تاريخ امبراطورية دارا الأول في بلاد فارس
عُرفت عدة ممالك عظيمة في شتى أنحاء العالم، وكانت هناك عدة ممالك اشتهرت في منطقة الجزيرة العربية، ومن بينها الإمبراطورية البابلية والإمبراطورية الدارية .
الخلفية التاريخية لقيام الامبراطورية
– في هذا الوقت كانت الامبراطوريات المعروفة في هذه المنطقة هي الامبراطورية البابلية و الأشورية ، وقتها كانت الامبراطورية الأشورية دولة عسكرية عظيمة ، و كانت الدولة البابلية في أكثر أوقات ضعفها ، و لذلك عانت أرض الجزيرة في القرن الثامن قبل الميلاد من أعمال السلب و النهب نتيجة ضعف البابليين .
حاولت أشور كثيرًا الاستمرارفي الوقوف واستعادة القوة، ولكنها لم تتمكن من ذلك، وهنا نجح المصريون أيضًا في طردهم بزعامة الفرعون أبسمتيك الأول .
هذا الشعب يعرف بكونه شعب سامي، وقد استولوا على عدد كبير من المدن، مما سمح لهم بإنشاء إمبراطورية جديدة تابعة لهم وتعرف بإمبراطورية ميديا .
الامبراطورية البابلية الثانية
ظهرت الإمبراطورية البابلية الثانية في عام 606 قبل الميلاد واستمرت حتى عام 539 قبل الميلاد، وكانت في ذلك الوقت الأقوى في الشمال والأكثر قوة بأسا، وشهدت العديد من الأحداث الهامة. وبعد ذلك، توالت الأحداث حتى وصلنا إلى إمبراطورية دارا الأول الفارسية .
دارا الأول
– دارا الأول هو المعروف في المصادر اليونانية باسم داريوس الأول ، و بالفارسية باسم داريوش الأول ، و هو أحد الملوك الأخمينيين و كان من أهم من حكموا بلاد فارس ، و قد امتدت فترة حكمه من عام 521 قبل الميلاد و حتى عام 486 قبل الميلاد .
داريوس هو ابن الملك قمبيز الذي حكم بلاد فارس بعد وفاة قورش، واستولى على الحكم في مصر وفارس حتى توفي في عام 52 قبل الميلاد. وبعد عام واحد، حدث صراع شديد على السلطة، ونتيجته تولى داريوس الحكم .
حكم دارا الأول
– منذ يوم تولي الملك دارا الأول حكم إمبراطوريته، بدأت مشاريعه تتوالى. عمل بجد على توسيع حدود الإمبراطورية وأحد هذه المشاريع كان بناء طريق طويل يربط الإمبراطورية بعدد من المناطق المجاورة. أطلق على هذا الطريق اسم `طريق الملك العام`، وقد ربط مدينة أفسيس في آسيا الصغرى بمنطقة سوسا في وسط بلاد فارس. وقد بلغ طول هذا الطريق حوالي 2400 كيلومتر .
– عمل داريوس على تقسيم المملكة إلى ولايات وصل عددها إلى 20 ولاية ، و كانت الولاية تعرف باسم مرزبانية ، و هذه الكلمة تعني ولاية تابعة للفرس ، و كان لكل ولاية والي بيده كل الصلاحيات تحت اشراف الملك ، فضلا عن مساحة للحرية متروكة لتقديره الذاتي ، و كان داريوس يراقب كافة الولاة مراقبة صارمة .
الحرب مع الأثينيين
– في عام 490 قبل الميلاد ذكر عن الفرس أنهم قد خاضوا حربا ضد اليونان تحت قيادة الملك داريوس الأول ، و قد كانت هذه الحرب بعد ثورة حدثت في بلاد اليونان ، و كانت في البداية نتيجة ليست لصالح الفرس ، و لكن سرعان ما تبدل الحال ، و قد استمرت هذه الحروب فترة طويلة بين الطرفين ، و وجد العديد من الآثار التي تخص هذه الحرب .
– الملك داريوس تمكن من التحكم في مقاليد الحكم لفترة طويلة ، على الرغم من صغر سنه و كان له العديد من الانجازات ، و منها شق الطرق و رصفها و تحديثات هامة في البريد ، كما أنه قد سمح لليهود بإتمام بناء هيكلهم من جديد ، و قد قضى داريوس في مصر حوالي ثلاث سنوات ، و توفى في عام 486 قبل الميلاد بعد اصابته بمرض .