تأثير التلفزيون على تنمية الدماغ فى مرحلة الطفولة المبكرة
يسمح الكثير من الآباء لأطفالهم بمشاهدة التلفزيون في سن مبكرة، ونظرًا لأن الكثير من الأطفال الصغار يشاهدون التلفزيون بشكل منتظم، فمن الضروري تنظيم هذه العملية حتى لا تؤثر عليهم بشكل سلبي.
التلفزيون و تنمية الدماغ
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأنه لا ينبغي للأطفال قبل سن الثانية مشاهدة التلفزيون على الإطلاق. وبالنسبة للأطفال بعد سن الثانية، ينبغي أن يشاهدوا التلفزيون لمدة ساعة إلى ساعتين كحد أقصى يوميا. حتى البرامج التلفزيونية التعليمية قد تؤثر على الدماغ، لذا يقلل الحد من مشاهدة التلفزيون من تأثيره على نمو الدماغ.
اولًا : التطور المعرفى
رغم أن الكثير من برامج الأطفال تشتمل على المحتوى التعليمى، فانه فى الواقع التعرض لهذة المواد لاتجعل الاطفال اكثر ذكاء، وفى دراسة أجريت عام 2005م فى جامعة واشنطن، بعنوان ” مشاهدة التلفزيون للأطفال والنتائج المعرفية “وجدت ان الأثار المعرفية السلبية عموما تكون بين الأطفال، الذين يشاهدون التلفزيون بشكل منتظم قبل سن 3 سنوات.
ثانيًا : العدوانية
مشاهدة الكثير من المحتوى الذي يقدمه التلفزيون كطفل، وخاصة عندما تحتوى البرامج على العنف، من الممكن ان يؤدى الى السلوك العدوانى مدى الحياة، وفى دراسة مدتها 15 عام فى جامغة ميشيغان وجدت، أن هناك وجود علاقة بين مشاهدة العنف التلفزيونى والسلوك العدوانى، و كان الارتباط قويا خاصة عند الذكور.
ثالثًا : ضعف مهارة القراءة
تُعد القراءة هي المهارة الأساسية لتطوير الدماغ لدى الأطفال خلال السنوات الأولى من التعليم، ووفقًا لإحدى الدراسات، يكون الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون في سن مبكرة أقل عرضة للقراءة.
وفقًا لدراسة في جامعة تكساس، يقضي ثلث الأطفال الذين نشأوا على مشاهدة التلفزيون بشكل مكثف ولم يتجاوزوا سن السادسة، وقتًا أقل في القراءة وأقل مهارة في القراءة بمفردهم.
مزايا مشاهدة الاطفال للتلفزيون
1 – يوفر التلفزيون سببا لقضاء الاسر بعض الوقت معا، و ان تعيين ساعات خصيصا لمشاهدة العائلة للتلفزيون، يشجع على التفاعل والمحادثة.
2 – يوفر التلفزيون العروض التعليمية حيث يتيح للأطفال فرصة الاتصال بالثقافات من كافة أنحاء العالم بطريقة جذابة، فالقنوات التعليمية مثل ديسكفري وقناة التاريخ يمكن أن يعرض الأطفال عالما وأماكنا لن يجدوها في الحياة اليومية.
التلفزيون يقدم مصدر إلهام، حيث يوجد شيء للجميع على مئات القنوات التلفزيونية المتاحة، وبالنسبة للأطفال، فإن المشاهدة المعتدلة للتلفزيون تساعد في تطوير الدماغ.
يساعد المتعلمون على تنمية اللغة الإنجليزية، ويستفيد الطلاب الذين يتعلمون اللغات من مشاهدة التلفزيون باللغة التي يفضلونها.
5 – يساعد التلفزيون في التواصل الاجتماعي، حيث أظهرت الأبحاث أن التلفزيون له فائدة اجتماعية للأطفال الذين يواجهون صعوبة في التواصل مع الآخرين، وأشارت الدراسات إلى أن البشر يستطيعون استخدام التكنولوجيا، مثل التلفزيون، لتجربة الانتماء لشيء ما أو فئة معينة في حالة عدم وجود انتماء حقيقي.
حذرت الدراسة من أن الأطفال الذين ينعزلون عن العائلة والأصدقاء قد ينتهزون فرصة التفاعل مع شخصيات تلفزيونية غير متكافئة، وللأشخاص الذين يعانون من حواجز جسدية ونفسية تجعل التفاعل الاجتماعي صعبا، فإن التلفزيون يوفر بعض الراحة.
الأثار السلبية على الاطفال
1 – السلوك العنيف يشاهد الطفل لامريكى ما يعادل 200 الف عمل عنف على شاشة التلفزيون قبل سن 18 سنة، وهذة الافعال تجعل الاطفال اكثر عدوانيا وعنفا.
غالبًا ما يفشل التلفزيون في إظهار عواقب السلوكيات العنيفة، وقد ينظر الناس إلى التسامح مع هذا النوع من السلوك عندما يرتكبه الرجل الجيد. ومن الممكن أن تسبب هذه العنف في الدراما الرعب والخوف والكوابيس لدى الأطفال
التلفزيون يعزز عادات الأكل غير الصحية والسمنة، حيث يشاهد الأطفال ما يعادل 15 إعلانا تجاريا للأغذية كل يوم، وتتميز هذه الإعلانات بالقيمة الغذائية المنخفضة، ولذلك يجب الانتباه للتغذية.
تشير الإعلانات التجارية إلى أن بعض الأطعمة تساعد على الشعور بالسعادة والهدوء، ويضيفون إلى ذلك أن الأطفال يشاهدون عادات الأكل الغير صحية في برامج التلفزيون المفضلة لديهم.
يتعرض الأطفال لمشاهدة السجائر والكحول والمخدرات على شاشات التلفزيون، على الرغم من حظر إعلانات التبغ، إلا أن الأطفال لا يزالون يشاهدون التدخين في البرامج التلفزيونية.
ووفقًا لما ذكره مركز لتسويق الكحول ودراسة الشباب، فإن الأطفال الذين يشاهدون خمس ساعات أو أكثر من التلفزيون يوميًا، هم أكثر عرضة للبدء في التدخين من الأطفال الذين يشاهدون أقل من ساعتين.
4 – تقديم المحتوى الممنوع في التلفزيون، حيث يعد واحدا من المصادر الرئيسية للمعلومات الخاصة بالبالغين للأطفال، وقد أظهرت الدراسات التي قدمت إلى الجمعيات الأكاديمية للأطفال في عام 2009 أن الأطفال الأصغر سنا يتعرضون لمحتوى مخصص للبالغين في التلفزيون والأفلام.
ثم يصبحون نشطين جنسيا في فترة المراهقة، وغالبا ما تجعل البرامج التلفزيونية السلوكيات الجنسية المحفوفة بالمخاطر تبدو باردة، مما يؤدي إلى فشلهم في معالجة عواقب حياتهم الحقيقية.