تفاصيل ” هوشة حولي ” التي قتل فيها مصري وافد في الكويت
تشهد الكويت في الوقت الحاضر العديد من الخلافات والنزاعات العنيفة بين المصريين المقيمين والمواطنين الكويتيين أو حتى المقيمين الآخرين من جنسيات مختلفة. خلال أسبوعين أو أقل، حدثت مشاجرتين عنيفتين أسفرت عن وفاة عدد من الأشخاص بسبب عدم السيطرة على غضب المشاركين في النزاع. والأمر الأكثر بشاعة هو أن أسباب هذه النزاعات، بغض النظر عن نوعها أو نتائجها الدامية، هي أسباب تافهة. في مقالنا اليوم، سنروي لقرائنا حادثة واحدة من بين المئات من الحوادث التي قد تحدث يوميا. هذه الحادثة أثارت ضجة كبيرة في وسائل الإعلام الكويتية والمصرية بسبب تداعياتها القاتلة وتسببها في فقدان أرواح. إنها مشاجرة في منطقة حولي، أو ما يعرفه النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي بـ “هوشة حولي” والتي أودت بحياة وافد مصري. دعونا نتعرف على تفاصيل المشاجرة وتداعياتها وردود الفعل المحيطة بها من جميع الأطراف .
تفاصيل المشاجرة :
حدثت مشاجرة عنيفة بين سبعة مهاجرين مصريين وستة مواطنين كويتيين في مجمع الرحاب التجاري الموجود في ميدان حولي. سبب المشاجرة يعود إلى خلاف نشب بين اثنين من المواطنين الكويتيين ووافد مصري يعمل في محل لبيع الألعاب داخل المجمع التجاري. تركز الخلاف على سعر لعبة بلايستيشن. بدأت الطرفان بالاعتداء على بعضهما داخل المجمع، وتوسعت المشاجرة لتشمل الشارع الخارجي. حضر أربعة مواطنين لإنقاذ أصدقائهم من المشاجرة، فيما وصل تسعة مصريين لدعم مواطنهم المصري. اشتد العنف بين جميع الأطراف، واستخدمت الأسلحة البيضاء مثل العصي والسكاكين والأدوات الحادة. كان أحد المواطنين الكويتيين قلقا على صديقه لدرجة أنه لم يفكر في عواقب أفعاله. من غضبه الشديد، قاد سيارته وصعد إلى المشاجرين دون الاهتمام بتحديد هويتهم. نتيجة لهذا التصرف الطائش، صدم ثلاثة أشخاص، بينهم مواطن لا يتعلق به الشجار بأي شكل من الأشكال، بل كان يمر بالصدفة في تلك المنطقة .
الضحايا :
تسبب حادث الدهس الذي نفذه مواطن في وفاة وافد مصري نتيجة تهشم عظامه، وأدى هذا الحادث أيضًا إلى إصابة وافد مصري آخر بكسر في الحوض، فيما تعرض المواطن الكويتي لإصابات طفيفة .
التحقيقات :
بحسب ما صرحت به إحدى المصادر الأمنية في إحدى الصحف المحلية، تم القبض على خمسة مواطنين كويتيين وجاري البحث عن المواطن السادس، وضبط أيضا خمسة وافدين مصريين الذين شاركوا في المشاجرة وتسعة آخرين انضموا إلى المتهمين خارج المجمع وتسببوا في إحداث الفوضى في الشارع، وتم ضبط الجاني في منزله وهو شاب في العشرينيات من العمر. وتم تسجيل قضيته بتهمة القتل العمد وجاري التحقيق في الواقعة مع جميع المتهمين .
صدرت توجيهات من وزير الداخلية ونائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ محمد الخالد، بإبعاد المشاركين والمحرضين في المشاجرة بشكل مباشر أو غير مباشر. كما سيتم حجز المتهمين الأساسين حتى يتم الانتهاء من التحقيقات والإجراءات القانونية لتقديمهم للعدالة .
ردود الإفعال :
أثارت هذه الحادثة موجة غضب شديدة في وسائل التواصل الاجتماعي من الجانبين، وتباينت الآراء حول الواقعة ومن كان وراءها؛ حيث أدان الجانب المصري بشدة عملية الدهس التي وقعت، وقاموا بإطلاق وسم على تويتر بعنوان “#قتلوا_المصري” ووسم آخر بعنوان “#هوشة_حولي”، ليعبروا عن غضبهم من المواطن الكويتي الذي قتل شخصا بسبب خلاف على لعبة، وذكروا بعض المغردين أن العمالة المصرية تتعرض لسوء المعاملة والقمع في الكويت. أما في وسائل الإعلام المصرية، فاندلعت برامج التوك شو بمناقشة القضية وتم استضافة أقارب القتيل الذين هددوا بالانتقام من الجاني. أما الجانب الآخر من النشطاء، فقد وجهوا اللوم للعمالة المصرية التي هاجمت اثنين فقط من المواطنين الكويتيين، وهذه ليست المرة الأولى التي يشترك فيها الوافدون المصريون في مشاجرات كبيرة تؤدي إلى القتل. واعتبر بعض المغردين أن الكثافة العالية للعمالة الوافدة إلى الكويت وبقاؤهم بشكل غير قانوني يؤدي إلى زيادة الجرائم والفوضى، واعتبروهم يمارسون “أعمال بلطجة” في الكويت .
قامت القنصلية المصرية بمتابعة الحادث واعتباره جريمة قتل متعمدة مع سبق الإصرار، وطالبت بتطبيق القصاص على الجاني وإجراء تحقيق عادل في الحادثة .