بحث عن ظاهرة التسول
لا وجود لظاهرة التسول في مكان محدد، وإنما هي ظاهرة منتشرة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البلدان الغنية والفقيرة، حيث يقوم المتسولون بطلب المال أو المساعدة من الناس في الأماكن العامة باستخدام وسائل مختلفة لجلب التعاطف، مثل الوقوف في الشوارع والأزقة وأمام المحلات التجارية، وعلى الرغم من محاولات الدولة في الحد من هذه الظاهرة، إلا أنها لا تزال موجودة.
أسباب التسول
الأغلبية بسبب الفقر فهم لا يتمكنون من فرص عمل لإعالة ذويهم، كما أنهم لا يمتلكون أبسط مقومات الحياة المتوفرة لدينا، فلا يجدون أمامهم إلا التسول لتوفير طعام يكفي ذويهم ليوم واحد على الأقل، و إذا كان هذا هو سبب التسول في الدولة مسئولة عنهم، و عليها توفير العمل و الوظائف للمحتاجين بكل مختلف أعمارهم، كما يكون التسول بسبب المرض و هم لا يستطيعون توفير العلاج، بسبب أن تكلفة العلاج تفوق قدراتهم المادية لكن بعض المتسولون يدعون المرض، وتكون معهم وثائق طبية مزورة لجلب شفقة الناس بها، لكن بعض المرضى بالفعل يحتاجون إلى أموال لسد حاجة علاجهم .
يعتبر الكثير من الأشخاص أن التسول ليس مشكلة أو عارا على المجتمع والأفراد. يرونه كعملهم الذي يتطلب قليلا من الإذلال وتجاهل كرامة الأفراد. ومع ذلك، هذا الاعتقاد خاطئ ويتعارض مع القيم الأخلاقية التي ينبغي أن يتحلى بها المجتمع. وهذه القيم من المفترض أن يعتز بها المجتمع. بعض المتسولين اتخذوا هذه المهنة وراثة من آبائهم، حيث يعمل أفراد العائلة بأكملها في التسول، مما يجعلهم لا يرون فيها عيبا. لذا، يمكن رؤية الأشخاص يتسولون في الأماكن العامة دون تردد أو شعور بالإحراج. في هذه الحالة، يصبح حل التسول أكثر تعقيدا، لأن الشخص المتسول مقتنع بالفعل بالتسول بغض النظر عن الأسباب. وبالنسبة للمتسول الذي يعاني من الحاجة المادية الفعلية، يمكنك منعه من التسول من خلال توفير المال له أو تقديم العلاج. أما المتسول الذي يعتبر التسول وراثة، فإنه مقتنع بالفكرة وسيكون من الصعب إقناعه بترك التسول.
طرق و أنواع التسول
يكون التسول أنواع فتجد تسول مباشر و هو طلب المتسول المال مباشرة، و يكون المتسول فيه يمد يده للمارة ويمكنه إظهار عاهة، أو ارتداء ملابس قديمة متسخة و ممزقة هذا لجلب شفقة الناس، أو يمكنه جلب التعاطف عن طريق ترديد عبارات معينة مثل الدعاء، و غيرها من الوسائل التي يتم استخدامها في التسول، و التسول غير المباشر أو يسمي هذا الشخص بالمقنع، فتجده يبيع سلع بسيطة و رمزية ، مثل بيع مناديل أو مسح زجاج سيارات و يجلب شفقتك بظروفه المادية و يطلب منك المساعدة بالشراء منه، كما يوجد نوع من التسول و هو الإجباري، ويتم فيه إجبار الشخص على التسول، كما يحدث مع الأطفال الذين يتم خطفهم من أجل التسول، أو حتى أبناء المتسولين يجبرون على هذا الفعل.
وفي مواسم معينة، مثل شهر رمضان والأعياد، يزداد عدد الأشخاص الذين يتسولون، لأنها تعتبر أبوابا لكسب الرزق بالنسبة لهم. كما يوجد نوع آخر من التسول وهو التسول الاختياري، حيث يسعى الشخص المتسول فيه لكسب المال فقط، ويمكن أن يكون هذا الشخص قادرا على العمل ولكنه يفضل التسول. وبالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون العمل، مثل المرضى أو المعاقين، فإن التسول يمثل لهم الوسيلة الوحيدة للحصول على الرزق. ولكن التسول الجانح هو الأخطر، حيث يرتبط بأفعال إجرامية مثل السرقة، ويستخدم المتسول ذلك كستار لتسهيل عملياته الإجرامية.
علاج التسول
حث الأفراد وتشجيعهم على العمل بدلا من اللجوء إلى التسول، ويجب أيضا كفالة الأيتام ورعايتهم في دور الرعاية، وتوعية الأشخاص بمخاطر التسول وعقوبته، وتأثيره السلبي على المجتمع، ويجب أيضا توعية الوالدين لتشجيع أبنائهم على تجنب هذه الظاهرة. ومن بين الإجراءات لمعالجة ظاهرة التسول هو دراسة الأسباب التي أدت إلى التسول وطرح حلول للحد منها والتوعية للقضاء عليها، ومن مهام الشرطة المشاركة في القبض على المتسولين، ودعم ومساعدة الجمعيات الخيرية بالمساعدات النقدية لكي يتم تأمين احتياجات المحتاجين وإبعادهم عن ظاهرة التسول.