تعريف الغنة ومراتبها … وأمثلة عليها
تعريف الغنة
تعد الغنة من أساسيات علم التجويد التي يجب معرفتها لقراءة القرآن الكريم بشكل صحيح، ومن الجدير بالذكر أن الغنة في اللغة تعني صوتا يتردد في التنفس، أما في علم التجويد فهي تعني صوتا خفيفا ينبعث من التنفس دون تحريك اللسان، وتمد الغنة لمدة حركتين، وتعتبر الحركة الواحدة بمقدار ما يمكن للشخص أن يضم أو يمتد به إصبعه، دون إسراع أو تأني، ويمكن من خلال مراجعة كتب وقواعد التجويد التعرف بشكل أعمق على كل ما يتعلق بالغنات والإدغام.
يشير العلماء إلى أن الغنّة هي صفة ضرورية للنون، ولو كان تنوينًا، وأن الميم يمكن أن تكون متحركة أو ساكنة أو ظاهرة أو مخفية أو مدغمة، ويُقال إن الأغن هو من يتحدث باستخدام خياشيمه.
مراتب الغنة
لقد تعددت الأقاويل في مراتب الغنة، وفي التالي توضيح لها:
أربع مراتب
قال الجعبري في الغنة أنها: في الساكن، الشيء المخفي يكمل الشيء المظهر، وفي الساكن المدغم يكون الشيء أكثر كفاءة من الساكن المخفي، وتصنف المراتب عند الجعبري إلى أربعة:
- الساكن المدغم.
- الساكن المخفي.
- الساكن المظهر.
- المتحرك.
خمس مراتب
أما المرعشي فقد قال: غنة النون المشددة هيعتبر أقوى الغنات، إذ أنها أكمل من غنة الميم المشددة، وغنة النون المخفية أكمل من غنة الميم المخفية، كما يذكر المرعشي خمس مراتب لها
- غنة النون المشددة.
- غنة الميم المشددة.
- غنة النون المخفاة.
- غنة الميم المخفاة.
- غنة النون والميم المدغمتين والمتحركتين.
ست مراتب
يرى غالبية المؤلفين أن الغناء يندرج ضمن ستة مراتب هي:
- النون المخفاة.
- النون المدغمة في مثلها.
- الميم المدغمة في الميم.
- الميم عند الباء.
- النون المدغمة في الواو والياء.
سبع مراتب
وذهب البعض الآخر إلى أن الغنة على سبع مراتب، وهي:
- غنة النون والميم المشددتين.
- غنة النون المنقلبة عند الباء.
- غنة النون المخفاة.
- غنة النون المدغمة في مثلها.
- غنة النون والميم عند إدغامهما في الميم.
- غنة الميم عند الباء.
- غنة النون عند إدغامهما في الواو والياء.
ثلاث مراتب
والبعض جعل الغنة ثلاث مراتب فقط، وهي:
- غنة المدغم.
- غنة المنقلب.
- غنة المخفي.
مخرج الغنة
مخرج الغنة هو الخيشوم، أي أقصى الأنف، وهذا يعني أن أحرف الغنة تخرج منه، وهذا لأن حرفي النون و الميم يتحولان في حالة الإدغام أو الإخفاء أو التشديد عن المخرج الأصلي لهما والذي يتمثل في المخرج الأول برأس اللسان، وما بين الشفاه وفي الثاني للخيشوم مثل ما تتحول بعض حروف المد عن المخرج الأصلي الخاص بها إلى الحرف.
وهذا لا ينافي أن النون من رأس اللسان والميم من بين الشفاه إذ أن المقصود بهما المتحركتان أو الساكنتان في حالة الإظهار والمقصود هنا الساكنتان حال الإخفاء والإدغام، ولا يتم القول بأنه يجب أن يعمل اللسان في النون والشفاه في الميم أبدًا ولو كان بحالة الإخفاء والإدغام بغنة، وينبغي عمل الخيشوم حتى بحالة التحرك والإظهار وليس هناك حاجة إلى ذلك التخصيص، إذ أنهم نظروا إلى الغالبية فتم الحكم بأنه المخرج، فلما كانت الغالبية في حالة الإخفاء أو الإدغام بغنة عمل الخيشوم فتم جعله مخرجهما في هذا الوقت، وإنها عمل اللسان والشفاه كذلك.
