بحث كامل عن ظاهرة النينو مكتمل العناصر

مقدمة بحث عن ظاهرة النينيو

الظواهر المناخية المختلفة تؤثر في حياتنا بشكل أكبر مما نتصور. ومن بين هذه الظواهر التي انتشرت مؤخرا وزاد الحديث عنها هي التغيرات المناخية، والتي ترتبط بعدد من الظواهر المناخية وتتسبب في تأثيرات كبيرة على حياة البشر في كوكب الأرض، بدءا من الاقتصاد وصولا إلى الحياة الاجتماعية.

ترتبط التغيرات المناخية بظاهرة النينيو والنينيا التي تؤثر على درجة حرارة سطح البحر في وسط وشرق المحيط الهاديء.

النينيو والنينيا هما نمطان مناخيان متعارضان يشار إليهما بتذبذب جنوبي، ويمكن أن يؤثر كل منهما على الطقس وحرائق الغابات والنظم البيئية والاقتصادات على المستوى العالمي.

في ظروف المحيط الهادئ العادية، تهب الرياح التجارية من الغرب على طول خط الاستواء، وتحمل المياه الدافئة من أمريكا الجنوبية نحو آسيا، ثم ترتفع المياه الباردة من الأعماق لتحل محل المياه الدافئة على السطح، وهذه العملية تسمى الصعود إلى السطح.

لكن ظاهرة النينو والنينيا تؤديان إلى كسر عملية الصعود للمياه السطحية، حيث يؤديان إلى ارتفاع كبير في درجة حرارة المياه السطحية، أو انخفاض شديد، وتستمر نوبات النينيو والنينيا عادةً من تسعة إلى 12 شهرًا، ولكنقد تستمر في بعض الأحيان لسنوات.

تعريف ظاهرة النينو

تحدث ظاهرة النينيو عندما تنخفض قوة الرياح التجارية، مما يؤدي إلى تدفق المياه الدافئة نحو الساحل الغربي للأمريكتين، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط الهادئ السطحية بشكل غير طبيعي.

تعني كلمة نينيو بالإسبانية الولد الصغير، وتم لاحظت تلك الظاهرة لأول مرة من قبل الصيادين في أمريكا الجنوبية في القرن السابع، حيث لاحظوا أن الماء الدافئ يبقى في المحيط الهادئ لفترات أطول من المعتاد، وتصل ذروة تلك الظاهرة في شهر ديسمبر.

عاصفة النينو لا تضرب منطقة محددة في وقت محدد، بل تسبب مياه المحيط الهادئ الاستوائية الأكثر دفئا تغييرات في دوران الغلاف الجوي العالمي، مما يؤدي إلى مجموعة واسعة من التغييرات في الطقس العالمي.

لقد لاحظت هذه الظاهرة في مناطق أخرى غير المنطقة التقليدية في وسط وشرق المحيط الهادئ خلال العقدين الأخيرين .

متى تحدث ظاهرة النينيو

تحدث ظاهرة النينيو والنينيا بشكل دوري كل سنتين إلى سبع سنوات تقريبًا، ولكنها لا تحدث وفقًا لجدول زمني منتظم، وعمومًا تحدث ظاهرة النينيو بشكل أكثر تكرارًا من النينيا.

يتكرر ظهور ظاهرة النينيو كل عامين، وعادة ما تبدأ في الربيع وتصل إلى ذروتها في الفترة بين شهري ديسمبر ويناير، ثم تختفي بحلول شهر مايو من العام التالي.

أسباب حدوث ظاهرة النينو

لا يزال العلماء يحاولون فهم أسباب حدوث ظاهرة نينو، حيث أن هذه الظاهرة ليست متماثلة ولا يتبع الغلاف الجوي والمحيط نفس النمط من ظاهرة نينو لأخرى.

لتنبؤ بظاهرة النينيو، يراقب العلماء درجات الحرارة على ارتفاع 656 قدمًا (200 متر) فوق سطح المحيط، ويلاحظون التغيرات في درجات الحرارة من غرب المحيط الهادئ إلى شرقه، ومع ذلك، فقد لا تؤدي هذه الملاحظات دائمًا إلى توقعات صحيحة

 على سبيل المثال ، في ربيع عام 2014 ، حدث تيار قوي جدا من المياه الدافئة في المحيط الهادئ يطلق عليه اسم `موجة كلفن`، مما جعل بعض المتنبئين يتوقعون حدوث ظاهرة النينيو القوية في شتاء عام 2014 ، ومع ذلك، تلاشت توقعاتهم بسبب اختلاف الأحوال الجوية والرياح التجارية عن المعتاد، وفشلت التفاعلات بين الغلاف الجوي والمحيطات في التطور.

