علاج السلوكيات الخاطئة عند الأطفال و المراهقين
توجد العديد من السلوكيات والتصرفات التي يمكن أن تكون مناسبة لفترة محددة في حياة الطفل والمراهق، وعلى الرغم من أنها تُعتبر غير طبيعية في بعض الأحيان، فإنها قد تكون مرضية للأعمار المتقدمة.
الكذب عند الأطفال و المراهقين : يتعمد الأطفال استخدام الكذب بعمر ٢-٤ سنوات عن طريق التلاعب باللغة، ويتعلمون ذلك قبل سن دخولهم المدرسة أثناء مراقبتهم لتصرفات الوالدين، وغالبا ما يكون الكذب الذي يستخدمه الأطفال في سن المدرسة محاولة منهم لتجنب الألم الذي ينتج عن فقدانهم لتقدير الذات.
ينجذب العديد من المراهقين إلى الكذب بسبب خوفهم من رفض الوالدين لأفعالهم، ولكن الكذب المزمن هو حالة تتضمن العديد من علامات السلوك التي تتعارض مع المجتمع، وتعتبر ظاهرة قوية تشير إلى وجود حالة نفسية مرضية لدى الفرد .
حينها الأمر يستدعي التدخل عندما يستعمل الكذب بصورة مستمرة للتعامل مع الخوف والصراعات مهما كان العمر أو المرحلة المتطورة للطفل , ويجب تدخل الوالدين في البداية بمواجهة طفلهما بما هو مقبول وذلك خلال رسالة واضحة المعالم ومليئة بالدعم والتعاطف لكون أن هؤلاء الأطفال أكثرعرضة من الناحية التطورية لحدوث خجل و إحراج لهما .
السرقة المرضية عند الأطفال والمراهقين : يقوم معظم الأطفال بسرقة شيء ما في بعض الأحيان، وتصبح هذه المشكلة عندما يتكرر الأمر عدة مرات مع تقدم عمر الطفل .
من المهم أن يقوم الوالدين بدعم الطفل في تجنب السرقة، عبر إجباره على إعادة المسروقات أو دفع مبلغ نقدي يعادل قيمتها أو تقديم خدمات مساعدة، دون الاستسلام للعملية السرقة .
الغياب أو الهروب من المدرسة لدى الأطفال و المراهقين : على عكس الأشكال السلوكية السابقة، الغياب عن المدرسة أو عدم الالتزام بالواجبات المدرسية أو الهروب من المدرسة لا يقبل في أي فئة عمرية، ويدل على وجود خلل في النظام المنزلي أو وجود مشاكل شخصية أو نفسية .
علاج السلوك العدواني السلبي : ينتشر السلوك العدواني السلبي بين الأطفال والمراهقين، وغالبا ما يعبر الأطفال عن العداء في سلوكهم بشكل غير مباشر من خلال التسويف أو المقارنات، وتشير هذه السلوكيات إلى نقص في التحصيل الأكاديمي .
لذا يجب تشجيع الوالدين على التخلص من هذا السلوك العدواني من خلال وضع حدود وقواعد صارمة بشأن الطفل، وترك التدخل النفسي للحالات الصعبة فقط .
اضطرابات التوصيل عند الأطفال: هي سلوك محدد يتميز بوجود أشكال سلوكية مختلفة ومتعددة، تعادي المجتمع، مثل كثرة السرقة والكذب والهروب من المدرسة وإهمال الواجب وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وإشعال النار والتعامل القاسي مع الحيوانات والسلب واستخدام الأسلحة النارية والبيضاء عندما يقاوم لصوص مسلحين، إضافة إلى القسوة الجسمانية مع الآخرين، ويجب التشخيص إذا استمرت هذه الأشكال السلوكية لمدة 6 أشهر على الأكثر، ويجب الحرص، فإن إشعال النار يستدعي تدخل الأهل، وفي أغلب الأحيان يحتاج تدخل أشخاص مختصين في أمور الصحة العقلية .
اضطراب التحدي و المعارضة عند الأطفال و المراهقين : يتميز اضطراب التحدي والمعارضة بسلوك أقل وطأة من اضطراب التوصيل الذي ذكر سابقا، حيث يتضمن مناقشات حادة وجدل تحدي للقوانين المعتادة في المجتمع، ويتميز بالاستمرار في لوم الآخرين بشكل دائم، ويتميز سلوكه بالحقد والكراهية وشدة الانتقام، ويستخدم لغة بذيئة باستمرار .
تم استخدام أساليب متعددة لمعالجة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السلوك العدواني واضطرابات التوصيل والتحدي والمعارضة، وتم تحقيق أكبر نجاح وضعت حدودا حاسمة للسلوك المدمر وغير المرغوب فيه، ولا ينصح عموما باستخدام العلاج الدوائي، حيث يصبح العلاج الدوائي والاستسقاء غير ملائمين لأولئك الذين يعانون من تلك الاضطرابات السلوكية الخطيرة .