نبذة عن مدينة الناصرة
تُعتبر مدينة الناصرة أكبر مدينة عربية في إسرائيل، ويسكنها حاليًا مجموعة متنوعة من العرب من مختلف الأديان، بما في ذلك المسيحيين والمسلمين. تقع المدينة في منطقة الجليل في إسرائيل وتبعد حوالي 105 كم عن القدس.
تعد مدينة الناصرة واحدة من أبرز المعالم السياحية الرئيسية، بالإضافة إلى أنها تعد مكانا مقدسا للمسيحيين ومقصدا للحجاج الزائرين، الذين يعتقدون أنها موقع البشارة التي أعلن فيها رئيس الملائكة جبرائيل عن ولادة يسوع لمريم العذراء، وتعتقد أيضا أنها المكان الذي قضى فيه يسوع فترة المراهقة، ويقال أنه قد قام بأول معجزاته في قرية قانا القريبة.
معلومات عن مدينة الناصرة
- تحتوي مدينة الناصرة على العديد من المعالم الأثرية والتاريخية العريقة التي تعود إلى آلاف السنين.
- تشير الحفريات التي بدأت منذ عام 1955 إلى أن التلة التي توجد عليها كنيسة البشارة وكنيسة القديس يوسف كانت تضم سكاناً منذ عصر البطاركة.
- يقال إن يسوع عاش هنا حتى تعميده بواسطة يوحنا.
- كانت مدينة الناصرة موطنًا للمسيحيين، وتم احتلالها من قبل الفرس في عام 614 ميلادية، وتم تدميرها بالتعاون مع اليهود،وبعد ذلك تراجع عدد سكان الطائفة المسيحية فيها.
- استعاد البيزنطيون الناصرة ودمروا منازل السكان اليهود في الانتقام، وذلك في عام 629 ميلادية.
- تعرضت مدينة الناصرة للدمار في عام 1263 بيد بيبرس وجيش المماليك، ومنع المسيحيين من العيش في المدينة بعد ذلك حتى ألغي الحظر عام 1620 من قبل حاكم دروزي يدعى فخر الدين.
أهم المعالم السياحية في مدينة الناصرة
- كنيسة البشارة
تعد كنيسة البشارة الحالية واحدة من أهم الكنائس في العصر الحديث في إسرائيل، وتأتي على رأس قائمة الأماكن التي يجب زيارتها في الناصرة. تم بناء الكنيسة في عام 1969، ومع ذلك، تشير الأدلة الأثرية إلى وجود كنيسة سابقة في هذا الموقع. في القرن الرابع، قامت الإمبراطورة هيلانة (والدة قسطنطين الكبير الذي حكم العالم البيزنطي من عاصمته في اسطنبول الحديثة) ببناء كنيسة ثانية هنا، والتي دمرها الفرس عام 614 ميلادية. بعد ذلك، قام الصليبيون ببناء بازيليك مكون من ثلاثة ممرات، ولكنه تم هدمه مرة أخرى من قبل السلطان بيبرس.
ثم بقي المكان الذي كان يضم البازيليك خاليا حتى عام 1730، عندما حصل الفرنسيسكان على إذن لبناء كنيسة جديدة. تم هدم تلك الكنيسة في الخمسينيات من القرن الماضي ليتم تخصيص المساحة لبناء كنيسة أخرى. والكنيسة الحالية هي كنيسة بشارة، التي صممها المهندس المعماري الإيطالي جيوفاني موزيو. تم بناء خطة الكنيسة الحالية لتجسيد تاريخ جميع الكنائس التي وقفت في هذا الموقع. تم بناؤها على نمط الكنيسة الصليبية، والجدران الجانبية مبنية على الجزء العلوي من الجدران القديمة المتبقية.
يوجد في أرضية الكنيسة فتحة كبيرة على شكل مثمن تطل على الطابق السفلي والمباني القديمة تحتها، وتقع مغارة البشارة وبقايا الكنائس الأولى في هذه المنطقة فوق هذه الفتحة، ويمكن رؤيتها أيضا من خلال الكنيسة العلوية.
- مركز مريم الناصرة الدولي
يعد مركز مريم الناصرة الدولي من الأماكن الرئيسية في مدينة الناصرة، حيث يعرض عروضا للتوراة لتوثيق بعض المعتقدات المسيحية متعددة الوسائط، ومجموعة من الأفلام التي توضح حياة ماري، ويوجد حديقة كبيرة ذات مناظر طبيعية جميلة ومطعم لطيف يوفر إطلالات رائعة.
- كنيسة القديس يوسف
تقع كنيسة القديس يوسف بجوار كنيسة البشارة، وتم بناؤها في العام 1914، وتعد كنيسة يوسف صغيرة جدا وبسيطة، وتحتوي على بعض الزخارف الجدارية الحديثة التي تصور يوسف مع يسوع ونوافذ من الزجاج الملون، ويعد السبب الأساسي لزيارة هذا المكان هو رؤية الطابق الذي يوجد تحت الأرض أسفل الكنيسة الحديثة، إذ أدت أعمال التنقيب إلى تسليط الضوء على صهريج ومجموعة من حفر التخزين، والتي يعود تاريخها إلى أوائل القرن الأول الميلادي.
