تفسير البكاء و الحزن بدون سبب في علم النفس
يشعر الكثير منا بالحزن والكآبة دون سبب واضح، ورغم أن جميع الأحداث في الحياة تسير بشكل جيد، إلا أن الإنسان يشعر بالحزن العميق الذي يجعله يبكي في بعض الأحيان، ولذلك سوف نناقش سبب حدوث الحزن والبكاء من وجهة نظر علم النفس.
أسباب الحزن في علم النفس
الشعور بالحزن في علم النفس يعد من العمليات العميقةجدًا، ومن الممكن أن يكون الوقت الذي يشعر فيه الإنسان بالحزن من أصعب الأوقات التي يمر بها، وتحدث في هذا الوقت بعض التغيرات الجسدية والنفسية.
الشعور بالحزن بدون سبب
يمكن أن يشعر الإنسان بالحزن بدون سبب واضح للعديد من الأسباب، مثل حدوث بعض التغييرات الهرمونية، حيث ينبع الشعور بالحزن من بعض المواد التي تفرز من الدماغ، وتؤثر تلك التغييرات الهرمونية على تلك المواد وتؤثر على مزاج الإنسان.
يتم ملاحظة ذلك عند السيدات خلال فترة الدورة الشهرية، حيث يعانين من عدة تغيرات هرمونية تسبب تغيرات جذرية في مزاجهن.
يؤدي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى تغييرات مزاجية عديدة، مثل الحزن والإرهاق والتعب.
أسباب الحزن والبكاء بدون وجود سبب عضوي
هناك العديد من الأسباب غير العضوية التي تسبب الشعور بالحزن الشديد، ويمكن أن يصل هذا الشعور إلى البكاء في بعض الحالات.
هذه الأسباب قد تكون بسبب الضغوط النفسية التي يمر بها الشخص، مثل تعرض الشخص لضغوط في العمل، أو المنزل، أو نقص المال، أو فقدان حبيب، أو موت شخص قريب أو غير ذلك من الأمور؛ كل هذه الضغوط قد تؤدي به إلى الشعور العميق بالحزن الذي يصل إلى البكاء، وخاصة لو استمرت هذه الضغوط لفترة طويلة.
الحزن المفاجئ في علم النفس
افترض علماء النفس أن نفسية الإنسان متقلبة من وقت لآخر، لأنها مرنة، ويساعد هذا النوع من المرونة الشخص على الخروج من حالة الحزن إلى السعادة والعكس.
سرعة البكاء في علم النفس
هناك عدة أسباب ترجع إلى سرعة البكاء في علم النفس منها:
يعتبر الأطفال الفئة الأكثر عرضة للبكاء السريعندما يتم تشغيل فطرتهم التي خلقهم الله عليها.
النساء بطبيعتهن أكثر عرضة للبكاء من الرجال، وذلك بسبب زيادة افرازات الغدد الدمعية لدى المرأة مقارنة بالرجل.
أثبتت الدراسات العلمية أن النساء يستجيبن للبكاء بشكل أكبر من الرجال بسبب طبيعتهن الفسيولوجية وحساسيتهن الشديدة.
في حالظهور حالة حزن شديدة لدى الرجل مرة في الشهر، فإنها تظهر عادةً حوالي خمس مرات في الشهر عند المرأة.
تؤثر طبيعة المجتمع الشرقي في تقليل ظاهرة بكاء الرجال، حيث يعتبر البكاء بالنسبة للرجال في المجتمعات الشرقية أمراً مخجلاً، ولا ينبغي للرجل أن يظهر دموعه أمام الآخرين.
تحليل البكاء في علم النفس
البكاء هو تجربة نفسية يمر بها كل إنسان في مراحل مختلفة من حياته.
توصلت معظم الدراسات التي أجريت حول أسباب البكاء إلى أن السبب الأول للبكاء هو تجربة نفسية مؤلمة، ويميل الإنسان بشكل طبيعي إلى الابتعاد عن كل ما يسبب له الألم سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد، وأحد الوسائل التي تساعد في الخروج من حالة الاكتئاب هو البكاء.
وقد خلق الله تعالى البكاء منذ خلق البشرية فقد قال الله تعالى (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى 43 وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا 44 وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى 45) النجم: 43-45.
يعتبر البكاء سمة عالمية لا تختلف باختلاف الجنس والعرق والبيئة والعمر.
ينصح الخبراء النفسيون بالبكاء في حالات الحزن الشديد، لأن الدموع توفر الراحة النفسية، حيث تساعد على التخلص من التوتر النفسي وتخفف من الضغط النفسي والعصبي على الإنسان.