تعبير عن مأساة فلسطين
مقدمة تعبير عن فلسطين
فلسطين هي منطقة صغيرة من الأراضي التي لعبت دورا بارزا في التاريخ القديم والحديث للشرق الأوسط، حيث تتميز تاريخ فلسطين بالصراعات السياسية المتكررة والاستيلاء العنفي على الأراضي نظرا لأهميتها للعديد من الديانات العالمية الرئيسية. ونظرا لموقع فلسطين على مفترق طرق جغرافي بين إفريقيا وآسيا، يعرف العرب هذه الأرض باسم الفلسطينيين، ويتطلع شعب فلسطين إلى إقامة دولة حرة ومستقلة في هذه المنطقة المتنازع عليها من قبل العالم.
تقع هذه الدولة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وقد اعترفت الأمم المتحدة بها كدولة ذات سيادة، ولكنها في الوقت الحالي لا تتمتع بأي سيادة على أراضيها، حيث يحكمها الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على معظم أجزاءها، باستثناء الضفة الغربية وقطاع غزة. وتنقسم الأراضي الفلسطينية إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، وهي: الأراضي التي يتمتع بها الفلسطينيون بالسيطرة الكاملة، والأراضي التي يتمتع بها اليهود بالسيطرة الكاملة، والأراضي التي تخضع لسيطرة الطرفين بشكل مشترك.
تعني كلمة فلسطين باللغة اليونانية القديمة Philistia، وكانت تستخدم لوصف المنطقة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ومنذ سقوط الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى حتى عام 1948، تشير فلسطين عادة إلى المنطقة الجغرافية الممتدة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن.
بيّن المؤرخون سبب تسمية فلسطين بهذا الاسم الذي جاء على شكل جزئين، ليس بمعنى النقود والطين، أي الزراعة، لأنّ أول من عاش في فلسطين كان يعمل بالزراعة والتجارة، ولكن الآن يعملون في العديد من الحرف الأخرى مثل الصناعة والسياحة والتجارة والصيد والتي تمثل الاقتصاد الحالي لدولة فلسطين.
تحتل فلسطين مكانة كبيرة للعديد من الديانات السماوية، حيث تحتوي على المسجد الأقصى الذي كان القبلة الأولى للصلاة في الإسلام وثالث الحرمين قبل تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، بالإضافة إلى جبل اليهودية المقدس. كما تحتوي فلسطين على كنيسة القيامة التي تعد من أهم الكنائس في الديانة المسيحية. وتمثل هذه المعالم الدينية تعبيرا عن فلسطين.
سُكان دولة فلسطين
زاد عدد سكان فلسطين بشكل ملحوظ منذ نشأتها في عام 1950، حيث بلغ عدد سكانها 931،928 نسمة بكثافة سكانية متوسطة تبلغ 149.83 نسمة لكل كيلومتر مربع. وصل عدد سكان فلسطين إلى 1،124،649 نسمة في عام 1970، مع معدل نمو سكاني منخفض بلغ -1.15٪ مقارنة بعام 1965، وزاد معدل النمو السكاني بشكل ملحوظ مع مرور الوقت حتى وصل إلى 3.62٪ بحلول عام 1990.
تقدر عدد السكان في ذلك الوقت بحوالي 2،100،883 نسمة، واستمر النمو السكاني حتى عام 2010، حيث بلغ عدد السكان حوالي 4،066،829 نسمة، بمتوسط كثافة سكانية قدره 653.83 نسمة لكل كيلومتر مربع. بلغ معدل النمو السكاني 2.60٪. ووفقا للإحصاءات في عام 2018، ارتفع عدد سكان دولة فلسطين إلى حوالي 5،052،776 نسمة، بمعدل نمو سكاني يبلغ 2.68٪ وكثافة سكانية تقدر بحوالي 812.34 نسمة لكل كيلومتر مربع.
كما يشير المراقبون والباحثون إلى أن عدد سكان فلسطين يمكن أن يرتفع بحلول عام 2030 إلى حوالي 6،739،073 نسمة وبكثافة سكانية تبلغ 1،083.45 نسمة لكل كيلومتر مربع، وجدير بالذكر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مخيمات دول المنطقة يقدر بنحو 1.5 مليون لاجئ، وحوالي 4 ملايين لاجئ في دول الجوار يعيشون خارج المخيمات.
