ما هو المرض الذي قتل صلاح الدين
نبذة مختصرة عن صلاح الدين الأيوبي
يعتبر القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي، الذي يعد واحدا من أبطال العالم العربي من الأزل إلى الآن، محررا للمسجد الأقصى. وقد نشأ في عائلة حاكمة لها تاريخ عريق، حيث كان والده يوسف بن نجم الدين أيوب بن شادي حاكما لقلعة تكريت في العراق، ولكن بعد ولادة صلاح الدين بفترة وجيزة أجبر والده على الرحيل إلى الموصل، حيث استقر عند عماد الدين زنكي الذي أكرمه واستضافه لسنوات
وفي الواقع، صلاح الدين نشأ بنعمة وعاش حياة هانئة، وقد درس العلوم وحفظ القرآن والحديث، وتعلم أيضا فنون الفروسية والقتال. أصبح مولعا بالجهاد ومحاربة المشركين بسبب حمله السلاح في صغره. دوره الأهم كان في مقاومة الصليبيين، حيث قام بطردهم وتحرير الأراضي الإسلامية بعد أن تعرض العالم العربي للذل والاضطهاد جراء الهجمات الصليبية التي استمرت تسعة عقود وحكموا خلالها القدس. تجاوز صلاح الدين هذا التحدي المفاجئ بإصراره وشجاعته، وحرر المسجد الأقصى. يجدر بالذكر أن صلاح الدين قدر جهود الآخرين وأظهر احترامه للناس من حوله. تصدى لسكان القدس المسيحيين بلطف، ولم يرتكب أي أعمال وحشية تجاههم كما كانوا يفعلون بالمسلمين بعد اقتحامهم لبيت المقدس.
المرض الذي كان سبب في قتل صلاح الدين
توفي البطل صلاح الدين الأيوبي في القرن السادس الهجري عن عمر يناهز الـ 56 عامًا، ولقد تكاثرت الأقاويل على موته الذي جاء فجأةً، فالبعض يقول أنه تم اغتياله والبعض يقول أنه مات مريضًا، لكن في مؤتمر الطب التاريخي الذي يتم عقده سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية قام الخبراء بتسليط الضوء على سبب وفاة بعض الشخصيات التاريخية الشهيرة وكان منهم صلاح الدين أحد أهم الشخصيات التي كانت في القرون الوسطى.
ويقول الدكتور توم أسبريدج -أستاذ تاريخ العصور الوسطى بجامعة ماري كوين في لندن- «صلاح الدين شخصية بارزة لعبت دورًا كبيرًا ومحوريًا في تاريخ أوروبا والشرق الأوسط وهو أحد أهم القادة المسلمون في عصر الحروب الصليبية في العصور الوسطى، ولد بتكريت عام 1137 أو 1138م في أسرة مقاتلة وصاحب عمه القائد العسكري الكبير شيركوه في حملاتهم في مصر والشام، وبعد وفاة الأخير تقلد صلاح الدين الوزارة من قِبَل الخليفة الفاطمي وقام بقيادة الجيوش العربية والإسلامية في مصر والشام حتى قضى على الدولة الفاطمية في مصر، وفي عام 1193م توفى صلاح الدين بعد حُمّى استمرت لمدة أسبوعين عن عمر يناهز الـ 55 أو الـ 56 وحاول أتباعه انقاذه ولكن دون جدوى، فما سبب وفاة صلاح الدين؟
ولقد صرح الدكتور ستيفن جلوكمان -أستاذ الطب في جامعة بنسلفانيا: لا يمكن التأكيد بالضبط على المرض الذي أصاب صلاح الدين لعدم وجود معلومات تاريخية كافية حول هذا الموضوع، وكل احتمال للمرض هو احتمال مشكوك فيه، ويتم ذكر أن مدة مرضه كانت لمدة أسبوعين قبل وفاته
تاريخيا، ورد في بعض الروايات أن القائد صلاح الدين عانى من عدة أعراض، بما في ذلك فقدان الشهية والضعف وصعوبة الهضم، ورغم أن الطقس كان باردا ورطبا في ذلك اليوم، إلا أنه تجنب ارتداء سترة مبطنة التي كان يرتديها عادة في الأماكن العامة. وكان يبدو وكأنه يستيقظ من حلم، وفي المساء ازداد تلهفه وقبل منتصف الليل بقليل تعرض لحمى شديدة… وفي اليوم التالي، تفاقمت حماته ولكنه بدأ في التحسن بعد علاجها بطريقة غير معروفة، وبدأ في التفاهم مع رفاقه. ومع مرور الوقت، تفاقمت حالته وأصبحت أكثر خطورة، بالإضافة إلى الصداع المستمر والمتزايد، مما أدى إلى يأس رفاقه والحاضرين في محاولة إنقاذ حياته
اعتمد الدكتور جلوكمان على الرواية السابقة لتفسير أعراض صلاح الدين التي عانى منها. افترض أن مرض التيفويد هو الأقرب إلى تلك الأعراض، نظرا لأنه في العصور الوسطى، كان مرض التيفويد يؤدي إلى وفاة الشخص في غضون أسبوعين، مثلما حدث مع صلاح الدين. ولكن الدكتور ماكوباك رفض هذا التفسير بسبب عدم ورود معلومات عن آلام في البطن تعاني منها صلاح الدين، والتي تكون شائعة بين مرضى التيفويد، مما ينفي فرضية الدكتور جلوكمان.
