اسلامياتالقران الكريم

تفسير الآية ” وإن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه “

{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة الأنعام: 153]

فضل الآية:
قال الإمام أحمد بن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: خط رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم خطاً بيده ثم قال: «هذا سبيل اللّه مستقيماً»، وخط عن يمينه وشماله ثم قال: «هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه»، ثم قرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}

قال ابن جرير عن أبان بن عثمان: رجل سأل ابن مسعود: ما هو الصراط المستقيم؟ فقال: محمد صلى الله عليه وسلم تركناه في أدناه وطرفه في الجنة، وجواد عن يمينه وجواد عن يساره، ثم رجال يدعون من مر بهم، فمن انتهى به إلى الجواد فإنه ينتهي به إلى النار، ومن انتهى به إلى الصراط فإنه ينتهي به إلى الجنة، ثم قرأ ابن مسعود: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: «أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث؟»، ثم تلا: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام:151] حتى فرغ من ثلاث آيات، ثم قال: «ومن وفى بهن فأجره على اللّه، ومن انتقص منهن شيئاً فأدركه اللّه في الدنيا كانت عقوبته، ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى اللّه إن شاء أخذه وإن شاء عفا عنه»
|
تفسير الآية:
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}: قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر اللّه المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والتفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين اللّه، وعن النواس بن سمعان عن رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم قال: «ضرب اللّه مثلاً صراطاً مستقيماً، وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس هلم أدخلوا الصراط المستقيم جميعاً، ولا تفرقوا وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن فتحته تلجه، فالصراط الإسلام، والسوران حدود اللّه، والأبواب المفتحة محارم اللّه، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب اللّه، والداعي من فوق الصراط واعظ اللّه في قلب كل مسلم»
اسلا
{فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ}: إنما وحد سبيله لأن الحق واحد، ولهذا جمع السبل لتفرقها وتشعبها كما قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:257]، {فَاتَّبِعُوهُ}: فاعملوا به واجعلوه لأنفسكم منهاجًا تسلكونه، وعن مجاهد قال: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ}: أي البدع والشبهات {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}: أي هذا مما وصاكم به لعلكم تعقلون عن اللّه وأمره ونهيه، لتتقوا الله في أنفسكم فلا تهلكوها وتحذروا ربكم فيها فلا تسخطوه عليها فيحل بكم نقمته وعذابه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى