تعليمدروس

تعريف السجع

ازدهرت البلاغة العربية بالعديد من التحسينات اللفظية، وكان السجع أحد أنواع هذه التحسينات البديعة، وهو التوافق أو التشابه بين الفاصلتين في عدة فقرات أو جمل من خلال آخر حرف في كل منها. يجب أن نشير إلى أن هناك تشابها كبيرا بين السجع والجناس لدرجة أن البعض يخلط بينهما، ولكن الفارق بينهما يكمن في أن السجع يتعلق باتفاق الحروف التي تسبق الفواصل أي أواخر الكلمات والفقرات.

بينما يكون التشابه في الجناس في اللفظ وليس المعنى، فإن السجع كان يستخدم في السابق لجذب انتباه السامعين أثناء سرد القصص أو الحكايات، واستخدم أيضا كوسيلة جمالية لتحسين وتزيين الكلام وإضفاء الإيقاع المناسب الذي يروق للأذن.

خصائص السجع

1 – يتسم السجع بخاصية تمنحه تفردا وسراً جماليا خاص به، وهذه الميزة هي قدرته على شنف آذان السامع إلى نغماً موسيقياً يثير نفسه ويطربها، ويأتي هذا النغم الموسيقي من  تساوي طول الفقرات النثرية، خلوه من التكلف والتصنع، أيضا يمتاز بأنه لا يصدر الملل لنفس القارئ أو المستمع وذلك لخلوه من التكرار.

تراكيب وتعابير جمل النصوص النثرية تعطيها قوة ووضوح.

43- استخدم النص القرآني بتقنية السجع، لتغرس الأفكار وترسخها في الذهن من خلال إيقاع الموسيقى.

5- تسمى الكلمة الأخيرة في كل جملة أو فقرة من النصوص النثرية التي يستخدم فيها السجع، فاصلة، وتوجد هذه الفاصلة في حالة التردد عند القراءة.

 أنواع السجع

 الترصيع يعتبر أحد أجمل أشكال السجع، حيث يحتوي البيت الواحد على سجعتين أو أكثر. يتميز السجع بجمال لفظه وقوة ألفاظه وتأثيره السمعي. السجع يكون جميلا عندما يكون بسيطا ويحمل نغمة موسيقية تلهم الأذان. وكما يقولون، يصبح الشعر أجمل بجمال قوافيه، والنثر يصبح أجمل بتشابه الحروف الأخيرة في الفواصل. وأحد أجمل أشكال السجع هو تلك التي تكون فقراته متساوية ويتكون من ثلاثة أنواع

السجع المطرف هو السجع الذي تختلف فيه الفاصلتان في الوزن، أي أن نهايتي الجملة تختلفان في الوزن.

النوع الثاني هو سجع الترصيع، حيث يتماشى كلمات الجملة الأولى أو بعضها مع كلمات الجملة الثانية في القافية والوزن.

يتميّز السجع المتوازي بأنّ الفقرتين تتفقّان في آخر كلمتين فقط، ويتفق فاصلهما في الوزن باستثناء الحرف الأخير، وهو العكس تمامًا للسجع الترصيع.

ويقسم أيضا السجع حسب طوله إلى

السجع الطويل يتكون من 11 إلى 12 لفظة ويكون حدُّه الأقصى 15 لفظة.

2- السجع المتوسط هو السجع الذي يتوسط بين السجع الطويل والسجع القصير.

يتكون السجع القصير من عدد قليل من الكلمات في كل سطر، وكلما كانت الكلمات أقل كان السجع أجمل.

٤- المتوازي، وغالبا يأتي هذا النوع في حالة عدم التوازن والتناسق بين الجمل والفواصل في نهاية النص من حيث الوزن والقافية.

المتماثل هو السجع الذي يحدث نتيجة التساوي والتماثل بين جميع أفراد الفاصلتين الأولى والثانية من حيث الوزن وليس القافية.

شروط السجع

يجب توفر شروط معينة في السجع حتى يكون جميلا ويحقق الغرض المرجو منه، ويمنح اللغة العربية النغم الموسيقي الذي يثير النفس ويسعد الأذن. وهذه الشروط هي

يجب أن تكون المفردات المستخدمة في السجع خفيفة على الأذن ومألوفة ومفهومة.

يتم تحقيق الغرض الجميل للسجع من خلال جعل الألفاظ خادمة للمعاني التي تنتمي إليها، وليس العكس، ويتم ذلك من خلال استخدام ألفاظ لا تحتوي على زيادة أو نقصان، ويجيد هذا الأديب الأريب والمبدع الذي يفهم دقائق اللغة العربية وجمالياتها.

يجب تجنب تكرار المعنى في السطرين، بحيث يختلف كل سطر عن الآخر في المعنى الذي يحمله.

للحفاظ على نغمة الإيقاع، يُفضّل الوقوف عند نهاية كل فقرة بالساكن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى