تعريف السرد الخارجي وأمثلة عليه
تعريف السرد
السرد والحكي هما مصطلحان أساسيان في كتابة أي رواية، والسرد يعني كتابة مجموعة من الأفكار والأحداث والمفاهيم بحيث ترتبط ببعضها البعض، ويشمل السرد جوانب عديدة منها
- يجب عرض أنماط الأحداث وربطها ببعضها وبمواضيع أو مفاهيم محددة.
- السرد هو ممارسة وفن في نفس الوقت، حيث أننا عندما نحكي قصة فإننا نشكل سردا يتضمن ربط الأحداث في تلك القصة.
- تتضمن سرد قصة تشكيل الأحداث حول مجموعة شاملة من الأهداف أو التأثيرات سواء بوعي أو بدون وعي، ففي السرد الكوميدي على سبيل المثال، يكون الهدف الأسمى هو تحقيق المفاجأة أو الصدمة أو إمتاع الجمهور أو القارئ.
ماهو السرد الخارجي بالأمثلة
السرد الخارجي ليس نوعا محددا من أنواع السرد، ولكنه نمط يمكن تضمينه ضمن الأنواع الخمسة للسرد القصصي، حيث يعتمد على مجموعة من الأحداث الحقيقية، مثل الأحداث التاريخية أو الاجتماعية، لرسم إطار أو تكوين صور داخل القصة .
أنواع السرد
السرد التاريخي
يحكي هذا النوع قصصا تاريخية، وتتضمن الأنواع التاريخية مثل السير الذاتية والأنواع الفرعية التاريخية المختلفة مثل الرومانسية التاريخية وخيال الحرب العالمية الثانية. يروي الكثير من السرد أحداثا حقيقية في الماضي، وقد يختار المؤلف سرد قصة حرب في الوقت الحالي، ويظهر الكثير من السرد الخارجي في هذا النمط.
الغرض من السرد التاريخي الخارجي
هذا النوع من السرد يخدم هدفًا مشتركًا وهو إظهار عملية تاريخية سواء في التاريخ الحديث أو البعيد، ويصل بين الأحداث ويظهر التفاعلات المتتالية التي تؤدي في النهاية إلى كيفية حدوث الأشياء.
تستخدم الكلمات التي تظهر ترتيب الأحداث في السرد التاريخي عادة
مثال على السرد التاريخي
أولا، كانت المدينة وليدة. في الأيام الأولى، كانت هناك إشارة مرور واحدة، وإذا كنت تقوم بإصدار رخصة القيادة الخاصة بك، فقد تكون متأكدا من أنك ستضطر إلى تجاوزها. في السنوات اللاحقة، مع نمو صناعة النشر المحلية، أصبحت مرتعا للصحفيين المتمرسين تحت التدريب، لذلك احتاجت المدينة إلى المزيد من إشارات المرور للكتابة عنها، أو الأحداث الحقيقية على الأقل.
السرد الوصفي
هو الذي يجمع بين الوصف والصور والأفكار والتفاصيل لنقل الشعور بالزمان والمكان، وبالطبع يمكن للراوي استخدام السرد الخارجي باستخدام أزمنة وأماكن وأحداث حقيقية أو خيالية، والتي يمكن أن تتحقق في الواقع.
الغرض من السرد الوصفي
والسرد الوصفي له غرضان رئيسيان:
- خلق إحساس بمحيط الزمان والمكان.
- التعبير عن الحالة المزاجية والنبرة في الزمان والمكان، مثل التهديد أو الجو السلمي أو المرح أو الفوضوي.
عندما نصف مشهدا رعويا في بيئة ريفية، على سبيل المثال، قد نستخدم صورا محددة مثل حقل واسع فارغ وجرار مهجور، بهدف بناء جو شامل للسلامة والبساطة.
مثال على السرد الوصفي
المؤلف الكولومبي غابرييل جارسيا ماركيز يعتبر خبيرا في هذا النوع من الرواية. في فيلم “الحب في زمن الكوليرا”، يصف الراوي المدينة الساحلية غير المسماة في منطقة البحر الكاريبي حيث تدور معظم أحداث الرواية، ويروي ماركيز القصة من خلال عيون الدكتور أوربينو، أحد أشهر أطباء المدينة
وقفت المدينة ، مدينته ، دون تغيير على حافة الزمن: هذه المدينة الجافة المحترقة هي نفسها التي تخاف من الليل وتستمتع بالوحدة، حيث تتعطل الزهور ويتآكل الملح. ولم يحدث شيء فيها لمدة أربعة قرون باستثناء الشيخوخة التدريجية للمكان والأمجاد والمستنقعات المتعفنة. وفي فصل الشتاء، تغمر الأمطار الغزيرة المفاجئة المراحيض وتحول الشوارع إلى مستنقعات مقززة.
في الفقرة السابقة، أوضح ماركيز كيف يتغير (أو بالأحرى لا يتغير) شكل المدينة عبر العصور، مما يجعل إعداد ماركيز أكثر حيوية وواقعية، وينتقل السرد من عرض تاريخ المدينة إلى وصف أساليب حياة مواطنيها الحالية، ثم يصف الراوي حياة السكان الفقراء في الفقرة التالية.
