تفسير الاية القرآنية ” ويل لكل همزة لمزة “
يقول الله تعالى في مطلع سورة الهمزة: ويل لكل همزة لمزة”، وسنوضح تفسير الآية الكريمة ومعناها والأحاديث والروايات المذكورة في كتب تفسير القرآن الكريم المختلفة بشأن تفسير هذه الآية القرآنية .
شَرحُ ابن كَثِير لآيةِ ويلٍ لكُلِّ هُمْزَةٍ لِمُزَّةٍ
يقول ابن كثير في تفسير الاية القرآنية ” ويل لكل همزة لمزة ” أن الهمز يكون عن طريق القول فقط، بينما اللمز يكون عن طريق الفعل فقط، و مع ذلك فإن اللفظين يحملان معنى واحد، و هذا المعنى هو ازدراء الناس و تحقيرهم و السخرية منهم، و قد ذكر ابن كثير أن ابن عباس قال: ” همزة لمزة أي طعان معياب”، و ذكر كذلك أيضا في تفسير الاية القرآنية “ويل لكل همزة لمزة” قول الربيع بن أنس: “الهمزة يهمزه في وجهه واللمزة من خلفه”.
تفسير القرطبي لآية “ويل لكل همزة لمزة
يشير القرطبي في تفسيره للآية القرآنية “ويل لكل همزة لمزة” إلى أن الآية تحذر من الخزي والعذاب والهلاك، وأن الكلمة “ويل” تعني واد من أودية جهنم. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أشرار الناس هم المشاؤون بالنميمة والمفسدون بين الأحبة والباغون للبراءة والعيب. وذكر القرطبي أيضا أقوالا أخرى حول معنى همزة ولمزة، فالهامز هو الذي يهمز الناس بيده ويضربهم، واللمزة هي الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم، وقد ورد قول سفيان الثوري بأنه يهمز بلسانه ويلمز بعينيه. وأخيرا، يقول ابن كيسان إن الهمزة هي الذي يؤذي جلساءه بسوء اللفظ، واللمزة هي الذي يكسر عينه على جليسه ويشير عليه بعينه ورأسه وحاجبيه .
ذكر القرطبي عدة أقوال في سبب نزول الآية القرآنية “ويل لكل همزة لمزة.” روى الضحاك عن ابن عباس أنها نزلت في الأخنس بن شريق، وقد كان الأخنس يلم بهمة الناس كثيرا. وقال ابن جريج إنها نزلت في الوليد بن المغيرة، وهو الذي كان يغتاب النبي – صلى الله عليه وسلم – من ورائه، ويفتن فيه في وجهه. وقيل إنها نزلت في أبي بن خلف، وجميل بن عامر الثقفي. وتوجد أيضا أقوال أخرى تفيد بأنها مرسلة على العموم دون تحديد، وهو القول الأكثر شيوعا.
تفسير الطبري لآية ويل لكل همزة لمزة
ينقل لنا ابن جرير الطبري في تفسير الاية القرآنية ” ويل لكل همزة لمزة ” قول أبي الجوزاء لابن عباس: “من هؤلاء هم الذين بدأهم الله بالويل ؟” فرد عليه ابن عباس قائلا: “هم المشاؤون بالنميمة, المفرقون بين الأحبة, الباغون أكبر العيب”، و قد نقل ابن جرير الطبري روايات أخرى عن من نزلت فيه آية ويل لكل همزة لمزة، فقال أنه روي أنها نزلت في جميل بن عامر الجُمَحِيّ، و قال آخرون أنها نزلت في الأخنس بن شريق، و هو ما ذكره القرطبي أيضا، و في اقوال أخرى يقال أنها ليست بخاصة لأحد, و أنها نـزلت في جميع بني عامر، و قد ورى الطبري عن ابن ابي نجيح عن مجاهد أنه قال: الآية ليست بخاصة لأحد، و الصواب من القول في ذلك أن يقال أن الله عمّ بالقول كلّ همزة لمزة, أي عم كلّ من كان بالصفة التي وصف هذا الموصوف بها, سبيله سبيله كائنا من كان من الناس.