بركان ايجن في أندونيسيا ” البركان الازرق “

ينفث بركان كواه إيجن الإندونيسي الحمم الزرقاء بفضل ارتفاع مستويات الكبريت بشكل غير معقول، لكن هذه الظاهرة الجميلة تكشف أيضا سرا عميقا. فالبراكين هي مركز الفولكلور والأساطير أينما تواجدت، وهذه الجبال المتفجرة التي تنفجر بشكل غير متوقع في شلالات من الحمم والرماد كانت مصدرا للخوف للبشر لقرون. وعلى الرغم من ذلك، هناك بركان واحد يتفوق على جميع البراكين الأخرى، وهو بركان إيجن الإندونيسي المعروف بالبركان الأزرق .

معلومات عن بركان ايجن

يتكون مجمع بركان ايجن في الطرف الشرقي لجاوة من مجموعة من البراكين الصغيرة التي تم إنشاؤها داخل كالديرا التي يبلغ عرضها 20 كم ، ويشكل جدار كالديرا الشمالي سلسلة من التلال البارزة ، ولكن في مكان آخر ، يتم دفن حافة كالديرا بواسطة براكين ما بعد كالديرا ، بما في ذلك غونونغ ميراي ستراتوفولكانو ، الذي يشكل نقطة ارتفاع 2799 مترًا من مجمع إيجين ، ومباشرة إلى الغرب من جبل ميرابي ، يوجد بركان كواه ايجن الشهير النشط تاريخياً ، والذي يحتوي على بحيرة فوهة حمضية بعرض حوالي 1 كم تقريبًا ، وتعتبر كواه إيجن الخلابة أكبر بحيرة عالية الحموضة في العالم وموقعًا لعمليات تعدين الكبريت الكثيفة العمالة ، والتي يتم فيها نقل سلال محملة بالكبريت من أرضية الحفرة ، وتوجد العديد من الأقماع والحفر التابعة للكالديرا داخل الكالديرا أو على طول حافتها .

سر الحمم الزرقاء وبركان إيجن

يعد بركان إيجن النشط جزءا من مجموعة براكين في بلدة بانيوانغ ريجنسي Banywang Regency في جاوة، ويقع هذا المجمع داخل فوهة إيجن، حيث يعتبر Stratovolcano Gunung Merapi الذي يشكل أعلى نقطة، ويعد هذا البركان واحدا من أغرب البراكين في العالم، حيث تظهر أنشطتها تحت الأرض على شكل نيران زرقاء ساطعة في الهواء، ويطلق عليها بعض الناس اسم النار الزرقاء الكهربائية، ومنذ ذكر هذا البركان على شاشة التلفزيون (ناشيونال جيوغرافيك على وجه الدقة)، زاد عدد السياح الذين يسافرون إلى جاوة الشرقية في إندونيسيا بشكل كبير، وتحدث ظاهرة اندلاع النار الزرقاء عندما تتفاعل غازات الكبريت في البركان مع درجة الحرارة التي تزيد عن 360 درجة مئوية .

يحتوي مجمع بركان إيجن على أعلى تراكيز الكبريت في العالم. وهذه المجموعة الكثيفة من الغاز، عندما تتفاعل مع الأكسجين وتضاء بواسطة الحمم الساخنة المنصهرة، تحترق باللون الأزرق. وعلى عكس البراكين العادية التي تظهر فيها حمم حمراء ساطعة في النهار، لا يمكن رؤية نيران بركان إيجن الزرقاء الحارقة إلا في الليل. ويقول المصور أوليفييه جرونيوالد: `رؤية هذه النيران في الليل غريبة وغير عادية` .

تاريخ بركان ايجن

منذ حوالي 300000 عام ، بدأ النشاط البركاني في هذه المنطقة في بناء بركان طبقي كبير يسمى ايجن القديم ، واليوم ، وعلى مدى آلاف السنين والثورات المتكررة ، تطور إلى ارتفاع حوالي 10000 قدم ، وأصبحت تدفقات الحمم البركانية ورواسب الحمم البركانية من ايجن القديم تتعدى بشكل مفرط الحجر الجيري الميوسيني .

تشكلت العديد من البراكين الصغيرة داخل كالديرا أولد آين خلال الخمسين عامًا الماضية وغطت حدودها الجنوبية والشرقية، ويغطي كواه إيجين جزءًا من الهامش الشرقي. وقد تحولت رواسب الحمم البركانية إلى تربة خصبة وغنية بعد آلاف السنين من التجوية، وتدعم الآن زراعة البن .

