تعريف الجودة في التعليم ومعاييرها
لبناء مجتمع متقدم ومتطور، يجب الاهتمام بالتعليم باعتباره الأساس الأول للتقدم. ونظرا لأن المجتمع يعتمد على مستوى أبنائه، تم التركيز عليهم والتفكير بجدية في الجهود التي تضمن لهم تعليما فعالا وذا جودة عالية يعود بالنفع على الوطن في المستقبل. ولكن كيف يمكننا تحقيق جودة التعليم؟ هذا ما دار في أذهان الكثيرين، ولذلك عقدت العديد من الاجتماعات في مختلف الدول للوصول إلى الأساليب التي ستتبعها الدولة لتحقيق تلك الجودة. ويجب العلم بأنه عند تحقيق هذا الهدف وتحقيق جودة التعليم للجيل الناشئ في عصرنا الحالي، لن تقتصر الفوائد الناتجة عن ذلك على هذا الجيل فحسب، بل ستمتد آثارها لتشمل أبناء هذا الجيل في الأجيال القادمة. فالتعليم لا يقتصر على المدارس بل يشمل دورا كبيرا للأسرة في مستوى أبنائها، ولذلك يجب التطرق إلى هذا الموضوع لمعرفة كيفية تطبيقه بشكل صحيح.
تعريف الجودة في التعليم
– كان تحقيق الجودة في التعليم التقليدي المقدم في المدارس أمرا سهلا نسبيا ويمكن تحقيقه بسهولة، ولكن تحقيق الجودة في التعليم عن بعد ليس بنفس سهولة التعليم في المدارس، ومع ذلك، يمكن تحقيقه بنجاح عند وضع خطط مناسبة وجيدة لذلك، ويجب أولا فهم تعريف الجودة وهو على النحو التالي:
- الجودة هي مفهوم شامل، يشمل بيئات التعليم والطلاب الذين يكونون في حالة صحية جيدة، وأيضًا المحتوى التعليمي الملائم والمناسب بشكل كبير، ويكون التعلم محوره هو المتعلم، بحيث تحقق النتائج من خلال مرور الطالب بجميع التجارب التعليمية الجيدة.
- تعني الجودة النتائج التي تنتج عن العملية التعليمية التي تلبي احتياجات المعلمين والطلاب وأولياء الأمور والمجتمع والقطاع الخاص.
- يتمثل التعليم في توفير منهج مصمم لتزويد المتعلمين بالمهارات المتعلقة بالتعليم والمعرفة التي تمكنهم من اكتساب القدرات الأكاديمية اللازمة للتطور الاقتصادي والاجتماعي.
مفهوم الجودة في التعليم العالي
إن تحقيق الجودة في التعليم لا يقتصر على المدارس فحسب، بل يرتبط التعليم الجامعي أيضا بالمجالات الاقتصادية واحتياجات سوق العمل. لذا، يجب تحقيق الجودة في التعليم العالي والمناهج التي يتم دراستها خلال فترة الجامعة، حتى يمتلك المجتمع دارسا يستطيع مواجهة جميع التحديات لرفعة المجتمع. ويمكن القول أن مفهوم الجودة في التعليم العالي هو
- قامت وكالة ضمان الجودة البريطانية (QAA) بتعريف الجودة على موقعها الإلكتروني بأنها (الجودة الأكاديمية هي طريقة لوصف مدى جودة فرص التعلم المتاحة للطلاب في مساعدتهم على تحقيق جائزتهم، يتعلق الأمر بالتأكد من توفير فرص التدريس والدعم والتقييم والتعلم المناسبة والفعالة لهم).
- على الرغم من كل الدراسات التي تمت لتعريف الجودة بطريقة صحيحة، إلا أنه لا يوجد العديد من الأشخاص الذين يمكنهم ذكرها في موضوع تعريف الجودة. وما يمكن القول به هو أن ضمان الجودة يتمحور حول المحتوى والابتكار الفكري وتطوره.
