواب على روحه وعمله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى