تعريف الحوار وأنواعه وخصائصه وأهميته
تعريف الحوار
الحوار هو التواصل والتفاوض في الكلام والمناقشة المتبادلة بين أكثر من شخص أو بين شخصين على الأقل، ويتناول هذا الحوار موضوعا معينا أو قضية محددة، ويتم التفاوض والنقاش حولها بشكل بناء، ويتضمن تبادل المعلومات والخبرات بين الأطراف المشاركة بهدف إيجاد أفكار جديدة أو تحسين فكرة قائمة وتطويرها، وتبادل وجهات النظر المختلفة
يُصف الحوار عادةً بأنه أسلوب التواصل الأرقى والأكثر رقيًا، حيث يتضمن الكثير من صفات الأخلاق الحميدة التي ينبغي لكل فرد أن يتمتع بها.
بالإضافة إلى فوائد الحوار الأخرى، فإنه يعلم الأطراف المتحدثة الصبر والاستماع الجيد.
بالنسبة لبعض الأشخاص، يعتبر الحوار محادثة مركزة ومدروسة، فهو مساحة تحتضن الاحترام والمساواة، حيث يمكن للأفراد المختلفين أن يستمعوا ويتحاوروا معا.
بالنسبة للآخرين، فإنها تعتبر وسيلة للوجود، وترتبط بالإدراك والإبداع في الحوار. تسعى الأطراف إلى تجاوز المخاوف والأفكار المسبقة والحاجة للفوز، وتأخذ الناس وقتا للاستماع إلى أصوات وإمكانيات الآخرين. قد يتضمن الحوار توترات وتناقضات، وقد تظهر أفكارا جديدة وحكمة جماعية.
والهدف من الحوار ليس تحليل الأشياء أو الجدل أو تبادل الآراء، بل يجب أن يكون هدف الشخص الاستماع إلى آراء الجميع والتعليق عليها والاستماع لتعديل أفكاره.
أنواع الحوار
يدخل في نطاق معنى الحوار في الشكل الإجمالي له الكثير من ألوان النقاش والتفاوض والمناظرة والكلام والجدل، والمحادثة وكلها قد تشكل شكلاً من أشكال الحوار، لأن الحوار ونوعه يعود للغرض منه، وموقف الحوار، كما له علاقة أيضاً بغرض المتحاورين وطبيعتهم، لذا فإننا نوضح هنا ما هي أنواع الحوار:
- الحوار الإقناعي
يعكس الحوار الإقناعي معناه ومضمونه، حيث يهدف هذا النوع من الحوار إلى التوصل إلى حل وتوضيح وقائع الحوار بشكل أفضل. قد يحتوي على اختلافات في وجهات النظر وتعارض الآراء بين أطراف الحوار نفسه، ولكن الهدف النهائي لا يزال متسقا مع اسم هذا النوع من الحوار
- الحوار الاستقصائي
وهذا النوع من الحوار يشير في مضمونه بطريقة مباشرة للاستقصاء، وهو ما يعني حاجة هذا الحوار لأدلة وشهادات وأدوات موثقة، لتدعم وتوثق موضوع الحوار، ويتعمد هذا النوع مز الحوار على هدف رئيسي هو إثبات فرضية ما معينة، وهي المطروحة في الحوار، مما يتطلب معه أيضاً اثبات الأدلة ومدى موثوقيتها، وقبل أي شيء.
- الحوار الاستكشافي
يتميز هذا النوع من الحوار بشكله البحثي، حيث يهدف إلى تفسير الموضوع وتوضيح جوانبه الخاصة وإيجاد أفضل الأطروحات والمقترحات.
- الحوار التفاوضي
يتميز هذا النوع من الحوار بأن يتم الوصول فيه إلى حل مشترك يتناسب مع اسم الحوار التفاوضي، حيث يتمكن كل طرف من الحوار من الحصول على ما يريده أو جزء منه، مع الاعتراف بوجود اختلاف في الآراء.
- الحوار البحثي
يهدف هذا الحوار إلى تجميع وتبادل المعلومات، ويتم التركيز فيه على تبادل المعلومات أثناء الحوار.
- الحوار التأملي
وهو حوارٌ يهدفُ منهُ إلى وصولِ أطرافِهِ في نطاقِ المتاحِ لأفضلِ خيارٍ، بعدَ مرحلةٍ من التفكيرِ الهادئِ، والتأملِ، والتنسيقِ بينَ الخياراتِ المطروحةِ.
- الحوار الجدلي
يتميز الحوار الجدلي بأنه حوار حاد في النقاش يدخل فيه المتحاورون في شكل حاد، ويتسم بسيطرة النزعة الشخصية والتي تبرز أحيانًا خلال الحوار. ويهدف هذا الحوار إلى الوصول إلى جذور الخلاف وأصله والاختلاف بين الآراء.
