الفلكلور السعودي
تتباين الثقافات بين شعوب العالم استنادا إلى تنوع البيئات التي ينتمون إليها. ومن هنا، نجد لكل بلد تقاليده وعاداته الخاصة المرتبطة بالبيئة المحيطة به. وتنتج هذه التنوعات الثقافية بين الشعوب. ومن بين التقاليد التي تميز كل بلد عن الآخر، يتم ذكر الفلكلور أو الفنون الشعبية. حيث يمتلك كل بلد فنونه الشعبية الخاصة التي يتميز بها شعبه. وفي المملكة، هناك الكثير من الفنون الشعبية التي تم توريثها من جيل إلى جيل، وتتميز بالروح العربية التقليدية التي تعكس تراث المملكة وتضيف إليها سحرا وطابعا خاصا. وفي مناطق المملكة، هناك العديد من الفنون الشعبية المتنوعة التي تعبر عن تاريخ المنطقة وشعبها، وتسرد قصصا تاريخية لتبرز الإنجازات والبطولات التي قام بها الأجداد على مر السنين .
سنقوم في مقالنا بتقديم ألوان الفنون الشعبية المتنوعة في كل منطقة من مناطق المملكة، لنتعرف على ماهيتها وخصائصها .
الرياض والقصيم :
واحدة من الفنون الشعبية المميزة في هاتين المنطقتين هي العرضة، وهي فن أو رقصة شعبية كانت مشهورة في نجد في العصور القديمة. كانت تسمى أيضا رقصة الحرب، وكانت تستخدم لإظهار القوة العسكرية قبل المعركة، وكان الهدف منها إرهاب الجيش العدو. كانت تعتمد في أداء العرضة على أدوات حربية مثل السيوف والخناجر والبنادق. يقوم الرجال بأداء القصيدة ويرفعون سيوفهم في الهواء، وفي الوسط يوجد مجموعة من الرجال يؤدون إيقاعات بالطبول، وتتكون من ثلاث ضربات على الطبل. في وسط الساحة، يوجد مجموعة من رجال السبحة الذين يتشكلون على شكل سبحة ويؤدون الرقصات على إيقاع الطبل. من المدن التي تشتهر بأداء هذا الفن هي الرياض ووادي الدواسر، وشقراء والزلفي وبريدة والخر .
بالإضافة إلى فن العرضة، اشتهرت منطقة الرياض والقصيم برقصة السامري، وهي رقصة شعبية مميزة يؤديها أهالي منطقة عنيزة في المنطقة الوسطى، وينقسم لون السامري إلى عدة فنون، منها سامر الدواسر الذي حظي بشهرة واسعة في المدن النجدية .
يعتبر فن “المجرور” من أشهر الفنون الفلكلورية في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث يتم تشكيل مجموعة من الرجال في صف واحد، ومقابلهم مجموعة أخرى في صف آخر، ويرتدون الملابس التقليدية الخاصة بالمنطقة، وهي عبارة عن ثوب الفال والمقصب والمحزم، ويمسكون بأيديهم طارات ويؤدون الأناشيد .يعتبر لون المزمار هو اللون الآخر الذي يشتهر به منطقة مكة والمدينة، ويتميز بإيقاعاته السريعة. وعادةً ما يتم تنفيذ الرقصة على صوت المزمار فيحفلات الأعراس، حيث يقف الرجال في صفين متقابلين ويحملون عصياً وطارات، ويؤدون الرقصة بتناغم وإيقاع مع صوت المزمار .
تشتهر مدينة ينبع بلون فلكلوري مميز هو الطرب الينبعاوي، وهو واحد من الفنون الشعبية الأصيلة. يقف مجموعة من الرجال وسطهم شخص يحمل آلة السمسمية ويؤدون الرقصة على أنغام الآلة، وتعبر هذه الرقصة عن الفضائل التي يتحلى بها أهالي المنطقة .
تشتهر نجران في لون شعبي خاص بها وهو ” عرضة الرزفة ” حيث يقف مجموعة من الرجال بأعداد متساوية على شكل صفين متقابلين وكل صف من الصفوف يمسك الرجال بعضهم البعض بالمكاتفة ويقف في كل صف شاعر منهم ويبدأ بالأزاهيج ثم يخرج اثنين من كل صف ويتبادلان في الأدوار بشكل منتظم ، وتستخدم في هذه اللوحة الفنية الجنابي والبنادق . وتشتهر كذلك بلون عرضة الزامل وهو لون يشتهر به أهالي نجران في حفلات الأعراس والمناسبات القبائلية ، ويستخدم في هذا اللون الجنابي والسيوف والبنادق والطبول ، وتتميز هذه الألوان بحماسها حيث يتم إشعال النار في وسط الساحة وسط إيقاعات صاخبة تعبر عن البيئة الجبلية التي تتميز بها المنطقة .
في عسير، توجد رقصة الخطوة التي يقوم بها الراقصون بشكل جماعي منتظم وسط إيقاعات الطبول وتنفذ بالخناجر والعصي .
الجوف والحدود الشمالية :
تشتهر منطقة الجوف والحدود الشمالية بلون ” الدحة ” وهو عبارة عن مجموعة من الرجال يقفون في صفين متقابلين يصدرون إيقاعات متناسقة بأقدامهم وأيديهم ، وهذا اللون الجميل يشبه لون ” الدبكة ” الذي يوجد في بلاد الشام ، ويرقصون الرجال باقدامهم على أصوات الة الربابة الساحرة وسط ألحان قصائدية لأجمل الأشعار .
تاريخ السعودية.. شهادة التوحيد وسيف العدل
تاريخ العملة السعودية بالصور