اللهب الأزرق وبحيرة الحمض الأزرق

يوجد بركان كواه إيجن في جزيرة جاوة في إندونيسيا، وهو واحد من أكثر الأحداث غير العادية على الأرض. توجد اثنتان من البحيرات في هذه المنطقة، الأولى هي بحيرة سلفاترا التي تنبعث منها غازات كبريتية ساخنة وقابلة للاشتعال. عندما تلتقي هذه الغازات بالأكسجين في الغلاف الجوي، تحترق بلهب أزرق كهربائي. يتكاثف بعض الغاز في الغلاف الجوي ليشكل تدفقات من الكبريت المنصهر الذي يحترق أيضا بلهب أزرق كهربائي. يكون من الصعب رؤية النيران خلال النهار، ولكنها تضيء المناظر الطبيعية في الليل .

البحيرة الثانية هو بحيرة كالديرا يبلغ عرضها كيلومتر واحد مليئة بالمياه الفيروزية الزرقاء ، ويرجع لون الماء نتيجة للحموضة الشديدة ، والتركيز العالي للمعادن الذائبة ، كما إنها أكبر بحيرة في العالم ذات درجة حموضة عالية مع درجة حموضة منخفضة تصل إلى 0.5 ، وسبب الحموضة هو تدفق المياه الحرارية المائية المشحونة بالغازات .

رواسب الكبريت في بركان ايجن

يحدث تدفق مستمر للغازات المحملة بالكبريت وينفجر من فتحات بركانية بجوار بحيرة سولفارا. تتحرك هذه الغازات الساخنة تحت الأرض بدون وجود أكسجين. إذا كانت درجة الحرارة الجوية كافية عند خروجها من أي فتحة، يشتعل الكبريت عندما يتفاعل مع الأكسجين في الهواء. غالبا ما تكون درجة الحرارة منخفضة بما فيه الكفاية لتكثيف الكبريت، ويتساقط على الأرض كمائع ويتدفق على مسافة قصيرة ثم يتصلب. يتكون من ذلك رواسب من الكبريت المعدني التي يقوم المنقبون المحليون بالتنقيب عنها ونقلها إلى مصفاة لتكرير السك .

يمكن ملاحظة العديد من خواص الكبريت في منجم الكبريت كواه إيجين، حيث يميل العنصر إلى تشكيل جزيئات متعددة الذرات مثل الشكل الدائري السائد أكتاسلفور، ويتغير شكل المركب بدقة عند درجات حرارة مختلفة، ودرجة انصهاره حوالي 115 درجة مئوية مع درجة غليان تبلغ 444 درجة مئوية، ويحدث تبخر كبير، والذي يشار إليه في كثير من الأحيان بشكل غير صحيح باسم التسامي، تحت درجة حرارة الغليان، ويميل الكبريت المنصهر إلى أن يصبح لونه أغمق مع زيادة درجة الحرارة، ومع تدفقات اللون البرتقالي غالبا ما تكون ظاهرة على خلفية رواسب الكبريت الصلبة الصفراء، ويمكن للكبريت أيضا أن يشتعل بنفسه عند درجات حرارة منخفضة تصل إلى 248 درجة مئوية، ويحترق بلهب أزرق عند تكوين غاز ثاني أكسيد الكبريت، ويمكن رؤية هذه النيران بوضوح في الليل في منجم الكبريت كواه إيجين، ويمكن رؤية عدة حقول صغيرة من لهب الكبريت في الجزء العلوي من المنطقة النشطة في سولفاتار .

تعدين الكبريت في بركان ايجن

يسير عمال المناجم في أعلى الجبل ثم ينزلقون في مسارات صخرية خطيرة أسفل الجدران الشاهقة في كالديرا ، ثم باستخدام قضبان الصلب ، يكسرون الكبريت من نتوء ، ويقومون بالعودة إلى المصفاة ، ثم يقوم عمال المناجم برحلة أو رحلتين يوميًا ويحملون ما يصل إلى 200 رطل من الكبريت ، ويعد تعدين الكبريت في كواه إيجن له العديد من المخاطر ، حيث تعتبر الطرق شديدة الانحدار وخطرة ، كما أن غازات الكبريت سامة ، وقد تسببت انبعاثات الغازات العرضية أو الانفجارات الفيزيائية في مقتل العديد من عمال المناجم .