خصائص الحوار
يتميز الحوار عن غيره من أنواع الكلام والنقاش ببعض الصفات والخصائص التي تميزه، وبدونها لا يصبح الحوار حوارًا، ومن أهم تلك الخصائص التي يمكن الإشارة لها في الحوار بمراعاة أنه يظل حوارًا حتى إذا تخلفت أحد تلك الخصائص، هي:
- الموضوع المطروح للنقاش محدد ولا يسمح بشمول أي موضوع آخر خارج نطاقه.
- يجب أن يتمتع المشاركون في الموضوع بمهارات الحوار وأن يكون الموضوع محور النقاش، مع مراعاة التحدث بما يفهمه الشخص وعدم التحدث بما لا يعرفه، ومن الأفضل أن يعتذروا عن ذلك
- اعتذار عن الخطأ عندما يتم التنبيه عليه، وتقبله والشكر إذا كان التنبيه محقا.
- يتم الاعتماد على الحجج والبراهين وصحة الأدلة وتجنب استخدام الأكاذيب أو الأقوال غير الحقيقية أو الصحيحة.
- يتضمن الاحترام والقبول لآراء الآخرين والاحترام المتبادل بين الأطراف، حتى في حالة اختلاف الآراء.
- الهدف هو تقريب وجهات نظر الأطراف المتحاورة لاكتشاف الحقائق، وليس لأغراض شخصية أو للتفوق على آراء الآخرين. فالفكرة بأن هناك رأيا صحيحا والتباهي بالانتصار عليه ليس ضروريا أو صحيحا، والصواب والخطأ ليسا مرتبطين بالدين أو العقيدة، بل هما نسبيان
- الحوار الإيجابي والمفتوح والمريح هو الحوار الذي يستند إلى جذب الطرف الآخر وإشادته، والتركيز على نقاط الاتفاق والتشابه بدلاً من الاهتمام بنقاط الاختلاف، ليصبح الحوار أكثر إيجابية.
- تتضمن الصفات المهمة للتعامل بين الأطراف السعة في الصدر، والصبر والهدوء في المناقشات، وقبول رأي الطرف الآخر، مع محاولة إقناعه بتغيير رأيه إذا كان التغيير هو الأفضل، وذلك بواسطة الحجة والموعظة الحسنة والإقناع. وهذا ما حث عليه الإسلام في قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: `الحسنة والسيئة ليستا سواء. ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم`
- يجب الحفاظ على الاحترام بين جميع الأطراف المشاركة في الحوار، ومنح كل طرف الحق في الدفاع عن رأيه والاستماع له، دون التقاطع أو استخدام كلمات أو عبارات غير لائقة، ويجب تجنب استخدام أسلوب الإساءة أو الذم للآخرين بسبب اختلاف الآراء
- يجب التريث والتفكير قبل طرح الأفكار، وضرورة التأكد من فهم الطرف الآخر في الحوار بشكل صحيح، والتأكد من أن الفكرة وصلت إليه بطريقة صحيحة.
- يجب الابتعاد عن العجلة وعدم الاستعجال في الرد على الطرف الآخر أو الأطراف الأخرى، ومن الضروري الحفاظ على الهدوء وعدم الانفعال أثناء الحوار.
أهمية الحوار
لا يوجد شخص عاقل في هذه الحياة إلا ويدرك قيمة وأهمية الحوار، الذي يسمى في كل مجتمع وأي لغة بالديالوج في اللغة الإنجليزية، وتبرز أهمية الحوار في هذه النقاط:
- الوصول إلى التفسير الأهم لنقطة النظر في كل الأوضاع والأحداث والقضايا المطروحة، وهذا يساعد الإنسان على توسيع آفاقه.
- الإدراك للحقائق والمعارف بالنسبة للأطراف المتحاورة.
- يجب تعلم المرونة والابتعاد عن التعصب الفكري أو العرقي أو الاجتماعي، ويتم ذلك عن طريق وضع الأطراف المختلفة من الفكر أو المعتقد على طاولة الحوار.
- العثور على أماكن هادئة ومهمة للمناقشة، والابتعاد عن التوتر والإفراط
- من بين المهارات الهامة التي يمكن اكتسابها، يمكن ذكر مهارات الاتصال والمهارات الشخصية، ولكن الأهم من ذلك هي مهارة الاستماع والتعامل مع آراء الأشخاص الآخرين.
- تعلم كيفية احترام الوقت والآخرين، وذلك من خلال احترام الوقت المخصص للحديث
- يؤدي الحوار إلى تنمية مهارات التفكير.