تعريف الصهيونية
أرادت الحركة الصهيونية نقل أهمية العمل الصهيوني إلى بريطانيا بعد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897م، وذلك بسبب أهمية بريطانيا كدولة استعمارية عظمى، وكانت هناك مصالح مشتركة كبيرة بينها وبين الحركة الصهيونية، ولكن ما هو معنى الصهيونية .
الصهيونية
يرجح أن الصهيونية تأتي من كلمة “صهيون” كما فسرها اليهود أنفسهم، وتأتي كلمة “صهيون” من ثلاثة معان؛ المعنى الأول هو أنها مدينة الملك الأعظم، أي مدينة إله ملك إسرائيل، والمعنى الثاني هو اسم حصن سماه النبي داود عليه السلام في مدينة القدس، والمعنى الثالث هو اسم جبل يقع شرق القدس، وهذا هو المعنى اللغوي لكلمة “صهيون .
أما بالنسبة للمفهوم الحالي للصهيونية في السياق السياسي الحالي، فهي تمثل حركة سياسية عنصرية وفكرة قومية لليهود تدعو إلى عودتهم إلى جبل صهيون، الأرض الموعودة كما يطلق عليها اليهود. وقد استمد اليهود تعاليمهم من التوراة، الكتاب المقدس الذي تم تحريفه، وأيضا من التلمود، الذي يعتبر تفسيرا للتوراة ويحتوي على تاريخهم الذي سجله حاخاماتهم خلال فترة التشرد والتشتت. وأخيرا، اعتمدت الصهيونية بروتوكولات حكمائها كخطة تتبعها لتحقيق أهدافها في جميع أنحاء العالم .
فكر التلمود ومضمون البروتوكولات هي التي سيطرت وتسيطر عليها الصهاينة بشكل كامل، ولا يستطيع أحد منهم رفض أي طلب أو مخطط يتم تقديمه، ويسير الصهاينة على هذا المسار دون الانحراف، وهم يتجاهلون ما جاء في الديانة اليهودية في كتابها المقدس التوراة والذي حرفه اليهود حسب أهوائهم، وقد جعلوا مبدأهم يقوم على إحقاق مصلحتهم وبغض الأجانب، والأجانب هم الذين يتبعون ديانات غير اليهودية، ويعتبرون اليهود غير الذين يتبعون دينهم بلا قيمة كما هو موضح في عقيدتهم المحرفة .
بداية الحركة الصهيونية
ظهرت الكثير من الحركات الإصلاحية في أوروبا طالبت بإعادة النظر في سيطرة السلطة البابوية على أوروبا عمومًا ، بسبب فساد الكنيسة الكاثوليكية وكان لتلك الحركات الإصلاحية دور في تمهيد الطريق نحو تعزيز الوجود اليهودي في أوروبا كما ساهمت في التفسيرات الجديدة للكتاب المقدس في ظهور حركات مسيحية نادت بتوطين اليهود في أرض فلسطين وهو ما كان إلا له انعكاسات مباشرة على وضع اليهود في أوروبا وتحولهم للصهيونية لاحقًا .
أدى الإصلاح الديني في أوروبا إلى ظهور مذهب جديد يرفض وسطوة الكنيسة الكاثوليكية، وهذا المذهب أعد الطريق لظهور الصهيونية. وساعد الإصلاح الديني وانتشار البروتستانتية والأفكار البيوريتانية في إنجلترا على قبول فكرة فلسطين كوطن لليهود. وكان دور إنجلترا في السماح لليهود بالاستقرار فيها، مما أعد الطريق لنقلهم إلى فلسطين. وساعد الفكر البروتستانتي المنتشر في إنجلترا على ظهور الصهيونية المسيحية غير اليهودية التي سبقت الصهيونية اليهودية بفترة طويلة .
بدأت الحركة الصهيونية في القرن التاسع عشر وظهرت عدة قادة يروجون لهذه الأفكار، مثل تشارلز تشرشل في إنجلترا. حث هؤلاء القادة اليهود على العمل وتوحيد القوى الأوروبية لبدء استيطان اليهود في فلسطين. أرسل تشرشل رسالة إلى موسى مونتيفيوري في 14 يونيو 1841، وحثه على دعم المبادرة اليهودية بمساعدة القوى الأوروبية للهجرة والاستيطان في فلسطين .
يعتبر اللورد شافتسيري أحد الشخصيات البارزة التي ساهمت في تأسيس الفكر الصهيوني ودعت إلى توطين اليهود في فلسطين بسبب ارتباطه القوي بالعهد القديم، وكان يعتقد أن اليهود هم وسيلة لتحقيق النبوءات التوراتية وأن توطينهم سيساعد في قدوم المسيح وإنشاء دولة بدون شعب لشعب بدون وطن
وقد تغيرت الاتجاهات والتيارات داخل الحركة الصهيونية نفسها ما بين صهيونية توطينية واستيطانية وعملية وسياسية وعلمانية ودينية وعمالية وإقليمية وغيرها وقد مثلت الصهيونية التصحيحية إحدى تيارات الصهيونية السياسية كانت في مرحلة التأسيس من عام 1925-1931م والتي خالفت أراء الصهيونية الأخرى .
أهداف الصهيونية العالمية
في نهاية القرن التاسع عشر، نجحت الحركة الصهيونية في الحصول على الدعم اللازم من الحكومات الأوروبية في الغرب الأوروبي، خصوصا بعدما وافق الصهاينة اليهود على إنشاء وطن قومي صهيوني في فلسطين العربية. وكان الهدف الرئيسي لهذا الوطن هو الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أرض فلسطين وتهجير أهلها، ولا يزال هذا الهدف هو الهدف الرئيسي للحركة الصهيونية حتى اليوم. وقد شجعت هذه الحركة الهجرة الجماعية لليهود من أوروبا إلى فلسطين في فترة القرن العشرين، لكن أعداد العرب كانت أكبر من أعداد اليهود ولذلك قرر قادة الصهاينة تنفيذ التطهير العرقي لتحقيق المشروع الصهيوني العالمي .
وفي عام 1948م قرر ديفيد بن غوريون رئيس المنظمة الصهيونية تأسيس دولة إسرائيل وأكد الصهاينة أنها تمثل وطن قومي آمن لهم وشجعوا كل يهود العالم للهجرة هناك للحصول على الجنسية ، والهدف الرئيس من الصهيونية هو الاستعمار وقد ارتكبوا الكثير من الجرائم في فلسطين المحتلة لدعم مشروعهم القومي .