بم شبه النبي الصلوات الخمس ؟.. والحكمه من هذا التشبيه
تشبيه النبي الصلوات الخمس بالنهر الجاري
إن الصلاة هي أساس الدين وأساس بناء شخصية المسلم، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:” مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات”.
تشبيه الرسول صلى الله عليه وسلم للصلوات الخمس بالنهر المتدفق يعني أن الصلاة تقوم بمحو الذنوب وتنقية العبد من الخطايا، وتطهير النفس، وكلما أخطأ الإنسان فصلى غفر الله له ذنبه وتاب عليه وتقبله في صفوف المتوبين، لذلك فإن أفضل الخطأة هم الذين يتوبون.
الحكمة من تشبيه النبي الصلوات الخمس بالنهر الجاري
تتمثل الحكمة في التشبيه البليغ الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي وصف الصلاة بثلاث خصائص، حيث يتم التعبير عن كل منها بمعانٍ وأهدافٍ محددة، وتتمثل هذه الصفات في:
- الصلاة كالماء الجاري: وصف الصلاة بالماء الجاري يستبعد وجود الماء الراكد والعفن، حيث إن الماء الجاري دائما متجدد ومتغير، بينما يكون الماء الراكد مكانا للأوبئة، وبالتالي الماء الجاري هو مكان الطهارة.
- غمر: الحكمة من التشبيه والمقصد هنا هو أن الصلاة تغمر من يدخل فيها بمدى عميق، مثل النهر العميق المتدفق، حيث اختص النبي الكريم النهر العميق عن النهر الضحل الذي يحمل قليلًا من الماء، دلالة على الخير والنقاء، فالنهر الضحل الذي يحتوي على كمية قليلة من الماء يكون عكرًا عند اقترابه من الأرض، على عكس النهر العميق الذي يجري بمياه نقية شفافة.
- على باب أحدكم: يهدف هذا التشبيه البليغ إلى التعبير عن القرب والتوافد للخير دون الحاجة إلى تحمل تكلفة أو معاناة، فالصلوات الخمس هي أمر السير على طريق الخير والبركة الذي يحصده المؤمن بالتطهر وأن يأتي إلى ربه بقلب سليم، وبذلك يجد الخير والبركة والسعادة كنهر جارٍ مليء بالخير يغمره الإنسان بالتوبة والغفران والصحة والنشاط وكل ما هو خير.
فضائل الصلاة ف الدنيا
الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: `بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا`.
تعتبر الصلاة من أكثر العبادات حبا لله العز والجل وترتبط من خلالها العبد بربه، حيث يتوجه إليه بحاجاته ويشكره وينقى نفسه من الذنوب والخطايا، ويشير الله تعالى في سورة البقرة الآية 110 إلى ضرورة أداء الصلاة والزكاة وفعل الخيرات لأن الله سبحانه وتعالى يراقب أعمالنا ويجازينا عليها.
من فضائل الصلاة أنها تجعل العبد دائما طاهرا ومتطهرا، حيث إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب. فيقول الله تعالى في سورة النساء آية 43: `يا أيها الذين آمنوا، لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون، ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا، وإن كنتم مرضى أو على سفر، أو جاء أحد منكم من الغائط، أو لمستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم، إن الله كان عفوا غفورا`
وأكد الله التطهر بشدة، ووصف الوضوء بالتفصيل في سورة المائدة، حيث يقول عز وجل: “يا أيها الذين آمنوا، إذا قمتم لأداء الصلاة، فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإن كنتم جنبا فتطهروا، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء ولم تجدوا ماء، فتيمموا صعيدا طيبا وامسحوا به وجوهكم وأيديكم، ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج، ولكن يريد تطهيركم وإكمال نعمته عليكم، لعلكم تشكرون.
الصلاة نور يضيء للعبد ما دام حيا، فهي النجاة الوحيدة في الحياة الدنيا، وهي ملاذ الخاشعين المؤمنين. ويقول عز وجل في سورة البقرة آية 45 “واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين.
الصلاة هي الهداية التي يرشد الله بها العبد، وينجيه من وساوس الشيطان ووساوس نفسه. يستند ذلك إلى قول الله عز وجل في سورة التوبة: `إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين`.
الصلاة فرض لا جدال فيه، حيث توجد العديد من الآيات القرآنية التي تدعو إلى الصلاة وتؤكد على أهميتها وفضلها، وضرورة المحافظة عليها.