الموقع الجغرافيّ لدولة فلسطين
تقع دولة فلسطين في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وهي نقطة تواصل بين قارات آسيا وأفريقيا، وتربط البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وتحوي مدنا وبحيرات مثل طبريا والحولة ونصف مساحة البحر الميت، حيث تغطي الساحل الغربي فقط مساحة جغرافية تبلغ 5842 كيلومتر مربع، بما في ذلك جزء البحر الميت الذي يخصها.
تبلغ مساحة قطاع غزة حوالي 365 كيلومتر مربع، ويجدر بالذكر أن موقع الدولة الجغرافي يلعب دورا مهما في تنوع مناخها، حيث يسود فيها مناخ البحر الأبيض المتوسط بشكل عام، ويكون الطقس دافئا في الصيف وممطرا في الشتاء، ويبدأ هذا الموسم في أكتوبر ويستمر حتى أبريل.
مكانة فلسطين التاريخيّة
يعتقد العلماء أن اسم `فلسطين` يأتي في الأصل من كلمة `Philistia` التي تشير إلى الفلسطينيين الذين احتلوا جزءا من المنطقة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وفي عام 1250 قبل الميلاد، احتل الإسرائيليون بعض المناطق الداخلية من البلاد، وقام سيدنا سليمان عليه السلام ببناء هيكله في القدس عام 928 قبل الميلاد، وتم تقسيم الأرض إلى دولة بني إسرائيل ودولة يهوذا، واستولت الآشوريون على دولة إسرائيل عام 721 قبل الميلاد.
على مر التاريخ، حُكمت فلسطين بواسطة العديد من الدول، بما في ذلك الآشوريين والبابليين والفرس والإغريق والرومان والعرب والفاطميون والسلاجقة الأتراك والصليبيون المصريون والمماليك، ومنذ حوالي 1517 إلى 1917، حكمت الإمبراطورية العثمانية معظم المنطقة.
وفي سنة 1896، كتب اليهودي المجري تيودور هرتزل كتاب مدينة اليهود، وهو يعتبر الفكرة الأولي لتأسيس وطن لليهود، وكان الأقتراح لإقامه الدولة بين اختيار فلسطين أو الأرجنتين، ولكنهم اختاروا فلسطين، لأنّها أرض الميعاد، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولي عام 1918م، سيطر البريطانيون على فلسطين حينما خسرت الدولة العثمانية الحرب ووقعت وثيقة التخلي عن الأراضي التي تملكها الدولة العثمانية لغير الناطقين باللغة التركية.
أصدرت العصبة الأمم انتدابا بريطانيا على فلسطين في عام 1923، وهي وثيقة منحت بريطانيا السيطرة الإدارية على المنطقة، وتضمنت أحكاما لتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين. وتعرف هذه الوثيقة باسم وعد بلفور، الذي يعني “وعد من لا يملك لمن لا يستحق”. وقد فتحت هذه الوثيقة باب الهجرة لليهود إلى مستعمرة فلسطين.
نتج عن دعم بريطانيا لليهود زيادة عدد اليهود عام 1939، حيث بلغ عددهم حوالي 230 ألفًا ، وكان عددهم ثلثي عدد الفلسطينيين، مما دفع الفلسطينيين للتمرد والانتفاضة. وفي ذلك الوقت كانت بريطانيا تستعد للدخول في الحرب العالمية الثانية وقامت بتسريح اليهود.
وفي عام 1947، قامت منظمة الأمم المتحدة بحل دولة فلسطين إلى دولتين من خلال تصويت وجعلت 55 في المائة لليهود، وبذلك تم إعلان رسميًا دولة لليهود، وهنا بدأت حرب 1948، وقسمت القدس للجزء الشرقي والجزء الغربي، وفي عام 1967، دخل العرب في حرب مع اليهود ولكنهم خسروا الحرب واحتلت إسرائيل عدة مناطق عربية.
مأساة فلسطين
بدأ الصراع الفلسطيني الحديث بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية وهيمنة الانتداب البريطاني على المنطقة، وشهدت الأراضي الفلسطينية قتالًا عنيفًا، حيث قام المسؤولون بجولات عديدة في الولايات المتحدة لجذب الفلسطينيين دولة مستقلة عاصمتها القدس، وترجع أول إشارة مكتوبة إلى اسم فلسطين كانت في كتابات المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس الميلادي، الذي أطلق على بلاد الشام وبلاد الرافدين سوريا.
