مؤتمر باريس للسلام عام 1919 : هو مؤتمر نظمته مجموعة الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، وهذه الدول هي: فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا، للتفاوض على معاهدات السلام بين الدول الحليفة، والدول المنتسبة، والدول المركزية المهزومة، وانتهى المؤتمر بتوقيع معاهدة فرساي .
تفاصيل مؤتمر باريس للسلام عام 1919 :
تم افتتاح مؤتمر باريس للسلام في 18 يناير عام 1919 واستمر حتى 21 يناير عام 1920، حيث كان يعمل على فترات قليلة، وكان جزء كبير من عمل المؤتمر يتعلق بتحديد أي من قوى الحلفاء ستدير الأراضي التي كانت في السابق تحت الحكم الألماني و الحكم العثماني، وتم إدخال مفهوم “الوصاية” في القانون الدولي حيث تعهد الأقاليم التي تعتبر غير قادرة على حكم نفسها إلى دولة أخرى.
وتتمثل مهمة الدولة الواصية في بناء هذه الدولة وإنشاء الأسس اللازمة لتحديد مصيرها والحصول على الاستقلال، وعلى الرغم من ذلك، فإن معظم القرارات التي تم اتخاذها بالفعل من قبل السلطة في جميع المناطق، مثل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بموجب اتفاقية سايكس بيكو في 16 مايو 1917، كما يشير ماكميلان، لم يتم استشارة الناس في هذه المناطق حول رغبتهم في الحكم، ولا يزال تأثير تقسيم هذه المنطقة يؤثر على العالم حتى اليوم .
فرض المؤتمر تعويضات ضخمة على ألمانيا، ورغم أن بعض الدول مثل فرنسا أرادت فرض عقوبات إضافية ، إلا أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج كان يتوقع أن هذه التعويضات ستسبب تعطيلًا كبيرًا لألمانيا، وفعلاً أصبحت هذه التعويضات عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على البلاد .
تأسست عصبة الأمم في المؤتمر عام ١٩٢٠، كأول محاولة لإقامة منظمة دولية مشتركة تجمع بين عدد من الثقافات، تعمل على منع الحرب وتسوية النزاعات وتحسين حياة الناس في جميع أنحاء العالم. وكان الهدف من المؤتمر إحلال السلام الدائم في العالم، وبالرغم من أن الكثيرين كانوا يعتقدون أن الحرب العالمية الأولى ستكون الحرب الأخيرة، إلا أنها تسببت في البذرة الأولى التي أدت إلى الحرب العالمية الثانية وصراعات أخرى مثل الحرب الأهلية اللبنانية والنزاع العربي الإسرائيلي.
ولقد تحدث الكثير في المؤتمر عن الحاجة إلى حماية الأقليات وخلق عالم أكثر عدلاً، ولكن شملت أعمال المؤتمر حماية بعض الدول لمصالحها الخاصة ، مثل البريطانيين في مواجهة الفرنسيين، وقد أدرك الكوريون الذين كانوا يعيشون تحت الاستعمار الياباني بعد أن سافر العديد من القادة الكوريين إلى باريس، وأنه كان يتم تقرير مصير المستعمرات السابقة للقوى الأوروبية وليس المستعمرات القائمة في اليابان.
وقد تم إعداد المعاهدات التالية في مؤتمر باريس للسلام 1919 :
تضمنت معاهدة فرساي الموقعة في 28 يونيو 1919 في جمهورية فايمار الألمانية .
معاهدة سان جيرمان للنمسا في 10 سبتمبر 1919.
بلغاريا (معاهدة نيوي، 27 نوفمبر 1919) .
المجر (معاهدة تريانون، 4 يونيو 1920) .
تم تفعيل معاهدة سيفر في 10 أغسطس 1920، في إطار الإمبراطورية العثمانية، وتم تفعيلها لاحقًا بموجب معاهدة لوزان في 24 يوليو 1923.
وضعت معاهدات السلام في باريس جنبا إلى جنب مع اتفاقات مؤتمر واشنطن البحرية لعام 1921-1922، مما أدى إلى إنشاء نظام العلاقات الدولية في فرساي وواشنطن. أدت إعادة رسم خريطة العالم في هذه المؤتمرات إلى ظهور التناقضات الدولية الحرجة، مما أدى إلى حدوث الحرب العالمية الثانية.