يعتقد الكثيرون أنهم وجدوا الحب الحقيقي، لكن في الحقيقة، هذا الشعور قد يكون مجرد إعجاب أو افتتان مؤقت. فبعض الناس قد لا يعرفون ما هو الحب الحقيقي، والاندفاع في مشاعر الإعجاب دون أن يمنحوا أنفسهم الوقت الكافي للتأكد من طبيعة تلك المشاعر أو تحديد ما إذا كان هذا الشخص هو الحبيب المناسب، يمكن أن يؤدي إلى خيبة أمل كبيرة في النهاية. ومن أمثلة ذلك حب محمود درويش لريتا، فقد تسبب في خيبة أمل كبيرة بعد أن انحازت لهويتها الحقيقية وانضمت لجيش أعداء وطنه.
ويشمل الحب الحقيقي الإعجاب والاحترام والرعاية والمشاركة، وعدم تعريض شريكك لأي شيءيؤذيه أو أي شكل من أشكال الإساءة.
الحب الحقيقي في علم النفس
تقول الدكتورة ليزا فايرستون مؤلفة كتاب ” الجنس والحب في العلاقات الحميمة” إن أفضل طريقة للتفكير في الحب هو التفكير فيه كفعل، فالحب فعل ديناميكي يتطلب العمل المستمر لكي ينمو ويزدهر، وتضيف فايرستون أننا غالبًا ما نقضي أوقاتًا طويلة في القلق بشأن ما يشعر به حبيبنا نحونا وكيف ينظر الناس إلينا.
تقول لمارك شارب، حاصل على درجة الدكتوراة في علم النفس وخبير في مشاكل العلاقات الزوجية، إن تجربة الوقوع في الحب هي شعور يبدأ بجاذبية قوية نحو شخص ما.
تقول موديتا راستوجي، صاحبة الدكتوراة في علم النفس، أن هناك أنواعا متعددة من الحب. يكون الشغف مهما في بداية الزواج، ولكن الحب هو عملية مستمرة يجب أن يعمل الزوجان على تغذيتها طوال حياتهم المشتركة. تعتمد هذه العملية على الطريقة التي يحب بها زوجك، وأيضا الطريقة التي يتمنى بها زوجك أن يشعر بالحب. بمعنى آخر، الحب ليس شيئا ثابتا ولا يجب أن تقومي به من وجهة نظرك الشخصية فقط.
على سبيل المثال، قد يكون تغيير زيت السيارة لزوجتك هو أحد أجمل رسائل الحب التي يمكن تقديمها، فعندما تجلب لها جهاز مايكروويف، فقد لا تكون سعيدة أو مهتمة لأن هذا ليس ما تحتاجه، فالحب الحقيقي يتضمن إظهار التعاطف وتلبية احتياجات بعضكما البعض، ودعم بعضكما الآخر عندما يحتاج إلى ذلك.
تعريف الحب الحقيقي بين الزوجين
الحب في البداية شعور، ولكن يجب دعمه بالأعمال حتى ينمو ويستمر. استلام رسائل الحب من زوجك/زوجتك أو خطيبك/خطيبتك لا يعني بالضرورة أنه يحبك فعلا. ولكن يمكنك البحث عن علامات في شريكك؛ إذا وجدتها، فهي علامات على الحب الحقيقي. وتلك العلامات تتجلى في الأفعال التي يقوم بها المحب تلقائيا حتى دون أن يشعر به
الأخذ والعطاء في الحب: في الحب، لا يوجد مفهوم “أخذ وعطاء” لأن المحب يعطي لحبيبه دون قيد أو شرط ودون أن يتوقع أي شيء في المقابل من حبيبه.
السعادة المطلقة: إذا كنت تحب شخصا بصدق، ستشعر بالسعادة فور رؤية حبيبك يضحك أو يبتسم، حتى إذا كان لديك يوم سيء .
الألم والغضب: قد تشعر بالألم عندما يزعجك شريكك، ولكن أفعاله لن تغضبك أبدا، ولن تستطيع أن تظل غاضبا عليه لفترة طويلة لأن الابتعاد عنه سيسبب لك الكثير من الألم.
التضحيات: ستجد نفسك مستعدا لتقديم التضحيات من أجل إسعاد من تحب، حتى لو لم يكن هو يدرك ذلك.
الوفاء بالوعود: عندما تعطي وعدا لحبيبك ، فستحاول جاهدا تنفيذه بكل الطرق.
الفخر: عندما يحقق حبيبك أي إنجاز، سوف تشعر بالفخر وكأنك أنت من حقق هذا الإنجاز.
الغيرة: إذا كنت تحب شخصا بصدق، فسوف تشعر بالغيرة تجاهه.
الاتفاق في وجهات النظر: حتى لو كانت لديك خططك الخاصة، لن تريد تنفيذها قبل أن تعرف رأي شريكك وتفهم وجهة نظره في هذا الأمر.
