الام والطفلالحمل

تأثير أدوية الصرع على الأجنة أثناء الحمل

توصل الباحثون إلى أن تعرض الأجنة لأدوية الصرع في الرحم يرتبط بنتائج اختبارات مدرسية أقل بشكل كبير بين هؤلاء الأطفال في سن السابعة .

تأثير أدوية الصرع خلال فترة الحمل على أداء الأطفال في سن المدرسة
في عام 1921، اكتشف الباحثون في مجموعة أبحاث الأمراض العصبية في كلية الطب بجامعة سوانسي أن تعرض الأطفال في الرحم لأدوية الصرع يرتبط بشكل كبير بنتائج ضعيفة في اختبارات المدارس عند بلوغهم سن 7 سنوات. ويوصي البحث الأخير المنشور في مجلة طب الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي بأن يكون للأمهات وعي كامل بمخاطر العلاج، ولكن يلزم تقييم الفائدة المرتبطة بضرورة التحكم الفعال في النوبات أثناء الحمل .

ينصح حاليا النساء المصابات بالصرع اللواتي يحتاجن إلى أدوية للسيطرة على نوباتهن بأن يستمرن في تناول الدواء أثناء الحمل. فالتشنجات قد تسبب ضررا للأم والجنين الذي لم يولد بعد. تشير الدراسات العديدة إلى أن أدوية الصرع، وخاصة بروات الصوديوم التي تؤخذ خلال الحمل، قد ترتبط بالاضطرابات العصبية في مرحلة النمو، ولكن قليلا جدا من هذه الدراسات تعتمد على السكان الفعليين (بيانات السكان) .

حول الدراسة
لمعالجة هذا استخدم الباحثون من مجموعة أبحاث الأمراض العصبية في كلية الطب بجامعة سوانسي، بيانات الرعاية الصحية التي تم جمعها بشكل روتيني من بنك المعلومات الآمن المجهول ( SAIL )، وبيانات اختبار المدرسة الوطنية ( المرحلة الأولى )، لمقارنة الأداء الأكاديمي للأطفال في سن 7 سنوات والذين ولدوا لأمهات مصابات بالصرع، وتحتوي SAIL على سجلات صحية للرعاية الصحية الأولية مجهولة المصدر تضم 80 في المائة من أطباء الأسرة في ويلز، أي ما يعادل 77 في المائة من سكان ويلز ( 2.3 مليون شخص ) .

ويقوم اختبار المرحلة الأولى ( KS1 ) بتقييم الرياضيات واللغة ( الإنجليزية / الويلزية ) والعلوم بين الأطفال في سن 7 سنوات، وسجلهم من المستويات 1 إلى 3، وكانت نتائج الاختبار متاحة لـ 440 طفلا تم تشخيص أمهاتهم بالصرع قبل حملهم من 2003 حتى 2008، وقد تم تقسيم أنماط الوصفة إلى خمس فئات : العلاج بعقار واحد ( كاربامازيبين، لاموتريجين أو فالبروات الصوديوم )، ومزيج من العديد من الأدوية، وعدم إعطاء أي عقار، وكان هناك عشرين ( 54 % ) من 39 أم، موصوف لها العديد من أدوية فالبروات الصوديوم، ولكن كان هناك 15 مجموعة مختلفة من الأدوية .

نتائج الدراسة
أظهرت النتائج أن الأطفال الذين يولدون للأمهات الذين تم إعطائهم دواء بالكاربامازبين أو لاموتريجين، أو لا شيء على الإطلاق، يؤدون مثل هؤلاء الذين يولدون لأمهات من نفس العمر ومستوى الحرمان، ولكن بدون صرع، لكن أولئك الذين تم وصف دواء فالبروات الصوديوم لأمهاتهم أثناء الحمل، كانوا أقل بنسبة 10.5 – 13 في المائة في جميع اختبارات KSI، من تلك الموجودة في مجموعة المقارنة، حيث أن الأطفال الذين ولدوا للأمهات الذين تم إعطائهم مجموعة من أدوية الصرع حققت نتائج أسوأ، وكانت درجاتهم أقل بنسبة 19-22 % أيضا .

يعترف الباحثون بأنهم غير قادرين على حساب بعض العوامل المؤثرة المحتملة، مثل معدل ذكاء الأمهات، أو وزن أو استهلاك الكحول، وجرعات أدوية الصرع المقررة، أو تناول حمض الفوليك أثناء الحمل، ولكن نتائجهم تعكس صدى الدراسات المستقلة الأخرى كما يفيد الباحثون .

البروفيسور مارك ريس أستاذ علم الأعصاب
قال البروفيسور مارك ريس أستاذ علم الأعصاب والأبحاث الجزيئية للأبحاث العصبية : ” في حين تسلط هذه الدراسة الضوء على مخاطر الآثار المعرفية لدى أطفال الأمهات الذين تناولوا فالبروات الصوديوم أو مجموعة ( أدوية مضادة للصرع ) أثناء الحمل، فمن المهم أن نعترف بأن بعض أمراض الصرع يصعب وجودها دون نظم العلاج هذه ” .

يترأس الدكتور أوين بيكريل فريق طب الأعصاب
أضاف الدكتور أوين بيكريل، رئيس فريق طب الأعصاب في SAIL، أنه ينبغي إبلاغ النساء المصابات بالصرع بهذا الخطر، ويجب مناقشة الأنظمة البديلة للعلاج قبل الحمل مع طبيب متخصص في الصرع .

تعليق الدكتور ريتشارد تشين
في تعليق متعلق بالدراسة، يؤكد الدكتور ريتشارد تشين من مركز موير ماكسويل للصرع في جامعة إدنبره على أهمية الدراسة التي تستند إلى البيانات السكانية. يمكن استخدام هذه المعلومات لتطوير استراتيجيات وقائية وتدخلية ولمساعدة النساء في فهم الآثار التي يمكن أن يكون لها علاج الصرع أثناء الحمل. من خلال توفير بيانات النتائج الوظيفية من دراستهم، قدم المؤلفون الآن معلومات ملموسة يمكن أن يستفيد منها الآباء المحتملون، ويجب أن تضاف إلى المعلومات المقدمة للنساء اللاتي يعانين من الصرع قبل الحمل .

المصدر : ساينس ديلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى