شهر رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يصوم المسلمون لمدة 29-30 يوما اعتمادا على رؤية الهلال، ويعتبر الصيام أفضل وسيلة لتطهير الجسم والروح، ويعتبر الصوم إلزاميا، باستثناء بعض الحالات مثل المرضى، النساء الحوامل، النساء الحائض، مرضى السكري، ومرضى الأمراض المزمنة الأخرى .
يتم ممارسة الصيام من الفجر حتى الغسق، وتسمى الوجبة التي تتناول قبل الفجر بالسحور أو السحري، بينما تسمى الوجبة التي تتناول بعد غروب الشمس بالإفطار .
تأثير الصيام على الجسم :
بعد ساعتين من الصيام يبدأ الجسم في استخدام الجليكوجين ، المختزن في الجسم لتزويده بالطاقة ، بعد يوم أو يومين ، فإن الجسم يدخل في مرحلة تحلل الجليكوجين ، والتي تتم في الكبد لتزويد الجسم بالطاقة ، وهذه الحالة تعرف بالمرحلة الأولى للصيام .
عند استخدام دعم الجلوكوجين، يبدأ الجسم في تفكيك الدهون لتزويد الجسم بالطاقة، وتسمى هذه المرحلة بالكيتوزيس، وتشير إلى أن الجسم بدأ في استخدام البروتين أقل، وتسمى المرحلة الثانية من الصيام .
بهذه الطريقة، يبدأ الجسم في فقدان الدهون المخزنة فيه. يمكن أن يكون الصيام طريقة جيدةلإزالة السموم من الجسم إذا لم يتم الإفراط في هذه العملية
كيفية تأثير الصيام على مرضى السكري :
يمكن للأشخاص المصابين بمرض السكري عدم الصيام وفقًا لما ورد في القرآن الكريم، ولكن بالنسبة للرضا الشخصي، يقرر بعض المرضى الصيام دون مراعاة المخاطر التي يتعرضون لها .
مخاطر الصيام الرئيسية على مرضى السكري :
1- نقص السكر في الدم Hypoglycaemia : أي انخفاض مستوى السكر في الدم ، وهو الحالة الأكثر احتمالا لمرضى السكري ، الذي يتناولون أدوية السكري ، ولذا من الأفضل الإمتناع عن النشاط البدني المفرط خلال فترة الصيام .
2- فرط سكر الدم Hyperglycaemia : أي زيادة في مستوى السكر في الدم، وهي محتملة إذا تناولت وجبة كبيرة بعد الصيام بسبب الجوع الشديد، يمكن أن تؤدي الوجبة المسائية إلى الإفراط في تناول الطعام في كثير من المنازل، لذلك ينصح بتناول كميات معتدلة من الطعام .
3- الجفاف Dehydration : أصبح هذا مشكلة كبرى لدى الصائمين، ويبدو أن الصيف يكون أشد في هذه الحالة، فيتم تشجيع تناول المزيد من السوائل مع كمية أقل من السكر والكافيين .
تزداد هذه المخاطر للمرضى الذين يعانون من مرض السكري بسبب تذبذب مستوى السكر في الدم أو الأدوية والإنسولين التي يتناولها المريض، ولا ينصح بالتوقف عن تناول الأدوية خوفًا من حدوث هبوط في مستوى السكر في الدم .
التعديل الوحيد الذي يجب إجراؤه هو توقيت تناول الأدوية، حيث إذا تم تأخير تناول الأدوية فإن هذا يزيد من خطر الإصابة بفرط سكر الدم بعد وجبات الفجر أو ما بعد الغروب.
كيفية تجنب مخاطر الصيام على السكري :
يكمن مفتاح تقليل تذبذب مستوى السكر في الدم خلال الصيام في الحصول على وجبة السحور، التي تحتوي على الكربوهيدرات النشوية، والبروتين، والدهون، حيث يتم هضمها ببطء وتعمل على إطالة الشعور بالشبع لأطول فترة ممكنة .
من أمثلة الأطعمة التي تدوم طويلا : الحبوب الكاملة، الزبادي، العدس، البقول، القمح الكامل، وأطباق البيض جميعها أهمية كبيرة في السيطرة على مستوى السكر في الدم، ويجب عدم الإفراط في تناول الطعام، ويعتبر وجبة الإفطار مهمة جداً في هذا الصدد .
يتم تناول التمور بالماء بشكل تقليدي كوجبة إفطار، لذا فإن الإفراط في تناول التمور غير مستحب. إذا كنت تستهلك العصائر، يجب اختيار الكميات الصغيرة. من الأفضل تناول اللحوم الخالية من الدهون لتقليل محتوى الدهون المشبعة في الجسم. الأطعمة ذات الملوحة العالية هي خطر، لذا يجب الحد من تناول الملح. يجب تقليل أو تجنب السمن والزبدة والأطعمة المقلية.
أشياء يجب تذكرها إذا كنت مريض سكري وتريد صوم رمضان :
استشر الطبيب قبل الصوم لفهم حالتك الصحية .
– إذا كنت مصرا على الصيام، يجب أن تدرك المخاطر عن طريق القراءة أو التحدث إلى الآخرين .
يمكن التخطيط لوجباتك وأنواع الأطعمة التي تتناولها للمساعدة في الشبع لفترة أطول .
يجب فحص مستوى السكر في الدم بانتظام لتجنب مضاعفات السكري أثناء الصيام .
قم بتعديل جدول الأدوية وفقًا لتوصيات الطبيب .
يجب تجنب تناول السكر والكافيين وزيادة شرب الماء لتجنب الجفاف .
تجنب تناول الطعام بشكل مفرط في وجبة الإفطار .
لا تتشابه جميع الأجسام ولا يتأثر جميع مرضى السكري بنفس الطريقة، حيث يمكن لبعضهم الصيام دون أي مخاطر على صحتهم، ولكن ذلك لا يعني أنه يمكنك تحمل نفس الأمر إذا كنت تعاني من مرض السكري، فعلى الرغم من وجود شخص ناجح في الصيام وهو مصاب بمرض السكري، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنك ستتمكن من تحمل ذلك أيضًا.
لا يوجد ما يكفي من الأدبيات المتاحة لفهم ما يمكن أن يفعله هذا النوع من الصيام لمرضى السكري، ولذلك إذا لاحظت أي علامات خطيرة خلال فترة الصيام، فمن الأفضل التوقف عنه. وهناك طرق أخرى لإظهار الاحترام للدين والتقاليد أيضًا.