الصلاة تكفر الذنوب، وكلما صلى العبد تطهر من الذنوب وتطهرا، وكما أن كل من يسعى لأداء الصلاة يحصد الحسنات ويبعد بينه وبين الشيطان.
الصلاة تمنع الناس من قول المنكر وسوء الخلق، إذ يقول الله تعالى في سورة العنكبوت آية45″ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ”.
الصلاة تعد بركة في الحياة، حيث تجعل الناس مباركين ومتطهرين وتوابين، فالله يبارك في بيوت المصلين وفي نسلهم وفي كل ما لديهم من خير، وبالتالي، يضاعف الأجر والعطاء.
الصلاة تساعد الناس على الصبر وقبول القضاء والقدر، لأن القلوب التي تخشى الله وتتقيه، تعرف كيفية التحمل في شؤون الحياة. ولأن الله يربط القلوب الخاشعة بربطة، فالصبر والصلاة هما السلاحان للمؤمن ليعيش حياة مريحة، كما يقول الله تعالى في سورة الرعد “والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة، وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية، ويدرءون بالحسنة السيئة، أولئك لهم عقبى الدا.
الصلاة هي نشاط للجسد؛ فهي تحرك الجسم وتخلصه من الكسل والخمول، وعلى النحو نفسه، المشي في المناطق المفتوحة يعتبر رياضة مفيدة للجسم.
فضائل الصلاة في الاخرة
الصلاة هي ما ينقذ الإنسان في الآخرة، فمن تركها في الدنيا يعرض نفسه لعذاب القبر ومنعه من دخول الجنة، والصلاة هي النعمة التي تنقذ العبد يوم يلقى ربه، وتشفع له في الآخرة، وهي الضامن الأول لحسن الخاتمة وحب اللقاء بالله عز وجل.
يقول الله عز وجل في سورة النساء: `وإذا كنت في مجموعة من المؤمنين وقمت لهم بالصلاة، فليقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم. فإذا سجدوا، فليكونوا وراءكم. ولتأت طائفة أخرى لم تصل بعد، فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم.` ويعاود الذين كفروا لومكم إذا أهملتم أسلحتكم ومتعتكم ويتآمرون عليكم بمكيدة واحدة. ولا يكون عليكم إثم إذا كنتم مبتلين بالمطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم ولكن خذوا حيطتكم. إن الله قد أعد للكافرين عذابا مهينا.
الصلاة هي أول ما يتم استجواب المؤمن عنه في الآخرة، وفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: `أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن كانت الصلاة صالحة، فإن سائر أعماله صالحة، وإن كانت الصلاة فاسدة، فإن سائر أعماله فاسدة أيضًا`.
أهمية المحافظة على الصلاة
الصلاة فريضة مهمة على كل مؤمن، ويجب عليه أن يؤديها ولا يتجاهلها أبدًا، لأن من يتركها يترك أمرًا عظيمًا، وتكون ثقيلة على الكسلان والضعيف الإيمان والفاسقين والمنافقين، ولذلك قال بعض العلماء إن من ترك الصلاة فقد كفر، وقال بعضهم إنه فسق.
الصلاة لها أهمية وفوائد كبيرة للعبد نفسه، فهي تطهر الروح وتنقي العقل وتجعل الأشخاص أكثر نقاء وشعورا بالرضا والهدوء، فالرسول الكريم كان يقول `أرحنا بها يا بلال`، مما يدل على قيمة الصلاة وتأثيرها في قلب وروح المؤمن.
يعتبر راحة الإنسان في هذه الحياة مرتبطة بصلاتهم، لأن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي والفساد. فهي تحول دون الرشوة والفساد والقول الفاحش وعمل المنكرات، وتنقي النفس وتجعل القلب صافياً وراضياً وتقياً.
الصلاة تحمل قيمة اجتماعية عظيمة، حيث تجمع الناس في المساجد والساحات لأداء الصلاة وصلاة الجمعة وصلاة العيد، لتعزيز مبدأ التعاون والتراحم بين الناس، ودعم الفكرة الأساسية التي يرتكز عليها الدين الإسلامي الحنيف وهي التكافل.
يقول الله عز وجل في سورة الفتح “سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ”، فالصلاة تنير وجوه المصلين الذين يتوسّدون الأرض.