بحث كامل عن العقيدة الاسلامية
يمكن تعريف العقيدة الإسلامية بأنها المبادئ والأسس المتعلقة بالله سبحانه وتعالى ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والإيمان بالقدر وغيرها من المبادئ التي أوحى الله بها لرسله، وتشمل أيضا الإيمان بتلك المبادئ والتصديق عليها والإيمان بالكتب السماوية الثلاثة.
أركان العقيدة الإسلامية
قال الله سبحانه وتعالى : ” آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ”صدق الله العظيم، كما قال الله عز وجل ” لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ” صدق الله العظيم، والأيات الكريمة توضح أركان العقيدة الإسلامية والتي يجب الإيمان بها كاملة، وهذه الأركان كالتالي:
أول ركن من أركان العقيدة الإسلامية هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى وتوحيده، وأنه لا إله إلا هو. يجب أيضا الإيمان بعظمة الله وبأسمائه وصفاته الفريدة التي يتمتع بها، فهو الكامل والقادر بمفرده.
– يجب الإيمان بالملائكة، فهم مخلوقات صنعها الله لعبادته وتسبيحه والقيام بأوامره وحده، ولا يفعلون أي أشياء خاطئة. وذكر الله سبحانه وتعالى أسماء بعض الملائكة ووظائفهم في كتابه العزيز، بمن فيهم من كلف الله بإرسال الوحي للرسل ومن كلف بحمل العرش، ومنهم حراس الجنة وحراس النار، وملك الموت الذي يقبض الأرواح، والملك الذي ينفخ في الصور، وغيرهم من الملائكة.
يجب الإيمان بالكتب السماوية الثلاثة كما أنزلها الله، والإيمان بالأحكام والتشريعات التي تحتوي عليها، ويجب الالتزام بما تحث عليه والابتعاد عما تنهى عنه.
يجب على جميع المسلمين الإيمان بجميع الرسل والأنبياء، عليهم الصلاة والسلام أجمعين، والإيمان بمعجزاتهم، لأن الله سبحانه وتعالى أرسل رسولا لكل أمة ليدعوهم للتوحيد بالله ويهديهم إلى طريق الصلاح والهداية، وأرسل مع كل نبي معجزة ليصدق بها الناس، وأرسل الله مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام القرآن الكريم كمعجزة خاصة به.
من الأركان الأساسية في عقيدة الإسلام هو الإيمان باليوم الآخر وهو يوم القيامة والحساب، وفي هذا اليوم يقوم الله بإحياء الناس جميعا ليحاسب كل شخص على ما قام به في حياته ويحصل على الجزاء الذي يستحقه.
– لابد من الإيمان بالقدر خيره وشره، فالقدر بيد الله وكل شئ مكتوب في اللوح المحفوظ، ولا يمكن تغيير القدر الذي قدره الله سبحانه وتعالى، فلو أراد الله بك خيرا وكان العالم كله يريد الشر لك فلن يستطيعوا أذيتك، ولو أراد الناس جميعا الخير لك ولكن الله أراد لك أمر آخر فلا مانع لقدره ولا رد لقضاء الله.
أهمية العقيدة الإسلامية
يقول تعالى في كتابه العزيز في سورة الأنبياء الآية الخامسة والعشرين: `وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إلٰه إلا أنا فاعبدون`، وتعني هذه الآية أن الغرض من إرسال جميع الرسل هو الدعوة إلى العقيدة الصحيحة وهي التوحيد بالله سبحانه وتعالى.
في سورة الذاريات الآية 56، يقول الله تعالى: `وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَّا فَاعْبُدُونِ`، والهدف من خلق الإنسان وإرسال الأنبياء هو توحيد الله وعبادته وحده.
– لا يتم قبول أي عمل من أعمال العبد إذا لم يحقق توحيد العبد لربه أو لم يؤمن بأحد أركان عقيدة الإسلام.
إيمانك بعقيدة الإسلام الصحيحة بكل أساسياتها يضمن لك النجاة من عذاب الآخرة ودخول الجنة والنجاة من عذاب النار.
تحدد العقيدة الإسلامية وتوضح العلاقة بين العبد وربه.
الإيمان بالله وتوحيده يضمن لنا السعادة في الدنيا والشعور بالطمئنينة والراحة، وللمؤمن لا يحتاج إلى أي شيء من أي شخص غير الله، لأنه يعلم أن الله وحده من يستطيع أن يقضي له حاجتهاده، وهو القادر الوحيد على معرفة احتياجاته وإرضائها.
يمكن للعقيدة الصحية وحدها أن تجيب عن جميع التساؤلات التي يمكن أن تخطر ببال أي شخص، حيث توضح بداية الخلق ونهايته، وتوضح صفات الخالق العزيز الجليل وتوضح مفهوم القضاء والقدر، وغيرها من التساؤلات التي يمكن أن تخطر ببال أي شخص.
– قال صلى الله عليه وسلم-: لا يزال بعض أتباع ديني ظاهرين على الحق، ولا يضرهم الذين خذلوهم حتى يأتي أمر الله، وهم مثل ذلك. يصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك، الالتزام بالعقيدة الإسلامية الصحيحة هو المفتاح للفوز في الدنيا والآخرة، لأنه يجلب الطمأنينة في الدنيا ويدخل صاحبه الجنة في الآخرة.
العقيدة الصحيحة تحمي الشخص من الوقوع في الخطأ وتحرسه من ارتكاب أي معصية.