اقترحت الأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى قسمين: في عام 1947، بعد أكثر من عقدين من الحكم البريطاني، تم تحديد إقامة دولة يهودية مستقلة ودولة عربية مستقلة. كان من المقرر أن تكون القدس عاصمة لكلا الدولتين ولكنها أصبحت أرضا دولية ذات مكانة خاصة، حيث جادلت المجموعات العربية بأنها تشكل غالبية السكان في مناطق محددة وتستحق المزيد من الأراضي. بدأوا في تشكيل جيوش المتطوعين في أنحاء فلسطين.
بالإضافة إلى مدينة أريحا التي تعتبر أقدم مدينة في العالم، تحتوي فلسطين المحتلة على العديد من مؤرخي الحضارات القديمة الذين كتبوا عنها، إلى جانب الحضارات التي نشأت في بلاد فلسطين المحتلةعبر التاريخ، حيث تشكلت ما يقرب من إحدى عشرة حضارة في هذه المنطقة.
مكانة فلسطين السياحية
تحتوي فلسطين على العديد من المعالم الدينية، مما جعلها وجهة سياحية مهمة للعديد من الأديان في العصر الحديث، حيث يزور السياح من جميع أنحاء العالم الأماكن الدينية فيها، مثل المسجد الأقصى والسوق القديم العديد من الكنائس القديمة، بالإضافة إلى وجود العديد من المناطق الطبيعية الساحلية التي كانت موجودة في فلسطين.
أهمية فلسطين
شهدت فلسطين أحداثا هامة للمسلمين والمسيحيين مما جعلها تمتلك طابعا دينيا، حيث كانت مكان إسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى كنيسة البشارة في مدينة الناصرة في مصر، وكذلك كنيسة المهد في بيت لحم التي يعتقد أنها موطن المسيح عليه السلام، وعبرت فلسطين عدة حقبات تاريخية كالآشوريين والعثمانيين والصليبيين والأيوبيين والمماليك.
استوطن الكنعانيون فلسطين أولاً، ثم احتلها اليهود بعد ذلك في عام 1948 وحتى هذا الوقت، لكنهم لم يكتفوا بها، لقد ارتكبوا العديد من الأعمال الشنيعة ضد الفلسطينيين، بما في ذلك إقامة جدار يفصلهم عن الأرض الفلسطينية، إضافة إلى ذلك، أقاموا العديد من الحواجز العسكرية على مداخل مدن الساحل الغربي ومحاولتهم اليائسة تغيير الحضارة الإسلامية فيها وتشويهها عمداً من بين العديد من الأعمال اللاإنسانية الأخرى واستيلاءهم على خيرات فلسطين.
المظاهر الطبيعيّة في دولة فلسطين
تتميز فلسطين بتنوع تضاريسها، مما يؤدي إلى تنوع المناخ والنباتات والحيوانات فيها، وتنقسم سطح فلسطين عمومًا إلى أربعة أجزاء رئيسية، وهي:
- السهول: وتشمل السهول الساحلية الممتدة على طول البحر الأبيض المتوسط مثل سهل أكرا الذي يبلغ طوله حوالي 32 كم ويتراوح عرضه بين 8-14 كم ويمتد من الحدود اللبنانية شمالاً ويؤدي إلى الجنوب، مشيرة إلى أنها تقع من خلال قرى سكنية بجانب زهور الأوركيد وأهمها البرتقال والبساتين المروية وحقول الحبوب.
- المرتفعات الجبلية: وتشمل: جبال الجليل الأعلى التي يبلغ ارتفاعها حوالي 1200 متر عن سطح البحر، حيث تتكون هذه الجبال من الحجر الجيري الذي يعتبر كثافته السكانية عالية، وجبال الجليل السفلي التي أعلى قمة فيها جبل طابور، حوالي 588 مترا فوق مستوى سطح البحر، وتضم هذه الجبال العديد من القرى السكنية ومنها قرى الناصرة.
- وادي الأردن: يقع وادي الأردن في الجزء الشمالي من فلسطين، حيث يتراوح عرض وادي الصدع بين 2.5 و22 كيلومترًا، وينخفض إلى حوالي 400 متر تحت مستوى سطح البحر. ويشمل الوادي العديد من المناطق الزراعية المروية على طول شواطئه، ويضم أيضًا واحات نادرة، بما في ذلك مناطق زراعية في أريحا وعمق البحر الميت.
- النقب: المنطقة النقب هي منطقة صحراوية مثلثة، تمتد من بئر السبع شمالًا إلى مدينة إيلات الساحلية على البحر الأحمر، ويحددها الوادي المتصدع العظيم على الغرب، وتقع المنطقة النقب على حدود شبه جزيرة سيناء.