تعريف الأسلوب اللغوي
مفهوم الأسلوب اللغوي
هو النهج الذي يتبعه الكاتب ويشتقه لنفسه عن طريق اختيار الألفاظ والمفردات والتراكيب للتعبير عن المعاني بهدف التأثير أو الإقناع لدى السامعين أو القراء.
أقسام الأسلوب اللغوي
الأسلوب العلمي: هذا الأسلوب يتطلب منطقا صحيحا وتفكيرا قويا، حيث يبتعد عن الخيال ويستهدف العقل، ومن ميزاته الوضوح والقوة والجمال، لذا يجب على الكاتب أن يولي اهتماما لاختيار كلماته بعناية وأن تكون واضحة وصريحة، وهدفه التعليم والمعرفة .
الأسلوب الأدبي: هذا الأسلوب يركز على الجمال، حيث يعبر الكاتب عن مشاعره وأفكاره، ومن خصائصه أنه يتضمن الجمال والتصوير الدقيق، ويعطي الفكرة شكلا ملموسا.
الأسلوب الخطابي: يعتمد هذا الأسلوب على قوة المعاني والحجج والبراهين، ويشتهر بالتكرار واستخدام المترادفات والكلمات الجميلة والأمثال. الخطابة هي وسيلة للدعوة، ولها تأثير قوي بسبب استخدامها لفنون القول التي تعمل على إقناع العقل والتأثير عاطفيا، بالإضافة إلى إثارة السعادة النفسية. وتأخذ في الاعتبار مستوى وتفكير المخاطبين، وتبدأ بمراحل الإعداد من خلال اختيار موضوع مناسب حسب المخاطبين وبيئتهم وتفكيرهم. يجب على الخطيب احترام قواعد اللغة العربية واستخدام فنون القول واختيار الوسائل المناسبة لإثارة الاهتمام لدى المستمعين .
الأسلوب البلاغي: الأسلوب الفصيح هو الأسلوب الذي يستخدم عند المحادثة أو الكتابة، ويتطلب استخدام جمل لغوية متناسقة ومتفقة، ويهدف إلى نقل الأفكار والمعاني بطرق جميلة وفنية، وله تأثير كبير على القارئ أو المستمع، ويتكون من ثلاثة أقسام وهي المعاني والبيان والبديع.
أنواع الأسلوب اللغوي
تنقسم الأساليب اللغوية إلي نوعين الإنشائي والخبري:
الأسلوب الإنشائي
وهو أسلوب يجب التصريح به حتي يتم التحقق من المفهوم المراد به ، ونجد بأنه قول لا يحتمل الكذب أو الصدق وتقوم على المعنى الإنشائي كالأمر أو النهي أو النداء أو الاستفهام أو التمن عند المتكلم ، وبتأمل الأساليب نلتمس أن المعاني الإنشائية قد تأتي في أسلوب الخبر مثال على ذلك الحديث الشريف “لا يجتمع دينان في جزيرة العرب” ، وينقسم الأسلوب الإنشائي إلى قسمين:
إنشاء طلبي
تتضمن الأوامر الصوتية تعليمات مخاطبة المستخدم لتنفيذ عمل معين أو عدم تنفيذه، وتأتي بأنواع مختلفة
- الأمر: وهو طلب المتحدث من المخاطب بالقيام بعمل ما، وتكون المخاطب ملزما بفعله ويأتي في صيغ متعددة، فعل أمر، فعل مضارع مصحوب بلا الأمر مثل الركض، مصدر ينوب عن فعل الأمر مثل الثبات، اسم فعل الأمر كما ورد في القرآن الكريم الآية الكريمة “هيهات هيهات لما توعدو.
- النهي: هذا يشير إلى طلب المتحدث من المخاطب أن يتوقف عن فعل شيء ما ، ويتضمن فعلا حاضرا يسبقه حرف النفي `لا`. على سبيل المثال: `لا تفعل ذلك، لا تكذب`.
- الاستفهام هو طلب معرفة شيء لا يعرفه السائل، ويكون غير معروف بالنسبة للسائل، وتستخدم أدوات الاستفهام مثل: لماذا، أين، هل، كم، متى، من، وقد تأتي على شكل حروف مثل الهمزة وهل، على سبيل المثال `أطبيب والدك أم معلم`.
- النداء” يعني استدعاء الشخص للحضور، ويتم استخدام حروف النداء عند الاستدعاء أو الطلب، وتختلف هذه الحروف حسب مكان المنادى، فإذا كان المنادى قريبا نستخدم الهمزة أو الألف، وإذا كان المنادى بعيدا نستخدم إحدى الحروف التالية: يا، أيا، هيا، وا.