وبالنظر إلى أن النون والميم وظهورهما يتم عن طريق اللسان والشفاه، تم تعيينهما كمخرج، وكان العمل الخاص بالخيشوم في ذلك الوقت مشابها، وشرح القول المفيد وافق على ذلك. قال: `إن ما قاله شيخنا المؤلف بأن الخيشوم هو مخرج النون والميم المخفاتين أفضل من قول بعض الناس بأن الخيشوم هو مخرج الغنة، لأن الغنة صوت يتولد في الخيشوم وهي سمة من سمات النون والتنوين، والميم الساكنتين تكون في حالة الإخفاء أو تحدث اندماجا مع الغنة، والمناسب هو ذكر هذه السمات في مكانها المناسب وليس في المخارج.
قدر الغنة
يتم تقدير الغنة بحركتين، وأي زيادة أو نقص دون هذا الحد خطأ، ويوجد بعض الأشخاص يقولون إنها حركة ونصف أو حركة واحدة، وهذا خطأ ولا يجب الاهتمام به، لأن الغنة تدل على حرف وذات الحرف لا يمكن أن تكون أقل من هذا الحد، وميزان نطقها يشبه ميزان نطق المد الطبيعي المتفق عليه أنه يعمل بحركتين.
صور الغنة
الغنة لها أربعة صور، فهي إما (قوية أو ضعيفة وإما ظاهرة أو مستترة)، بحيث أنها قوية في النون ولكنها ضعيفة في الميم بسبب أصالتها في الأول، والدليل على أنها قوية في النون هو ظهور الغنة في غالبية الحروف فهي لا تستتر إلا عندما تلتقي بحروف الحلق وتظهر مع غيرها، كما أن حرف النون جمع بين ميزتين وهما: الحروف ومزية الصفات.
شروط ظهور الغنة أو منعها
شرط ظهور الغنة هو أن يظهر كل حرف منها عندما يكون غير مخفي أو مدغم. وقد اختلف النحاة فيما يتعلق ببقاء الغنة، وقد ذكر فارس بن أحمد في مصنفه أن الغنة تسقط من النون الساكنة والتنوين عند ظهورهما، وقال المرعشي: “يمكن أن يكون الخلاف لفظيا، حيث يرى بعضهم بقاء جذر الغنة مرتبطا بالنون، حتى في حالة التنوين، ويرى البعض الآخر سقوطها عندما لا تظهر.
أما ما يمنعها هو تباعد المخرج، وهذا في حرف النون عندما يُلاقي الهمزة والهاء والعين والحاء (الحروف الحلقية)، عند بعض الجمهور، والغين والخاء والواو والياء والراء واللام عند البعض الآخر، وفي الميم عندما تُلاقي حروف المعجم إلا الميم اتفاقًا والباء عند البعض، والتباس المعنى وهذا في النون عندما تلاقي الواو والباء مثل: الدنيا، بنيان، قنوان، صنوان.
أمثلة على الغنة
تتمثل فوائد التجويد في القراءة الدقيقة والصحيحة للقرآن الكريم، وتتضمن تعلم الغنة، وهناك عدة آيات يظهر بها هذا الأسلوب، وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك
- {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }: في كلمة `مما`، حرف الميم الثاني مشدد، وفيها إدغام بغنة، وذلك في سورة البقرة آية 3.
- {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}: [الزلزلة 7]، في الجملة (خيرا يره)، المقصود هو: تم استخدام التنوين في الكلمة (خيرا)، وبعدها جاء حرف الياء في كلمة (يره)، مما يعني أن الحكم النحوي للتنوين هو الإدغام بغنة
- {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}: الياء بعد التنوين في قوله: (لقوم يؤمنون) في سورة الأعراف ، الآية 52.
- {وكل نعمة تأتيكم فمن الله، وعندما تصابون بالمصاعب فإليه تلجأون}، وهذا يعني الغنى بنعمة الله.
- {وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}: [النور 33]، الغنة في (مِّن مَّالِ).
- {أنتم لستم معجزين في الأرض ولا في السماء، وليس لكم دون الله ولي ولا نصير}: سورة العنكبوت، النون الساكنة إذا جاءت قبل الواو في كلمتين مثل (من ولي).
- {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ}: إذا جاءت النون الساكنة قبل الميم في كلمتين مثل (من مال)، فإنها تنطق.
- {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}: [الأعراف 52]، وعند التنوين إذا جاء حرف الياء بعده كما في (لقوم يؤمنون).