مراحل الحب السبعة
تصنف اللغة العربية ضمن لغات الرومانسية، وذلك بسبب وجود الكثير من الكلمات والمرادفات التي تعبر عن الحب، ويمكن تقسيم مراحل الحب في اللغة العربية إلى
الهوى (الاهتمام)
في مرحلة معينة، يكون الحب مجرد فكرة عابرة، ربما تشعر بها عندما تلتقي بشخص لأول مرة وتشعر بالانجذاب نحوه، وتتغير المشاعر في هذه المرحلة بسرعة، إما أن يزدهر الحب وينمو، أو يختفي بسرعة.
الصبابة (الرغبة)
في المعجم، الصبابة تعني القليل المتبقي من الماء في إناء، وفي هذه المرحلة يكون الحب في بدايته، حيث يستمتع الأحباء برفقتهما، لكن مع السيطرة على النفس.
الشغف (الرفقة)
يمكن اعتبار تلك المرحلة بداية العلاقة الفعلية، حيث ينبع الشعور من أعماق القلب، ويصبح الشخص متمسكًا بحبيبه، ويمكن أن تصل العلاقة إلى مرحلة التبعية.
الولع
في تلك المرحلة يشعر الشخص بالألم وربما يتسبب الحب في ظهور ردود فعلة وآلام جسدية.
العشق
في مرحلة الحب، يترسخ الحب في شغاف القلب، ويصبح المحب مثل الأعمى الذي لا يرى أي عيب في حبيبه، وربما لا يرى في الكون شخصًا آخر غير حبيبه.
النجوى (وجع القلب)
تحمل هذه المرحلة الكثير من الحزن، حيث تكون المشاعر مؤلمة جدًا ويصبح الحبيب يائسًا لدرجة تحتاج إلى الإنقاذ.
الهيام
تأتي هذه المرحلة بعد تعرض الطرفين للحزن والهشاشة، حيث يصبحان قادرين على التعبير عن أنقى أشكال الحب، وتظهر علامات الرقة والوداعة على كل منهما.
أنواع الحب الحقيقي
بالنسبة لقدماء الإغريق، الحب الحقيقي لا يقتصر فقط على الحب بين رجل وامرأة، بل يوجد 8 أنواع مختلفة من الحب الحقيقي، وتشمل ذلك حب الآباء والأمهات لأبنائهم
الحب غير المشروط
يُعرف الحب الإيثاري غير المشروط باسم أجابيه Agape عند الإغريق ، ويتميز بالتضحية والتفاني في سبيل الآخرين ، واعتبر الإغريق هذا النوع من الحب نادرًا جدًا ، لأنه يتطلب قدرًا قليلًا من الناس القدرة على التضحية بأنفسهم لفترة طويلة.
الحب الروماني
وقد أطلق الإغريق عليه اسم إيروس، وهو اسم إله الحب والخصوبة في الأساطير اليونانية، ويعتقد الإغريق أن هذا الحب خطير لأنه يجعل الإنسان يفقد السيطرة ويتحكم به، ويرتبط أكثر بالرغبة في الإنجاب والغريزة الجنسية، ويشتعل بسرعة وينتهي أيضًا بسرعة.
حب الجنون
الفيليا أو حب الجنون، وفقا للاعتقاد الإغريقي، هو حب حنون يشبه الحب الذي تشعر به تجاه أصدقائك، وليس بالضرورة حبا بين رجل وامرأة، وهو الحب الأفلاطوني الذي يعتقد أنه أفضل من إيروس لأنه لا يرتبط بالغريزة الجنسية. وفقا لأفلاطون، الانجذاب الجسدي لا يرتبط بالحب، وإلا لماذا يحب الأصدقاء بعضهم البعض. لذا فإن هذا النوع من الحب يسمى الحب الأفلاطوني.
حب الذات
حب الذات أو النرجسية يرتبط دائما بمفهوم الأنانية، ولكن هذا لم يكن قصد الإغريق القدماء عندما عرفوا هذا النوع من الحب. فحب الذات لا يكون بالضرورة سلبيا، حيث يجب أن نحب أنفسنا أولا لنتمكن من حب وإعطاء الآخرين.
حب الألفة
يمكن تعريف حب الألفة (Storge) بأنه مثل حب الوالدين لأطفالهما، ويشبه إلى حد كبير فيليا، على الرغم من غرابة الاسم.
الحب الدائم
الحب الدائم أو البراغما هو عكس الانجذاب الجنسي أو الحب الرومانسي الذي يمكن أن ينتهي بسرعة، فالبراغما هو حب ناضج يتطور وينمو على فترات طويلة، ويمكن أن نراه بين المسنين الذين تزوجوا وظلوا معا لفترة طويلة بدءا من مرحلة المراهقة، ومع ذلك، قد يرسل الزوج لزوجته رسائل صباحية للحب كل يوم دون نسيان أي واحدة على الرغم من طول فترة زواجهما.
حب المرح
يعرف Ludus بالإغريقية باسم الافتنان التي تشعر به الشخص في الأيام الأولى من الحب، وتشير بعض الدراسات إلى أن عندما يمر شخص بتلك المرحلة يتصرف دماغه كما لو كان قد تناول عقارًا مخدرًا.
الهوس (حب الوسواس)
لا يعتبر الهوس نوعًا جيدًا من الحب، فقد يقود هذا النوع من الحب إلى الجنون أو الغيرة أو حتى الغضب.