السرد الخطي
السرد الخطي هو السرد الذي يتم فيه إخبار الأحداث بالترتيب الزمني الذي حدثت فيه داخل القصة، ويعتبر هذا النوع من السرد النموذجي لقصص الخيال الواقعي، والخيال الواقعي هو القصص التي تحكي قصصًا خيالية ولكنها يمكن أن تحدث في الواقع.
الغرض من السرد الخطي
إن السرد الخطي يظهر السببية بوضوح، فعندما نرى ما حدث لشخصية بالأمس ، ثم اليوم ، ثم غدا ، يكون من الأسهل غالبا ملاحظة أنماط وسلاسل السبب والنتيجة، ويمكن سرد القصص في إطار زمني خطي بشكل أساسي باستخدام الفعل الماضي أو الحاضر أو حتى المستقبل، ومع ذلك ، فإن كل حدث يتدفق ببساطة من الحدث السابق له في الوصف، وغالبا ما يساعد هذا في إنشاء ما يسمى ب `نسيج الحياة المعاشة` ، حيث نرى الشخصيات تمر بهذا ، ثم هذا ، ثم الشيء التالي.
مثال على السرد الخطي
في رواية سحابة الأطلس لديفيد ميتشل، تتمحور الأحداث حول شخصيات وأحداث متعددة في عصور مختلفة وليست سردًا خطيًا.
ومع ذلك، فإن قصة الصحفية الشابة لويزا راي تظهر في إحدى فصول الرواية، حيث تصبح هدفًا لمجموعة من أصحاب النفوذ بعد أن قامت بالتحقيق في قضايا الفساد المتعلقة بإجراءات السلامة في محطة للطاقة النووية، وتُروى هذه القصة بشكل خطي يدور في زمن الحاضر.
السرد غير الخطي
هو عكس النوع السابق حيث لا تسير الأحداث في تسلسل زمني، فقد يشارك المؤلف تفاصيل حدثت في عام 1990 ، ثم يعود لأحداث العام 1987م، لكن الفخ الذي قد يقع فيه كاتب هذا النوع من السرد هو أنه قد يجعل الفصول الأولى من الرواية كلها كخلفية درامية للقصة، مما يجعل القارئ يفكر في الخلفية على أنها القصة نفسها.
الغرض من السرد غير الخطي
- يمكن لحالة الراوي العاطفية أو وعيه أن تؤثر على السرد، فعلى سبيل المثال، قد يروي الراوي الذي يعاني من صدمة شديدة وذو ذكريات من الماضي، الأحداث المتعلقة بالطفولة في مزيج من الفصول التي تم ترتيبها في سنوات مختلفة وخارج التسلسل، حيث يحاول تجميع الأجزاء والذكريات من الماضي والحاضر معًا.
- يمكنه عرض قصصًا حول موضوعات ذات صلة، ولكنها تحدث في أماكن وأوقات مختلفة.
- يمكن أن تستخدم للإثارة والتشويق
مثال على السرد غير الخطي
مقدمة كتاب دونا تارت للتاريخ السري (1992) هي قصة سردية بارعة غير خطية. في الصفحة الأولى، يتعرف القارئ على وجود جريمة قتل وأن الراوي الأول متواطئ بطريقة ما، وتكشف فقرة الافتتاحية الكثير من التفاصيل ولكنها لا تزال تثير التشويق، ثم يتم الكشف عن أن القصة تعود إلى الأيام التي التقى فيها الراوي بالقتيل.
سرد وجهة النظر
وجهة النظر هي النوع الخامس من السرد، حيث يكون الهدف الصريح للسرد هو مساعدتنا في فهم آراء ومشاعر الشخصية السردية أو “راوي الحكاية”، وبالتالي فإن وجهة النظر تعد عنصرا أساسيا في السرد، وتوجد أنواع مختلفة من هذا النوع من السرد.
الغرض من سرد وجهة النظر
يعرض السرد وجهة نظر الرواة حول الأحداث أو المشاهد لكي نتمكن من فهمها من خلال مشاعرهم أو رغباتهم أو معتقداتهم أو قيمهم.
قد يفسر الشخص أحداث القصة كما يفسرها الراوي بسبب عدم وجود وجهة نظر أخرى للمقارنة، أو لأن صوت الراوي قوي وواثق، ومع ذلك، يمكن أن وجهة نظر الراوي في بعض المشاهد قد تكون غير موثوقة ويمكن أن تختلف عن ما حدث بالفعل أو تجاهل التفاصيل.
يستخدم الكاتب السرد الخارجي في بعض الأحيان لدعم شخصياته عن طريق دمج الوقائع الحقيقية مع الوقائع الخيالية أو الزائفة، ويعتقد القارئ في النهاية أن كل ما كتبهالكاتب حقيقة.
مثال على السرد من وجهة النظر
كتب مؤلفون مثل فلاديمير نابوكوف روايات تصور أشخاصًا غير أخلاقيين أو حتى مسيئين على أنهم أبطال في روايات مثل رواية نابوكوف لوليتا، لذلك يجب على القارئ أن يتذكر عند قراءة هذا النوع من السرد أن للكاتب أجندته الخاصة.