منوعات

تأهب أمني في أستراليا قبل خروج مسيرة مناهضة للإسلام

نصح رئيس الوزراء الأسترالي في يوم الجمعة الموافق 9 أكتوبر بالهدوء، وذلك في ظل توقعات بحدوث احتجاجات مناهضة للإسلام أمام مسجد في سيدني، حيث قتل مراهق شخصًا يعمل لصالح الشرطة في المنطقة الأسبوع الماضي.

ودعا `تيرنيول` إلى التعايش المتبادل بين الأديان، مشيرا إلى أن هذه هي ميزة أستراليا التي تجمع بين ثقافات متنوعة، ونكل في الناشطين المعارضين للإسلام بتسببهم في زرع الانقسامات، وأكد للصحفيين أن هؤلاء الذين ينظمون هذه الوقفات المعادية للإسلام يجعلون عمل الشرطة وأجهزة الأمن التي تحاول مكافحة التعصب أكثر صعوبة.

أوضح تورنبول للأشخاص الذين يجدون صعوبة في فهم القيم الأسترالية أنه من الأفضل بالنسبة لهم الرحيل، حيث أن العيش في أستراليا ليس شيئًا مفروضًا ويمكن لأي شخص لا يتقبل القيم الأسترالية الانتقال إلى دولة أخرى. وناشد رئيس الوزراء الأستراليين بإدانة الكراهية، مشيرًا إلى أن التطرف يؤدي إلى إلغاء القيم الأساسية لأستراليا.

في نفس السياق، أكد إمام مسجد في سيدني على ضرورة وقف عنف المتطرفين، وأشار إلى أن المسلمين الذين لا يحترمون القيم الأسترالية يجب أن يرحلوا من البلاد، كما نقلت وكالة رويترز.

أثار قتل الشرطي “كورتيس تشنغ” عند مغادرته مقر الشرطة في منطقة “بارامتا” بسيدني الأسبوع الماضي من قبل المراهق فرهاد خليل محمد جبار البالغ من العمر 15 عامًا بإطلاق النار، وأدى ذلك إلى حدوث ضجة كبيرة، تلتها سلسلة من الاعتقالات والمداهمات.

يُذكر أن آلاف الأشخاص المعادين للإسلام حضروا المسيرات التي نظمت السبت الماضي في جميع أنحاء أستراليا، مع وقوع اشتباكات عنيفة في عدة مظاهرات بين المعارضين للإسلام والمتظاهرين المناهضين للعنصرية.

وقد وقعت الاشتباكات في أكثر مكان ازدحاما في ملبورن، مما استدعى تدخل الشرطة وفض الاشتباكات بين 3،000 من المتظاهرين، وفقا لوكالة الأنباء المحلية “أسوشيتد برس”، وتم علاج أربعة أشخاص بسبب إصابات طفيفة، واعتقال شخص واحد  .

و كانت الاحتجاجات المناهضة للإسلام ظاهرة اعتيادية في “إسترد استراليا”، حيث كانت قد نظمت في 16 مدينة في جميع أرجاء البلاد من قبل مجموعة تسمي نفسها “استصلاح أستراليا”، التي تؤكد في موقعها على الانترنت ان ذلك اليوم كان من المفروض الاحتجاج على محاولات الأقليات أي المسلمين تغيير الهوية الثقافية الاسترالية على وجه التحديد، بينما دعت مجموعة أخرى لحظر الشريعة الإسلامية، و إصدار الشهادات الحلال، تدريس الإسلام في المدارس العمومية، و لبس الحجاب.

أحد منظمي المظاهرة المنددة بالعنصرية المخرج الأسترالي “كلير القيح” قال إن المظاهرات المعادية للإسلام تمثل هجوما مباشرا على المسلمين والمجتمعات الإسلامية في هذا البلد، وأنها تزايدت مع تشجيع الحكومة لها، وخاصة بعدما دعا رئيس الوزراء الأسترالي إلى مهاجمة قادة المسلمين، وأضاف أنه يجب القضاء على التطرف الذي لا مكان له في أستراليا.

نفى رئيس منظمة “استصلاح استرالي”، جون أوليفر، اتهامهم بالعنصرية. وأكد أنهم يدعون إلى استراليا التقليدية والقيم والثقافة والديمقراطية، وأنهم ليسوا ضد أي عرق معين، بل هم ضد المتطرفين من دين معين، وهو يشير إلى الإسلام. وأيده أحد داعمي منظمة “استصلاح استرالي”، روندا كاشمور، في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس”، حيث قال إنهم يتظاهرون ضد المهاجرين الذين لا يريدون اتباع قوانين أستراليا.

و يقول مراقبون أن احتجاجات يوم السبت الماضي هي علامة على الصدع السياسي المتزايد في استراليا ضد مجتمعات المهاجرين، حيث أن الكثير من المسلمين هناك يشعرون بالميز من قبل الحكومة اليمينية بقيادة رئيس الوزراء “توني أبوت” و التي تتعرض للإنتقادات بسبب استخدامه للغة الإنقسام عند حديثه عن الجالية المسلمة في استراليا.

تقوم المنظمات المعادية للإسلام بحملتها ضد شركات الأغذية بهدف إيقاف إصدار شهادة الحلال، مدعية أن الرسوم المفروضة للحصول على هذه الشهادة تستخدم في تمويل الجماعات الإرهابية. كما زادت الهجمات على المسلمين خاصة في الأشهر الأخيرة، وتشمل هذه الهجمات الهجمات على المساجد والنساء اللواتي يرتدين الحجاب، وذلك بعد الحادث الذي وقع في ديسمبر من العام الماضي، حيث استخدم متطرف إسلامي مسلح 18 شخصا كرهائن في إحدى مقاهي سيدني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى