تفاصيل معركة ثنية العقاب
وقعت معركة ثنية العقاب في عام 634م في ريف دمشق بسوريا، بين جيش المسلمين وجيش الإمبراطورية البيزنطية، وكانت إحدى أهم معارك الفتح الإسلامي لبلاد الشام، وانتهت بانتصار المسلمين بقيادة خالد بن الوليد، وتعد إحدى المعارك الشهيرة التي خاضها الخلفاء الراشدون.
الإمبراطورية البيزنطية
هي إمبراطوريةٌ ذات كيانٍعظيم، وتُسمى أيضاً بالإمبراطورية الرومانية الشرقية، وامتدت من العام 395 حتى العام 1453.
كان أهل هذه المنطقة يعتبرون أنفسهم جزءًمن الرومان، مما تسبب في تعامل الشعوب المجاورة معهم على هذا الأساس.
تعد الإمبراطورية البيزنطية امتدادًا للعصور القديمة حتى العصور الوسطى، وكانت عاصمتها القسطنطينية.
تختلف بيزنطة عن روما في اعتناقها للثقافة واللغة اليونانية، بينما كانت روما تتحدث اللغة اللاتينية.
بدأت الدولة البيزنطية عام 395م عندما قسمت الإمبراطورية الرومانية، واستمرت مدنها لمدة تقريبية قرن كامل حتى سقوط مدينة القسطنطينية.
سيطر العثمانيون على القسطنطينية في عام 1453 م، وانتهت تمامًا بفتح المسلمين لبلاد الشام.
فتح بلاد الشام
بدأت الأمور عندما تنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح الشام في حديثه، حيث قال “تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله.
الفتوحات الشامية هي سلسلة من الحروب العسكرية التي وقعت بين عامي ٦٣٣ و٦٤٠ م، وكان الجيش الإسلامي طرفًا ثابتًا فيها.
بدأت الفتوحات الشامية في عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – بعد الانتهاء من حروب الردة التي نشبت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
كانت بداية الحروب مناوشات بين المسلمين والجيش البيزنطي في غزوة مؤتة عام 629 ميلادية.
بدأت المعارك الكبرى في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن هذه المعارك موقعة اليرموك التي تم فيها تحطيم الجيش البيزنطي، وتعد هذه المعركة حدثًا مهمًا في تاريخ بلاد الشام.
– من أهم القادة في الفتوحات الشامية، يزيد بن أبي سفيان وعبيدة بن الجراح والقائد الذي لا يشق له غبار خالد بن الوليد.
انتهت الحروب في بلاد الشام بسيطرة المسلمين عليها وضمها إلى الدولة الإسلامية بالكامل، وانسحاب البيزنطيين منها.
مسيرة خالد بن الوليد إلى الشام
كتب سيدنا أبو بكر رضي الله عنه خطابًا إلى سيدناخالد بن الوليد أثناء تواجده في العراق، يطلب فيه منه توجيه نصف الجيش – الذي كان يقوده – إلى الشام. وكان بن الوليد قد أسس لنفسه موقعًا موطدًا للأركان في العراق.
أحضر خالد بن الوليد معه إلى الشام تسعة آلاف مقاتل، وهم الذين قدموا معه يوم قدم إلى العراق، وترك ثمانية آلاف تحت قيادة المثنى بن حارثة الشيباني في العراق.
في عام 634 م، خرج خالد بن الوليد من حيرته وأرسل رسالة إلى المسلمين في الشام يخبرهم بأمر الخليفة بضرورة نجدتهم.
أرسل رسالة أخرى إلى أبي عبيدة بن الجراح ليعلمه بتعيين الخليفة له قائدًا عامًا للجيوش في تلك البلدان.
تمكن المغامر من اختراق الصحراء في ثمانية أيام عبر طرق خالية من قلاع الفرس والروم، وذلك دون أي هجوم من جيش العدو.
قام خالد بالاجتهاد عندما اشترف على الشام وأراد التوغل فيها، ولم يترك وراءه أي مواقع قائمة للبيزنطيين أو للحلفاء العرب، وقد تصالح مع أهل مصيخ وبهراء وأرك بعد أن اصطدم بهم، وقام بحصار تدمر.
أحداث معركة ثنية العقاب
وقعت معركة ثنية العقاب عام 634م، بعد معركة القريتين التي وقعت بالقرب من حمص، حيث وجه جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه نحو جنوب سوريا باتجاه غوطة دمشق.
في الطريق، تعرضوا لهجوم من جيش غساسنة بقيادة الحارث بن الأيهم، ودارت معركة بين الجانبين وفاز المسلمون فيها.
بعد المعركة، انسحب الغساسنة إلى دمشق، وظل جيش المسلمين يتقدم حتى وصل إلى منطقة مرتفعة شمال دمشق على بعد حوالي 25 كيلومترًا.
تم تسمية المعركة الثنية أو الثنايا باسم منطقة قرب مدينة القطيفة اليوم، والتي ترتفع بما يقرب من 400 مترًا عن دمشق.
بعد وقف الجيش هناك ورفعَ راية العقاب، وهي نفس راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتجه الجيش بقيادة خالد بن الوليد إلى القلمون الشرقي، لأنه أراد عزل مدينة دمشق عن المناطق المحيطة بها.
ترك الجيش الروماني حواجز عسكرية في منطقتين، واحدة بين حمص ودمشق، والأخرى في جنوب دمشق تجاه فلسطين. وعندما علم هرقل بتواجد المسلمين هناك، أرسل قواته لإنهاء وجودهم في تلك المنطقتين.
نجح المسلمون في هزيمة تلك القوة ودحرها، وتابعوا تقدمهم نحو دمشق ومحيط دمشق ومرج راهط.