- دير السالزيان وكنيسة يسوع الشاب
تعتبر كنيسة يسوع المكان الأمثل للاستمتاع بإطلالات على الناصرة والمناطق الريفية المحيطة بها. تحتوي الكنيسة على طريق متعرج يؤدي إلى كنيسة السالزيان للشباب، وينصح بالمشي عبره. تم بناء الكنيسة في عام 1918 على الطراز القوطي الجديد من قبل المهندس المعماري الفرنسي لوسيان غوتييه. يقال أن هذا الموقع هو المكان الذي عاش فيه يسوع في فترة شبابه.
كانت المباني المحيطة بالأرض في الأساس تستخدم كملجأ للأيتام وكان يديرها الساليزيان الكاثوليك في الناصرة، لكنها حاليًا تستخدم كمدرسة مهنية من قبل النظام الديني. وتستضيف الكنيسة عروضًا موسيقية كلاسيكية منتظمة في المساء.
- كنيسة منسا كريستي
تتميز كنيسة الفرنسيسكان منسا كريستي (طاولة المسيح) المقببة في وسط المدينة بتصميم داخلي بسيط إلى حد ما، ولكنها تحتوي على لوح من الحجر بطول 3.6 متر وعرض ثلاثة أمتار يُعتقد أن المسيح القائم قد أكله مع تلاميذه، يعود تاريخها إلى عام 1861 وقد خضعت لتجديدات على نطاق واسع في السنوات الأخيرة.
بم تشتهر مدينة الناصرة؟
- رحلة نهارية إلى قانا (كفر كنا)
تتنافس قانا مع موقع آخر في جنوب لبنان على لقب المكان الذي أجرى فيه يسوع معجزته الأولى، وهي تحويل الماء إلى خمر. تقع قانا على بعد حوالي 8 كيلومترات شمال شرق الناصرة، وتضم مدينة قانا كنيسة فرنسيسكانية تكريسها عام 1883. يقول البعض إن الكنيسة بنيت فوق الموقع الذي حدثت فيه المعجزة، ويمكن للزوار رؤية جرة قديمة هناك، ويزعم أنها واحدة من الأواني الستة التي تم فيها تحويل الماء الخاص بتلك المعجزة.
تقع الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية المتداعية التي تم بناؤها في عام 1556 فوق موقع مسجد سابق، مقابل الكنيسة الفرنسيسكانية، وتحوي على برطمانين حجريين يُزعم أنهما شاركا في المعجزة، على الرغم من أنعمرهما قد لا يتجاوز 300 عام.
يوجد في الجانب الشمالي من قانا كنيسة نثنائيل التي تعود للفرنسيسكان، تم بناؤها في نهاية القرن التاسع عشر تكريما لنثنائيل قانا الذي كان يعارض يسوع في البداية، ولكنه بعد ذلك أسلم عليه باعتباره ابن الله (يوحنا 1)، وشهد أيضا ظهور المسيح للتلاميذ في بحيرة طبريا (يوحنا 2).
- استكشاف التاريخ في زيبوري
تعتبر بقايا زيبوري القديمة وجهة سياحية نهارية مفضلة لدى الكثيرين، حيث يبعد مسافة حوالي 7 كيلومترات عن المدينة. وقام الصليبيون ببناء قلعة وكنيسة خاصة بالقديسة حنة (والدة العذراء) في هذا المكان، وتجمع الجيش الصليبي في تسيبوري في 2 يوليو 1187 قبل مسيرتهم إلى حطيم، حيث تعرضوا لهزيمة مدمرة على يد صلاح الدين الأيوبي.
- جولات الحمام القديم
تم اكتشاف هذا الحمام الذي يعود تاريخه إلى العصر الروماني أثناء تجديد متجر الهدايا التذكارية الموجود في هذا المكان، ومن حينها قام أصحاب المتاجر بحفر الموقع بشكل جزئي وإجراء جولات إعلامية في الموقع للزوار، تستغرق جولة الحمام في كالدار يوم (غرفة البخار)، يعود تاريخ بقايا الحمام إلى القرن الأول الميلادي، لذلك يُطلق عليه اسم “حمام يسوع”، على الرغم من أنه من الواضح أنه لا يوجد دليل يدعم هذا التأكيد، إلا أنه لا يزال نموذج مثالي على حمام نموذجي منذ ذلك العصر.
- المسجد الأبيض
يعتبر المسجد الأبيض واحدًا من أبرز معالم مدينة الناصرة، حيث تم بناؤه في بداية القرن الثامن عشر على يد الشيخ الجليل عبد الله الفهيم، وظل يتابع أعمال بنائه حتى الانتهاء منه.
