تعبير عن صلة الرحم والعلاقات العائلية
مقدمة عن صلة الرحم والعلاقات العائلية
صلة الرحم من أهم الأمور التي يجب على الفرد أن يوليها اهتماما في حياته. فالله تعالى ورسوله الكريم أوصيا بشدة بصلة الرحم، لما تحمله من فوائد للفرد والمجتمع. فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة محمد، الآية 22: `فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم`. وقال عز وجل في سورة النساء، الآية 1: `يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا`. صدق الله العظيم.
للصلة الرحم منافع عديدة وهي واجب وفرض على كل إنسان، فلولا الصلة الرحم لانقطعت العلاقات وفسدت المجتمعات والقلوب، لذلك يجب الحفاظ على صلة الأرحام ومراعاة الأقارب والعفو عنهم ومصافحتهم وزيارتهم والقول لهم بكلمات كريمة تحبها الله ورسوله.
أهمية صلة الرحم
صلة الرحم مهمة للغاية، حيث تعزز العلاقات بين الأفراد وتؤدي إلى تقريب المسافات بينهم. كما أن لها فوائد وثمار كبيرة، وتعد مفيدة لكافة الفئات والأفراد في المجتمع، والأهمية الحقيقية لصلة الرحم تكمن في
إن صلة الرحم تزيل الحقد والحسد من القلوب، وتزيد القرب بين الناس وتساعدهم على التعرف على بعضهم البعض أكثر، وتمنع الحقد والبغضاء والكراهية.
يُعتبر الجماعة أفضل من الفرد؛ حيث إن ربط الرحم يجعل الأقارب عصبة كبيرة لا يمكن لأحد تفريقهم أو إيذائهم، كما أن الجماعات تمتلك هيبة وقوة تباركها الله.
- تساعد صلة الرحم على الحد من انتشار الشائعات والأقاويل، وتحول دون فاسدي الأرحام من تحقيق أهدافهم السيئة.
- الألفة والمحبة هما الطريق إلى صلة الرحم، فإذا كانت هناك مشاعر في القلب وشاهد الشخص الأخر يصلح ويصفح وينسى، فإنَّ صلة الرحم عظيمة ومنافعها كثيرة.
- التفاني في خدمة الله ورضاه يمنح شأنا عاليا ومكانة كبيرة في الدنيا والآخرة.
- تربية الأطفال على صلة الرحم سيساعد في غرس العطف والحنان في نفوسهم، وجعلهم متعلقين بأسرتهم وعائلتهم، ومحبين للناس والتجمعات.
- ترقية المجتمعات وتعزيز قوتها، فالبركة والقوة في التكافل دائما.
- تعد صلة الرحم مهمة لكل مسلم لأنها جزء من إكمال إيمانه.
- الرحم هو صلة بين الإنسان والله عز وجل وطريق لرضاه.
- صلة الرحم هي أمر إلهي لا جدال فيه، فالله عز وجل يقول “وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا“، والأرحام هنا تشير إلى صلة الرحم.
- تعد صلة الرحم شرطًا للبر، ويقول الله تعالى: “ولكن البر هو من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين.
فضل صلة الرحم
فضل صلة الرحم عظيم وفوائدها لا حصر لها، فهي أول الأعمال التي يرضاها الله ورسوله ويباركها الله بفضله، ومن سعى لصلة رحمه وأحسنها، وفقه الله وأعانه في جميع خطواته، وصلة الرحم هي طريق ينبت فيه الحب والتفاؤل والتعاون.
صلة الرحم من الإيمان، إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم”من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”، دلالة على أن صلة الرحم شرط من شروط الإيمان، وواجب على كل مؤمن فعلها من أجل الله عز وجل.
من فضل صلة الرحم العظيمة أن وصل رحمه وصل ربه عز وجل، إذ تقول السيدة عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم”الرحم متعلقة بالعرش تقول، من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله”، لذلك فما من عبد وصل رحمه إلا وكان فضل الله عليه عظيم ووصله الله بالرحمة والسعادة والمحبة من كل من حوله.
