بحث عن خالد بن الوليد

إن الدين الإسلامي هو دين الدعوة إلى الله، لأن الأصل في خلق الإنسان هو عبادة الله، ولا يكون هناك عبادة إلا بالدعوة إلى الله، وهذا هو عمل الأنبياء ومن بعدهم الصحابة. قال الله تعالى: `ادع إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن`. فقد قام الصحابة بدعوة الناس إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومنهم من استخدم الجهاد، ومن بين هؤلاء الصحابة الجليل خالد بن الوليد، ذلك القائد المغوار.

نشأة خالد بن الوليد

خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي هو أشهر قادة التاريخ الإسلامي، وقد أطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم لقب `سيف الله المسلول`، ونسبه يلتقي بنسب النبي صلى الله عليه وسلم في جده للمرة السادسة بن كعب.

ووالده اشتهر بالكرم حتى أنه كان يرفض أن يكون هناك نار غير ناره، وذلك لإطعام الطعام، خاصة في الحج وسوق عكاظ، وكان والده من أثرياء مكة، وأمه هي لبابة بنت الحارث الهلالية.

وكما هو معتاد في مكة، أرسل خالد إلى صحراء مكة ليتم تنشئته هناك بالطريقة الصحيحة في جو الصحراء، ثم عاد إلى والديه عندما بلغ ست سنوات، وتعلم ركوب الخيل حتى أصبح ماهرا فيها، واشتهر بالشجاعة والقوة والمهارة.

صفات خالد بن الوليد

تميز شخصٌ ما عن غيره بعدة صفات، ومن هذه الصفات:

ـ انه كان قيادي ناجح.

كان ماهرًا في القتال والمعارك.

كان لديه القدرة على وضع خطط استراتيجية عسكرية بأسلوب بسيط وسهل.

كما كان متميزًا ببراعته في الانتصار.

كان حريصًا على بناء مجتمع قوي وفخور بانفتاحه،

إنه كان محسنا للآخرين ومبلغا لدعوة الإسلام، ورغم ذلك قال للنصارى: لكم مالنا وعليكم مالنا.

ـ كان جرئ وشجاع.

ـ كان صادق القلب.

ـ كان فصيح وخطيب ومظفر.

كان يفكر بعمق ويطيل في التفكير ومن ثم يتخذ القرار المناسب.

كان كريمًا وكثير العطاء وكان يتصف بالمساهمة بماله الخاص.

يشبه خالد بن الوليد في خلقه وصفاته أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

قصة اسلام خالد بن الوليد

خالد بن الوليد بقي ملتزما بشركه ومعاداته للإسلام والمسلمين حتى عام الحديبية. وفي عمرة القضاء في العام التالي لهذا الصلح، دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة مع أصحابه باتفاق مكة لأداء عمرة القضاء.

عندما دخل النبي الكريم مكة، سأل الوليد بن الوليد، أخو خالد بن الوليد، عنه، فقال إن الله سيأتي به، وبعد ذلك أخبر الوليد خالد بما دار بينه وبين نبينا الكريم.

في ذلك الوقت، كان خالد بن الوليد يفكر بشكل جاد في اعتناق الإسلام، وتفاعل صدره بشكل أكبر عندما قرأ ما كتبه له أخوه، وكذلك بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم.

خرج من منزله والتقى بعثمان بن طلحة، وأدرك نية بعثمان بالخروج، فشجعه على ذلك، واتفق الاثنان على الخروج من المدينة للإعلان عن إسلامهما، وفي نفس الوقت التقوا بعمرو بن العاص الذي ذهب معهما لنفس الهدف وأعلن إسلامه في المدينة.

كان ذلك في السنة السابعة للهجرة، عندما وصلوا إلى المدينة وأعلنوا إسلامهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد: `الحمد لله الذي هداك، لقد كنت أرى لك عقلاً يجعلني أتمنى أن يسلمك الله إلى الخير`.

وطلب خالد من النبي ان يستغفر له برغم من الاسلام يجب ما قبله، الا انه طلب ذلك ومن هنا سماه النبي صل الله عليه وسلم بسف الله حيث قال( نعم  عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله ) وبهذا تنتهي قصة اسلام خالد بن الوليد حتى يبدأ حياه جديدة ليقوم بالدفاع عن الاسلام والمسلمين.

مواقف من حياة خالد بن الوليد

حيث ان خالد بن الوليد شهد، معركة أحد فكان قائد الميمنة في جيش قريش، وكان هوة سبب هزيمة المسلمين بعد ان لاحظ نزول الرماة عن الجبل، فقام باستغلال هذا الموقف وقام بالالتفاف حول جبل احد وهاجم مؤخرة جيش المسلمين، وذلك اثناء انشغالهم بجمع الغنائم، وعمل على تحويل الخسارة لنصر لصالح المشركين.

تسلم خالد بن الوليد قيادة المسلمين في غزوة مؤتة بعد استشهاد القادة الثلاثة المسلمين في المعركة، وكان ذلك في بداية الإسلام، وعلى الرغم من ذلك، اختاره المسلمون كقائد لهم، ووضع خطة ناجحة جعلت الروم والغساسنة يفقدون توازنهم في المعركة، مما أدى إلى خوفهم، وقاتل خالد بشجاعة في تلك المعركة حيث تم كسر تسعة سيوف في يده، ونال النصر، وعاد إلى المدينة المنورة مظفرا، وعلق النبي صلى الله عليه وسلم سيف الله المسلول عليه.

وفاة خالد بن الوليد

توفي خالد بن الوليد في السنة الحادية والعشرين للهجرة، وتم دفنه في حمص .