بحث عن غزوة بدر
يطلق على غزوة بدر أيضا يوم الفرقان ويوم القتال، وقعت في السنة الثالثة من الهجرة في السابع عشر من رمضان، حيث كانت بين المسلمين بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم وقريش وأتباعهم بقيادة المخزومي عمرو بن هشام، وتعد غزوة بدر من أولى الغزوات التي وقعت في الإسلام، وهي أيضا إحدى المعارك الفاصلة وسميت بدر نسبة إلى المكان الذي وقعت فيه الغزوة، وهذه المنطقة بها بئر مشهور يقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
أسباب غزوة بدر
كان المسلمين يتلقون من المشركين معاملة وحشية و عذاب بشتى الأنواع دون أي شفقة، وتم مصادرة أموال المسلمين والاستيلاء على حقوقهم و سرقتها، مما أدى إلى هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة، فبعد كل هذا العذاب قرر النبي الانتقام من المشركين لكي يرد إلى المسلمين حقوقهم الذين سلبوها المشركين، و عندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم قافلة أبي سفيان قرر مهاجمتها، لكي يرد إلى المسلمين حقوقهم وكانت القافلة تقدر بخمسين ألف درهم، لكن هذه الخطة لم تنجح لأن أبا سفيان علم بها فأخبر قريشا بنية النبي وقام بتغير سير القافلة، وقامت قريش بتجهيز جيش بقيادة عمرو بن هشام لمقاتلة المسلمين، بسبب جرأتهم على أخذ أموالهم وكان الجيش يقدر بثلاث أضعاف جيش المسلمين.
سير المعركة
تولي النبي صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش وتنظيمه بنفسه، فقام بتقسيم الجيش إلى صفوف في ناحية الغرب، وكان هذا أسلوب و طريقة جديدة عند المسلمين و العرب، حيث أراد النبي صل الله عليه و سلم بأن تكون الشمس ناحية ظهورهم، لكي تستقبل المشركين وتكون في أعينهم و تشوش الرؤية لديهم، و عندما وصل المشركين كانوا يريدون شرب المياه لكن المسلمين سيطروا عليهم حيث خرج ثلاثة من الأنصار للمبارزة، وهم حمزة بن عبد المطلب و علي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث، لكن المشركين لم يكونوا على استعداد لمبارزته وطلبوا العون من أبناء عمومتهم، قام حمزة و علي بقتل خصومهم من المشركين، بينما عبيدة بن الحارث قد أصاب بجرح كبير وتم سحبه خارج المعركة لكنه استشهد في اشتباك الجمعان.
مبدأ الشورى
أهم ما جاء في غزوة بدر يمكن الاستفادة منه هو مبدأ الشورى، فهو أمر أساسي من مبادئ الشريعة الإسلامية و أصل من أصول الحكم، فقد استشار النبي صل الله عليه وسلم أصحابه في الغزوة، و هو النبي المؤيد بالوحي من الله فقد استشارهم أول مرة عند ملاحقة القافلة، و استشارهم مرة عندما علم أن قريشا خرجت للدفاع عن أموالها، ومرة أخرى عندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أخذ أفضل المنازل في بدر، كما استشارهم في موضوع الأسرى وكان هذا كله لتعليم الأمة مبدأ الشورى، وتداول الأفكار بين المسلمين و مناقشتها و إعطاء حلول لها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي بمبدأ المساواة بين القادة و الجنود و كان يشارك أصحابه في كل شيء.
نتائج غزوة بدر
و على الرغم من قلة عدد المسلمين حيث كان عدد المشركين ثلاثة أضعافهم، إلا أن المسلمين استطاعوا بعون من الله أن ينتصروا عليهم و تم قتل قائد المعركة عمرو بن هشام، و تم قتل من المشركين سبعين رجلا بينهم تم استشهاد أربعة عشر رجلا من المسلمين، إضافة إلى هذا استطاع المسلمون وأسر سبعين رجلا من المشركين، و قد على شأن المسلمين و كبرت أوضاعهم الاقتصادية بسبب الغنائم التي تم الحصول عليها بعد انتهاء المعركة، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعلم كل أسير من المشركين عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، و بهذا يكون فائدة علمية من المعركة و لم يأمر النبي بتعذيب الأسرى.
أهم الدروس المستفادة من غزوة بدر
تعتبر غزوة بدر الكبرى درسا في الإيمان بالله والاعتماد عليه، وتبني مبدأ الشورى في جميع الأمور وعدم تقديم الرأي الشخصي. كما تعلمنا أن القلة المؤمنة بالله قادرة على الانتصار على القلة الكافرة، وأنه من حق المسلمين استعادة حقوقهم وأموالهم التي نهبت منهم بلا حق من قبل الكفار. كما أظهرت غزوة بدر حب الصحابة وطاعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وتواضع وعدل النبي في التعامل معهم، وأهمية توحيد قيادة المسلمين، وأن التماسك في الدين والعقيدة ومبدأ الولاء والبراء أفضل من القرابة القريبة.