جودة التعليم في المدارس
لاحظنا اهتماما كبيرا بالجودة في التعليم بشكل عام، وعند النظر إلى المدارس، نجد العديد من متطلبات الجودة التي يجب توفيرها جيدا، ولكن يجب التأكيد على أن أهم ما يحقق جودة التعليم في المدارس هو المعلم. وقد طالب قانون عدم ترك أي طفل (No Child Left Behind)، المعروف بالاختصار (NCLB)، بوجود معلم مؤهل في كل فصل دراسي، وقام القانون بتحديد معلم الجودة بأنه (يحمل درجة البكالوريوس على الأقل، ويحصل على شهادة أو ترخيص كامل من الدولة، ويظهر كفاءته في مجال المادة التي يدرسها)
معايير الجودة في التعليم
تتطلب جودة التعليم معايير وأبعاد يجب على المدارس والمؤسسات التعليمية مراعاتها، وتنقسم إلى قسمين: الأول يتعلق بالمتعلمين والثاني يتعلق بالمؤسسة نفسها
على مستوى المتعلم
وهي التي تخص المتعلمين باعتبارهم أهم عناصر تحقيق الجودة وهي:
- البحث عن المتعلمين: هذا يشير إلى أن حق التعليم يجب أن يكون متاحا للجميع دون تمييز، ولتحقيق ذلك، يجب العمل على وصول الفئات التي لم تتمتع بالتعليم، مثل الفقراء والفتيات وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال في المناطق النامية والأطفال العاملين لدعم أسرهم، وأيضا المتضررين من النزاعات الأسرية.
- ما يجلبه المتعلم: ينبغي على التعليم الجيد أن يعتبر المتعلم مشاركا نشطا وجزءا هاما من الجهود التعليمية، حيث يقدم الدارسون العديد من المهارات والخبرات والظروف المتنوعة التي تنعكس على الحالة الحالية، حيث يمكن أن تكون هذه الظروف عقبات أو فرصا في الأسلوب الذي يتعلم به، وبالتالي فإن كل تلك الظروف تحدد كيفية تفاعل المتعلم مع معلمه وأقرانه، وكيفية فهمه للمحتوى الذي يتعلمه، وعلى الجودة أن تشمل تلك الجوانب.
- المحتوى: التركيز على الجودة هو العنصر الأساسي لتحقيق الجودة، على الرغم من أن ما يتم تعليمه في العالم بشكل عام قد لا يكون ذا صلة بالدارسين، ولا ينبغي أن يهمل التعليم الذي يسعى للجودة الحقائق والمعلومات اللازمة لبناء المعرفة وتطوير المهارات، وهذا يعتبر جزءا من دور المجتمع في تحويل المعارف والخبرات إلى مواد يمكن دراستها.
- العمليات: هي الاستراتيجيات والأساليب المستخدمة في عملية التعليم، وهي جزء لا يمكن تجاهله من جودة التعليم. فالتعلم يتم عن طريق المحتوى والتفاعل مع المعلم، حيث يعتبر أسلوب المعلم في شرح المعارف والمهارات جزءا من المحتوى والمنهج التعليمي.
- بيئة التعلم: لها تأثير كبير على العملية التعليمية، ولا ينبغي التقليل من أهميتها بسبب تأثيرها على تطوير الشخصية. يجب توفير جميع المرافق العامة اللازمة مثل المرافق الصحية والصرف الصحي والمنافذ لتقديم الطعام والشراب. كما يجب الاهتمام بالبيئة الاجتماعية والنفسية للطلاب من خلال الحد من التنمر والتمييز بينهم، ويجب منع العقاب الجسدي والعمل الشاق.
على مستوى المنظمة
تتكون الخطوات التي يجب على المؤسسات التعليمية اتخاذها لتحقيق جودة التعليم من:
- تطبيق سياسات جيدة: إن وضع السياسات وحده لا يؤدي إلى التغيير المطلوب، بل يجب وضع سياسات جيدة مستندة إلى أدلة صحيحة وقوية؛ فهي التي تدفع التعليم نحو التطوير والتغيير بمرور الوقت.
- وضع الإطار التشريعي المناسب: يجب تنفيذ التعليم بشكل جيد لضمان استمراره لفترات طويلة، وعندما يكون هناك أعداد كبيرة من الأطفال غير المسجلين في المدارس، يجب اتخاذ إجراءات تعويضية لتحقيق تكافؤ الفرص التعليمية في التعليم الجيد.
- المصادر: يهدف التعليم الجيد إلى استخدام كل الموارد المتاحة لدعم العملية التعليمية، بما في ذلك الموارد المالية والمادية والبشرية، وينبغي إعادة النظر في الموارد المتاحة وتوفير الموارد التي لا تتوفر حاليا.
- قياس مخرجات التعلم: بالنظر إلى تنفيذ هذا التعليم، قد تكون النتائج التعليمية التي يتم الحصول عليها أكبر من النتائج التقليدية المعتادة، حيث تتجاوز المعرفة التي ينبغي أن يحصل عليها جميع المتعلمين في التعليم التقليدي مثل القراءة والكتابة والحساب، وتشمل أيضا فهم القيم والتسامح واحترام حقوق الإنسان والمساواة، ومهارات التواصل الجيد والعمل الجماعي، بالإضافة إلى بعض السلوكيات مثل الاستعداد لتطبيق ما تم تعلمه في الواقع.