تأثير الحمية الكيتونية على الأداء الرياضي
انتشرت حمية الكيتونية بشكل كبير في العالم العربي، وتقوم هذه الحمية على تقليل نسبة الكربوهيدرات وزيادة الدهون في النظام الغذائي، ولكن أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن هذه الحمية يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة الأشخاص الذين يتبعونها، وخاصة الرياضيين .
أهمية الكربوهيدرات للرياضيين :
أكد بعض الباحثين على وجود بعض الجوانب السلبية للحمية الكيتونية خاصة على الرياضيين ، و ذلك لأن الكربوهيدرات لها أهمية كبيرة في بناء العضلات و أداء التمارين بشكل أفضل ، و ذلك لأن الكربوهيدرات تساعد في الاستشفاء بعد التمرين ، و تحفز الجسم على إنتاج الأنسولين ، مما يساهم في توصيل المواد الغذائية و امتصاصها ، كما كما تلعب الكربوهيدرات دورًا مهمًا في أنظمة الطاقة اللاهوائية و تعد مصادر الوقود الأساسية لممارسة الرياضات الشاقة ، كما تحسن الكربوهيدرات من عملية النقل العصبي ، و مقاومة التعب و التركيز الذهني أثناء التمرين .
تأثير الحمية الكيتونية على الرياضيين :
– أثناء اتباع الحمية الكيتونية يصبح الجسم أكثر كفاءة في استخدام الدهون كوقود بسبب قلة الكربوهيدرات ، و هو ما يُعرف باسم التكيف مع الدهون fat adaptation ، فالانخفاض الحاد في الكربوهيدرات يسبب ارتفاعًا في الكيتونات التي ينتجها الكبد من الأحماض الدهنية ، و تعمل تلك الكيتونات على توفير الطاقة للجسم في غياب الكربوهيدرات .
تشير الدراسات إلى أن الحمية الكيتونية تؤثر على نسبة الجلوكوجين في العضلات، حيث تحلل الكربوهيدرات لتوفير الطاقة اللازمة للتمارين الرياضية. وعلى الرغم من أن الكربوهيدرات تحسن صحة الرياضيين، إلا أن الجسم لا يستطيع تخزين الغليكوجين لفترة طويلة، وبالتالي يشعر الإنسان بالتعب. وعند اتباع الحمية الكيتونية، يستمر التعب لفترة طويلة .
– أثناء التمرين، يحدث تباين في نوعية الوقود وفقا لشدته. لوحظ من قبل الباحثين أن الدهون توفر كمية من الطاقة تتحرر ببطء أثناء أداء التمارين الرياضية، بينما توفر الكربوهيدرات كمية أكبر بكثير من الطاقة أثناء أداء تلك التمارين. ويعرف هذا الظاهرة بـ “تأثير التبادل.” وتوصلت الدراسات إلى أن الرياضيين الذين يتبعون الحمية الكيتونية يحرقون نسبة تصل إلى 70٪ من الدهون القصوى، بينما يحرق الرياضيون الذين يتبعون حميات غنية بالكربوهيدرات فقط 55٪ من الدهون .
الانتقادات الموجهة للحمية الكيتونية :
هناك العديد من الانتقادات التي أطلقت صوب الحمية الكيتونية ، حيث أن فعاليتها قصيرة الأمد ، كما أن معظم الوزن المفقود في البدايات هو وزن الماء فقط ، حيث يتم تحرير الماء المحتجز عن طريق تفكك الغليكوجين مما يؤدي إلى انخفاض الوزن بسرعة نسبية عند فقدان هذا الماء ، كما أن هذه الحمية تؤدي إلى فقدان نسبة كبيرة من كتلة العضلات في الجسم ، وبالتالي تسبب الشعور بالتعب والإرهاق المستمر ، وتدخل الجسم في حالة شبيهة بالجوع ، وتتوقف فجأة عن فقدان الوزن دون وجود فكرة واضحة عن السبب وراء ذلك .