تعريف البحث الإجرائي

يستخدم البحث التجريبي في مجالات مهنية مختلفة، مثل علم النفس والطب والخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع والتمريض والتعليم، لأنه طريقة تفاعلية يمكن من خلالها جمع المعلومات والبيانات لتطوير المنهج وتحديد وسائل التعليم وتحسين سلوك الطلاب في الصف.

استخدم كورت لوين عام 1944 لأول مرة مصطلح “بحث إجرائي”، حيث تم تعريفه كبحث مقارن يتم تناول شروط وتأثيرات عوامل اجتماعية إجرائية، ويؤدي إلى تغيير في هذه الإجراءات باستخدام خطوات لولبية تصاعدية، حيث تشمل كل خطوة التخطيط والتنفيذ وتقصى فعالية النتائج.

البحث الإجرائي

يعرف البحث الإجرائي” كنوع من الأنواع العلمية والأكاديمية التي تعتمد على الإجراءات ويستند على اثنين من الأساليب: الأول يعتمد على التفكير الذاتي، والثاني يعتمد على تفاعل الأفراد أو المجموعات لحل مشكلة محددة أو تطوير نظام ما. يهدف البحث الإجرائي إلى العثور على حلول لمشكلة محددة وتطوير توصيات للممارسات المناسبة.

يشتهر نوعان من الأبحاث الإجرائية الأول هو الأبحاث الإجرائية التشاركية، والثاني هو الأبحاث الإجرائية التطبيقية.

يسعى البحث الإجرائي المنشط في المؤسسات والتنظيمات إلى إحداث تغيير، وتهدف تلك المؤسسات من القيام بدراسات بحثية إلى تحسين استراتيجيات المؤسسة وممارساتها ومعرفتها التنظيمية.

خطوات البحث الإجرائي

يحتوي البحث الإجرائي على عدة خطوات يتم اتباعها للوصول إلى النتائج، وتشمل هذه الخطوات ما يلي:

تتمثل الخطوة الأولى في البحث الإجرائي في تحديد المشكلة، حيث يتم تحديد المجال الذي يحتاج إلى استكشاف، مع ملاحظة أن هذا المجال قابل للتغيير والتعديل، وتحديد المشكلة التي يجب حلها وتغييرها، والسبب وراء ذلك، والأدوات التي سيتم استخدامها خلال البحث.

2- يتيح تنظيم خطة العمل تحديد المعلومات والبيانات اللازمة لفهم المشكلة وأبعادها، وتحديد الاستراتيجية التي يتم من خلالها معالجة المشكلة.

3- جمع البيانات، تعد هذه الخطوة الإجرائية عصب البحث الإجرائي، حيث لا يمكن السير في البحث دون أن يكون هناك امتلاك لقاعدة بيانات دقيقة يعتبر جمع المعلومات والبيانات التي يحتاجها الباحث، ويتم جمعها من مصادرة مختلفة، بغرض زيادة المصداقية في الاستنتاجات، الخطوة الأهم في أي دراسة بحثية.

تحتاج خطوة تحليل البيانات إلى خبراء وفنيين مدربين على قراءة وتفسير البيانات وتلخيصها واستنتاج المؤشرات والنتائج المهمة منها. ويتم تحليل البيانات وتنظيمها باستخدام رسوم بيانية أو جداول أو أرقام أو ملفات.

5- التخطيط للعمل المستقبلي، بعد الانتهاء من الخطوات السابقة بنجاح، وبعد تحليل البيانات وتنظيمها، تتم قراءة نتائج البحث والنظر إليها بواقعية ومدى قابليتها للتصديق، وما الاستنتاجات التي خرجت من التحليل، وهل اختلفت عن توقعات الباحث، وهل طفت على السطح أسئلة جديدة بعد ظهور الاستنتاجات، وتستند هذه الخطوة على مشاركة النتائج مع الأشخاص ذوى الشأن بهذه النتائج والمعلومات.

دور كريس أرجيرس في تطوير البحث الإجرائي

اكتشف العالم الأمريكي في مجال الاجتماع، كريس أرجيرس، أن الأفراد يصممون إجراءاتهم استنادًا إلى مجموعة من المتغيرات الإطارية التي تتحكم في الوضع، وأسلوب التعامل مع هذه المتحكمات، وتحدد الفروق بين التعلم الفردي الدورة، والثنائي الدورة.

أوضح أرجيرس أن تحقيق التعلُّم الفردي يتم عندما تصمم الإجراءات بشكلٍ يجمع المتغيرات المتضادة المتحكمة، وذلك للوصول إلى النتيجة المطلوبة.

عند تصميم الإجراءات بطريقة تتجاوز جمع المتضادات لتشمل تغيير المتحكمات نفسها، يمكن تحقيق عملية تعلم فردية وثنائية في الوقت نفسه.

وصل أرجيرس إلى استنتاج بأنه يمكن تطبيق هذا المنهج على المؤسسات كما يمكن تطبيقه على الأفراد، وأن هذا المنهج يختلف عن البحث العلمي التقليدي الذي يعتمد على السيطرة على المتغيرات الإطارية المتغيرة واستخدامها لفهم تأثيراتها في بيئة منعزلة.