وعلى الرغم من أن ظاهرة النينو هي ظاهرة طبيعية تحدث بشكل مستقل عن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، فقد أظهرت بعض الدراسات أن احتمالية حدوثها تزداد كثافة وتكرارا مع ارتفاع درجة حرارة العالم.

اضرار ظاهرة النينو

بالرغم من أن اسم ظاهرة النينيو يعني الطفل الصغير، إلا أن تأثيرها ليس له علاقة بما يفعله الطفل الصغير، باستثناء أن تأثيرها يمكن أن يكون متناقضا بشدة. فهي تخلق مقصا قويا للرياح وتجعل الهواء أكثر استقرارا فوق المحيط الأطلسي، مما يجعل من الصعب على الأعاصير النشوء. ومع ذلك، فإن درجات حرارة المحيط الأكثر دفئا في شرق المحيط الهادئ تزيد من نشاط الأعاصير الاستوائية في تلك المناطق.

تؤدي تلك الظاهرة إلى زيادة هطول الأمطار في بعض المناطق وتسبب الجفاف في مناطق أخرى.

في عام 2015، أدى حدث النينو إلى ظهور أسوأ حالة ضباب في جنوب شرق آسيا على الإطلاق، وتسبب في جفاف الطقس في المنطقة، مما زاد من اندلاع حرائق الغابات في إندونيسيا بشدة ولفترة أطول.

تقدر البنك الدولي تكلفة الحرائق التي شهدتها إندونيسيا بأكثر من 16 ملياردولار أمريكي.

، وتشير الدراسات إلى أن التلوث يتسبب في وفاة 100 ألف شخص مبكرا في إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة.

في الأعوام 1982 و 1997 أيضا، تسببت تلك الظاهرة في القضاء على مجموعات الحيوانات الفريدة، مثل البطاريق الوحيدة في العالم التي تعيش على خط الاستواء على بعد 18000 كيلومتر في جزر غالاباغوس في الإكوادور.

وفي إفريقيا وشرق إفريقيا بما في ذلك كينيا وتنزانيا وحوض النيل الأبيض شهدت مواسم الأمطار الطويلة من مارس إلى مايو ظروفًا رطبة أكثر من المعتاد، كما أنها شهدت أيضًا موسم أكثر جفافاً من المعتاد من شهر ديسمبر إلى فبراير في جنوب وسط إفريقيا ، وخاصة في زامبيا وزيمبابوي وموزمبيق وبوتسوانا.

وتشير بعض الدراسات التاريخية إلى أن تلك الظاهرة كانت سبباً في اندثار بعض الثقافات الأمريكية الأصلية التي كانت موجودة في منطقة البيرو قبل وصول كولومبوس إليها.

وفقًا لبعض الدراسات، كانت تلك الظاهرة سببًا في ضعف إنتاج المحاصيل الزراعية في أوروبا بين عامي 1789م و1793م، مما أدى إلى انتشار الفقر ونقص الغذاء، وكان هذا الأمر سببًا في اندلاع الثورة الفرنسية.

لاحظ بعض العلماء أن حالات الجفاف التي ضربت كلًا من الهند وأستراليا في نهاية القرن التاسع عشر كانت نتيجة لتلك الظاهرة.

وكانت تلك الظاهرة هي السبب في وفاة حوالي 16% من أنظمة الشعاب المرجانية الموجودة في العالم عام 1998.

تم لاحظ انتشار القوارض في شمال تشيلي وعلى طول الصحراء الساحلية البيروية بعد حدوث ظاهرة النينو بين 1972 و 1973، كما شهدت المنطقة انخفاضًا حادًا في بعض الأنواع الأخرى مثل الدب الشمسي الملايو وبعض الأنواع الأخرى على المستوى البيئي.

حدث انخفاض مؤقت لأكثر من 100 نوع من الفراشات في الأراضي المنخفضة في غابات الأمازون المحترقة، والذي حدث أيضا بسبب ظاهرة النينيو.

خاتمة بحث عن ظاهرة النينو

كما ذكرنا في البحث فإن ظاهرة النينيو ظاهرة جوية تحدث على دورات غير منتظمة، ولا يمكن التنبؤ بها، لكن تأثيرها كبير وممتد، وكل تلك التأثيرات لها أيضًا آثارها الاقتصادية والاجتماعية المتنوعة في المناطق التي تتأثر بالننيو وهذا دليل على أهمية دراسة تلك الظاهرة بشكل أكثر تفصيلًا.