: “على الرغم من إبطال فرضية صلاح الدين بأنه أصيب بالتيفويد، إلا أن ذلك لم يمنعه من محاولة إثباتها، حيث كان هذا المرض الأكثر شيوعا في ذلك الوقت. يمكن أن يحدث ذلك بسبب تناول بعض الأطعمة الملوثة أو شرب الماء الملوث ببكتيريا السالمونيلا. كما ذكر جلوكمان أن جميع الأمراض التي كانت شائعة في ذلك الوقت، مثل الجدري والطاعون والملاريا والسل، تؤدي إلى وفاة المصاب بشكل أسرع من التيفويد، مما يجعله المرض الأنسب لأعراض صلاح الدين. وبالطبع، لا يمكن مطابقة الأعراض تماما، وجميع العلاجات التي خضع لها صلاح الدين، مثل الحجامة والحقن، لم تكن كافية لشفائه من هذا المرض في ذلك الوقت
أين ولد صلاح الدين الأيوبي
ولد القائد الكردي البطل صلاح الدين الأيوبي في العراق عام 1137 ميلادية، وولد في بلدة قديمة تدعى تكريت بالقرب من مدينة بغداد، حيث كان والده يحكم قلعة هذه المدينة آنذاك، ولكنه أضطر والده لترك القلعة بعد أن تعرضت لهجوم، وانتقلوا إلى مدينة الموصل، حيث استقروا عند عماد الدين زنكي الذي استضافهم وحسن الضيافة
إنجازات صلاح الدين الأيوبي
يعلم الجميع الكثيرون أن أحد أهم إنجازات القائد صلاح الدين الأيوبي هي استرداد القدس من تحت يد الصليبيين، ولكن قبل تحقيق هذا النصر الكبير كانت هناك إنجازات أخرى أهم منه، ومن بين هذه الإنجازات:
- أظهر القائد صلاح الدين شديد الاهتمام بترسيخ فكرة الجهاد لدى المسلمين وتأصيلها بينهم، فأسس مدارسًا ومساجدًا لتحقيق هذا الهدف، الذي كان يتعين غرسه في النفوس قبل التعاون للقيام بالجهاد.
- قام القائد صلاح الدين بالتصدي للاشتباكات والخيانات التي تعرض لها الأيوبيون من الدولة الفاطمية، ولتحقيق النصر، قام بتوحيد صفوف المسلمين.
- قام صلاح الدين بمجهودات عظيمة في مصر بعد أنه عينه نور الدين زنكي وزيرًا بها فقد عمل صلاح الدين جاهدًا على نقل أهل من مصر من مذهب التشيّع الذي كان سائدًا بين أهل البلاد آنذاك في عهد الدولة الفاطمية، وقام بإرجاع المذهب السني فقام ببناء مدرستي الناصرية والكاملية في سبيل ذلك الغرض وقد كان له ما أراد.
- نجح صلاح الدين الأيوبي في هزيمة الصليبيين في معركة حطين، وبعد ذلك تمكن من تحرير القدس في عام 1187.
- حكم صلاح الدين على المدن المجاورة للمسجد الأقصى، ولم يكتف بالسيطرة على القدس فقط، ولكنه استولى على مدن أخرى مثل عكا وبيروت وصيدا ويافا وعسقلان ونابلس والناصرة.