- أسلوب التمني هو أسلوب إنشائي يشعر به الشخص بالرغبة في الحصول على شيء أو حدوث شيء معين، ويشمل استخدام كلمات مثل ليت، لعل، وعسى .
إنشاء غير طلبي
– “فيه لا يطلب المتحدث من المخاطب شيئاً، أي لا يستدعي طلبًا، وله أنواعٌ متعددة
- التعجب هو أسلوب يعكس الانفعال والاستغراب تجاه موضوع ما دون معرفة السبب، ويأخذ شكلين، التعجب السماعي الذي لا يحمل وزنا أو قاعدة مثل “ولله درك”، والتعجب القياسي الذي يأخذ شكلين “ما أفعله، أفعل به” مثل “ما أروع هذا الثو .
- المدح والذم هما أسلوب يعبر عن إعجابنا بشيء ما، ويستخدم أيضا للسخرية. نستخدم كلمتي `حبذا` و`نعم` للتعبير عن المدح، أما كلمتي `بئس` و`لا حبذا` فتستخدمان للذم والاستهجان لشيء ما.
- الرجاء” هو طريقة للتعبير عن إمكانية حدوث شيء ما، ويستخدم فيها كلمتي “لعل” و “عسى.
الأسلوب الخبري
يمكن أن يكون الخبر صحيحا أو كاذبا حسب مدى مطابقته للواقع، وينقسم إلى أنواع مختلفة تعتمد على الحالة والمخاطب، ومن بين أنواعه:
- إذا كان الخبر الأساسي لا يحتوي على أدوات التوكيد مثل `الأم مدرسة، إذا أعددتها، أعددت شعبا طيب الأعراق`.
- الخبر الطلبي هو الخبر الذي يتم توجيهه إلى متحدث متردد في حكمه ويحتوي على مؤكد واحد فقط. ويستخدم من بين المؤكدات “أن، إن، لم الابتداء، الحروف الزائدة التي تأتي بعد الأحرف القسمية، مثل الواو والباء والتاء، وحروف التنبيه. مثال على ذلك قوله تعالى “إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين .
- يتم تأكيد الخبر الإنكاري بأدوات التوكيد مثل الحروف التنبيهية و “إن” و “أن” و “نون التوكيد” وأدوات الشرط والمخاطب، ويستخدم الخبر الإنكاري عندما ينكر المخاطب مضمون المخبر، ويحاول المتكلم تأكيد حكمه للمخاطب باستخدام هذه الأدوات التوكيدية كما في مثال الآية الكريمة “قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون
أغراض الخبر
- الفخر.
- ظهور مشاعر الأسى والحزن.
- إظهار الاستعطاف.
- التوبيخ.
- إبداء الضعف والعجز.
- إظهار السخرية والتهكم
- .إعطاء النصح .
- الحث على السعي والمثابرة عليه.
فائدة الخبر
- الأرض تدور حول الشمس .
الأسلوب اللغوي في الأحاديث الشريفة
الأسلوب اللغوي لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان من أهم جوانب جماله. فكان رسولنا الكريم يتحدث بصورة فصيحة ويتميز بعذوبة لغته. الفصاحة تجمع بين سلامة النطق واختيار الكلمات بشكل سلس ومناسب دون تكلف أو ضجر. بالإضافة إلى جمال الموضوع، نجد أن رسولنا الكريم وفق في تحقيق هذه الصفات بشكل كامل. اكتسب فصاحة اللسان منذ نشأته في البادية القرشية، وتوافقت الروايات في تنزيهه عن أي عيوب في النطق والمخارج. وأظهر قدرته على استخدام الكلمات في أفضل الأوقات والمواقف. وكان كلامه موحى به من الله تعالى، إذ ذكر الله في القرآن الكريم: `وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى`. كان يتميز بالمنطق العذب الذي يؤثر بقوة على السامعين، ويستقطب أذنهم ويشد انتباههم ويفتح عقولهم، ويمس قلوبهم. كما قال ابن القيم رحمه الله: `إن كلامه يأخذ القلوب، ويأسر الأرواح، ويشهد له بهذا أعداؤه. وكان إذا تكلم، تكلم بكلمة مفصلة وواضحة، ليس بها مسرعة ولا تحفظ ولا تنقطع. بل كان هديه فيه أكمل الهدى.