تحليل قصيدة لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
ولد عنترة بن شداد في عام 525 م في منطقة الجواء، المعروفة أيضا بـ `القصيم` في المملكة العربية السعودية، وتوفي في عام 608 م. كان من أشهر الفرسان العرب في التاريخ العربي القديم، أو بالأحرى في العصر الجاهلي. كما كان شاعرا عربيا ومشهورا أيضا في عصر المعلقات، حيث عرف بأبياته التي ألقاها فخرا بنفسه وقومه وعشيرته، بالإضافة إلى المعلقات التي شرحت الكثير من أخبار حروبه ومعاركه التي برزت فيها شجاعته وبسالته التي تميزت بها عن غيره من المحاربين.
القاب عنتر بن شداد
تمنح عصر الجاهلية عدة ألقاب لعنترة بن شداد، ويشير اسمه إلى “الذبح” بسبب وجود حرف النون الزائد، ومن بين الألقاب التي يطلقونها عليه: “الفلحاء”، “أبي الفوارس”، “أبي المعايش”، “أبي أوفى”، و”أبي المغلس.
صفات عنتر بن شداد
بالنسبة لصفاته، كان عبوس الوجه وشديد القوة والبنية، وكان يتمتع بالفصاحة والرجاحة في الحديث، والشجاعة والبسالة، وكان زعيم قومه، وكان عنترة يتمتع بالصبر والصلابة والقدرة على التحمل في حروبه وعند قيادته لقومه، ولذلك كان يحترمه جميع زعماء القبائل حوله ويهابونه.
أشعار وأبيات عنترة بن شداد
تنوعت أشعار عنترة بين الغزل والفخر والمدح وأغراض شعرية أخرى، وأشهرها يمكن توضيحها كالتالي
هذه هي أسماء بعض قصائد عنترة الشهيرة في فن الغزل: (أشاقك من عبل – طيف الخيال – برد النسيم – أحبك يا ظالم – رمت الفؤاد مليحة – عقاب الهجر – عجبت عبيلة).
ديوان عنترة بن شداد (والموت للفتى خير من حياته – طالما أنك تسعى للارتقاء إلى العلو – اهجر قلبك عن ما يشتهي ويطلب – لا تذكري مهري وما أطعمته – أنا ألوم الدهر الذي لا يتلين لملامحه – إذا قابلت جميع أبناء أبان – تركت بني الهجيم لهم حيازتهم – أليس من واجب أهل الجحود – أن يستيقظ قلبي بعد سكره – تنحدر حدود الأيام بين العقيق والبرقة الرميمة).
قصيدة لا يحمل الحقد من تعلو بها الرتب
تعتبر “قصيدة لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب” من أشهر قصائد قائد عنترة بن شداد، ويمكننا توضيح أبيات تلك القصيدة وشرح معانيها من خلال ما يلي:
يعني البيت الشعري (لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب – ولا ينال العلا من طبعه الغضب) أن الشريف لا ينبغي أن يكون لديه الحقد والكراهية في قلبه، ويشير إلى أن ثورة الإنسان وعصبيته لن تجلب له ما يريد ويتمنى.
يمدح عنترة قومه وعشيرته في قصيدته (لله در بني عبس لقد نسلوا – من الأكارم ما قد تنسل العرب)، ويفخر بهم وبأولادهم ونسلهم.
يوضح عنترة في هذا البيت معاناته وتعاسته مع قومه، حيث كانوا لا يعتبرونه منهم بل كان مجرد راعي لجمالهم وأغنامهم. ولكن بعد مصائبهم، أصبح عنترة حاميهم ومنقذهم من كل ما يحاول التربص بهم.
إذا انتقدوا لون بشرتي الداكن فذلك ليس لي عيب، وفي يوم المواجهة إذا فاتني النسب
يشير عنترة في هذه القصيدة إلى أن قومه قد أهانوه عندما وصفوه بالأسود، لأن هذا كان لون العبيد في ذلك العصر الجاهلي، ولكنه لم ير هذا الأمر عيبًا، بل يروي أن ما يعيبه هو خسارته في المعركة والحروب مع أعدائه.
في هذا البيت يواجه عنترة النمر نعمان ويعبر عن شجاعته وبسالته، حيث يقول: `إن كنتَ تعلم يا نعمان أن يدي قصيرة عنك، فالأيام تنقلب`، وذلك لإظهار أنه لا يخافه ولا يهاب مواجهته.
يوصف هنا عنترة نفسه بأنه مثل الأفعى القوية التي قد يشعر الإنسان بأنها ناعمة الملمس، لكن يوجد سم في أنيابها ولن ترحم فريستها، وبهذا يشبه النعمان الذي يتحول إلى فريسة.
( اليوم تعلم يا نعمان أي فتى – يلقى أخاك الذي قد غره العصب) (فتى يخوض غبار الحرب مبسما- وينثني وسنان الرمح مختضِب ) ( إن سلّ صارمه سالت مضاربه- وأشرق الجوّ وانشقت له الحجب) يوصف عنترة هنا شجاعته بأنه كالعصبة والجماعة من الرجال فلن يستطيع شخص التغلب عليه أو هزيمته حتى ولو كان أعدائه جيوشا عاتية.
في هذا البيت، يصف عنترة مظهره في الحرب وشكل الخيل التي يركبها، وكيف أنها سريعة وشديدة السخونة والصعوبة على كل أعدائه، كما يشهد له أداء خيله المذهل.
نقعيوم طراد الخيل يشهد لي – والضرب والطعن والأقلام والكتب – حيث يوضح هنا عنترة أنه سيجعل أعدائه يهربون منه ويخشون مواجهته في الحرب.