صلة الأرحام هي طريق آمن للدخول إلى الجنة، حيث يقول الرسول الكريم “يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”. وبما أن صلة الأرحام هي شرط لدخول الجنة، فإن الناس يسعون للقيام بها ويعملون على القيام بالأعمال الصالحة من أجلها.
صلة الرحم هي نعمة في الرزق والعمر. فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `أحب الأعمال إلى الله أن يداوم الرجل صلة الرحم، يبسط الله له في رزقه وينسأ له في أثره.` وروى علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `من سره أن يمد في عمره ويوسع في رزقه ويدفع عنه سوء الموت، فليتق الله وليصل رحمه.
صلة رحم المقاطعين
يعتقد الكثيرون أن صلة الرحم تتمثل في رد الزيارات للأقارب وزيارتهم، ولكن الصلة الرحم الأعظم هي الصلة التي تربط بين من قطع الرحم، فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “لا يجزي الواصل إلا وجزاء على الله، ولا يكفي الواصل إلا من صلته وقطعته، فإذا قطعها وصلها”، وبذلك يكون الواصل الحقيقي هو من يصل رحمه ويجمع بينه وبين من قطعه.
يعد قطع الأرحام أمرًا غير مستحبٍ دينًا ولا إنسانيًا ولا خلقًا. فالله عز وجل أخبرنا بأن هذا الأمر شديد الخطورة ولا يجوز للمؤمن أبدًا أن يقطع رحمه، ولا يترك أخاه لفترة تزيد عنثلاثة أيام، لأن من يقطع صلة رحمه فقد قطعها الله عز وجل، وهذا أمر مرفوض بشدة.
عقوبة قطيعة الأرحام
قد يستخف البعض بأمر قطع الرحم ويعتقدون أنه أمر هين، وقد يعتقدون أيضاً أنهم من أهل الجنة بسبب أدائهم للصلاة والصيام والحج والزكاة، ولكن قطيعة الأرحام تسبب مشاكل كبيرة في حياة الناس وهم لا يدركون ذلك، ويتمثل عقابها في:
إن الله تعالى يلعن قاطعي الأرحام، إذ يقول عز وجل في كتابه العزيز في سورة محمد أية 32″ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ“.
من قطع رحمه حرم على نفسه الجنة ونعيمها، وهذا هو أسوأ جزاء، فلا يسعى الإنسان في الدنيا إلى شيء إلا من أجل الجنة، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة قاطع”، فمن يقطع رحمه فقد حرم على نفسه الجنة.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: `إن أعمال بني آدم تعرض على الله تعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم`، وذلك يعني أن الشخص الذي يقطع رحمه لا تعرض أعماله على الله وبالتالي لا تقبل. إن صلة الرحم هي واحدة من شروط قبول الأعمال وعرضها على الله، مما يشير إلى أهميتها.
قطع الرحم فسوق وخسارة في الدنيا والأخرة، لقول الله عز وجل”وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ”.
خاتمة عن صلة الرحم
واجب الصلة بالرحم لا يقبل الجدال، حتى إذا كان الأقارب مقاطعين يجب علينا إقامة الصلة وتوطيدها وقول الكلمة الطيبة التي تلين القلوب وتزيل العداوة، فإن قطع الصلة بالرحم يخلق حيرة في المجتمع ويؤدي إلى شر كبير يضر بالفرد وعائلته ومجتمعه، وكل ما ينشأ عن قطع الصلة بالرحم هو حقد وحسد وفتنة وكراهية، لذلك يجب على الإنسان أن يكون حكيما ويحافظ على الصلة بالرحم ويتقرب إلى من حوله بالمحبة والأفعال الطيبة، من أجل رضا الله تعالى وجنته، ومن أجل اتباع سنة النبي الشريف.