اسلامياتالقران الكريم

تفسير ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها “

يأمر الله في هذه الآية بأداء الأمانات إلى أصحابها، وأن يحكم الناس بالعدل فيما بينهم، ويذكرنا الله بأنه سميع وبصير وأن هذه التوجيهات منه نعمة علينا

الهدي القرآني في الآية الكريمة:
يخبر الله تعالى أنه يأمر بأداء الأمانات إلى أهلها وفي حديث الحسن عن سمرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: «أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك»  وهذا يعم جميع الأمانات الواجبة على الإنسان من حقوق الله عز وجل على عباده من الصلوات، والزكاوات، والكفارات، والنذور والصيام وغير ذلك مما هو مؤتمن عليه لا يطلع عليه العباد، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض كالودائع وغير ذلك مما يأتمنون به بعضهم على بعض من غير اطلاع بينة على ذلك، فأمر الله عز وجل بإدائها فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة، كما ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صل الله عليه وسلم، قال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها، حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء»

وعن عبدالله بن مسعود قال: إن الشهادة تكفر كل ذنب إلا الأمانة، ويأتي الرجل في يوم القيامة ولو قتل في سبيل الله فيقال له: أد أمانتك، فيجيب: إني أؤديها وقد رحلت الدنيا؟ فيظهر له الأمانة في قعر جهنم، فيسقط فيه ويحملها على عاتقه، فيقال له: أفرطت في الأمانة؟ فيجيب: لا. فيسقط الأمانة من عاتقه، فيسقط ويتبعها إلى الأبد، وقد صدق زائد بن ثابت عندما قال: “فأتيت البراء فحدثته فقال: صدق أخي: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلىٰ أهلها}.

سبب نزول إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها


نزلت في عثمان بن طلحة بن أبي طلحة حاجب الكعبة المعظمة، وفيه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قام على باب الكعبة فقال: «الله وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى، فهو تحت قدمي هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج» ثم جلس رسول الله صل الله عليه وسلم في المسجد، فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده فقال: يا رسول الله، اجمع لنا الحجابة مع السقاية، صل الله عليك، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: «أين عثمان بن طلحة؟» فدُعي له، فقال له: «هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم وفاء وبر»

تفسير الآية:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: هي للبر والفاجر، وقال محمد بن الحنفية: هي للبر والفاجر وقال أبو العالية: الأمانة هي ما أمروا به وما نهوا عنه، وقال أبي بن كعب: من الأمانة أن المرأة ائتمنت على فرجها، وقال الربيع بن أنس هي من الأمانات فيما بينك وبين الناس، وعن ابن عباس قال: يدخل فيها وعظ السلطان للنساء يوم العيد.

{وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}: أمر من الله تعالى بضرورة الحكم بالعدل بين الناس، ولذلك قال محمد بن كعب: إن الآيات التي نزلت في الأمراء تعني الحكام بين الناس، وفي الحديث: «إن الله مع الحاكم ما لم يجر، فإذا جرى وكله الله إلى نفسه»، وجاء في الأثر: العدل يوم كصيام أربعين سنة. {إن الله نعما يعظكم به}: أي يأمركم بأداء الأمانات والحكم بالعدل بين الناس، وبغير ذلك من أوامره وشرائعه الكاملة العظيمة الشاملة. {إن الله كان سميعا بصيرا}: أي يسمع أقوالكم ويرى أفعالكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى