بحوث للطلابتعليم

بحث عن تاريخ التصنيف

علم التصنيف هو تخصص من تخصصات علم الأحياء، وهو طريقة لتحديد الكائنات الحية المختلفة وتصنيفها إلى فئات وتسميتها، وباستخدامه يتم تصنيف جميع الكائنات الحية، سواء كانت حية أو منقرضة، إلى مجموعات بخصائص متشابهة وإعطائها اسما علميا ووصفا. وتأتي كلمة “تصنيف” (بالإنجليزية: Taxonomy) من الكلمتين الإغريقيتين؛ الأولى (taxis) وتعني ترتيب، والثانية (nomos) وتعني علم. والعلاقة بين علم التصنيف وعلوم الأحياء الأخرى تعد مثالا على التكامل بين العلوم، حيث يحتاج علماء الأحياء إلى وصف وتسمية جميع الكائنات الحية التي يدرسونها، وبالمقابل يستفيد علم التصنيف من بعض تخصصات علم الأحياء مثل علم الوراثة وعلم وظائف الأعضاء وعلم البيئة وعلم التشريح .

جدول المحتويات

تاريخ التصنيف

على الرغم من أن العلم تطور منذ قدمه، فإن المعرفة التصنيفية لا تزال غير مكتملة، حيث قام علماء التصنيف خلال الـ 250 سنة الماضية بتسمية حوالي 1.78 مليون نوع من الحيوانات والنباتات والكائنات الدقيقة، ومع ذلك، فإن العدد الإجمالي للأنواع التي لم يتم تحديدها قد يصل إلى 5-30 مليون نوع .

لتصنيف الكائن الحي بشكل صحيح، يحتاج إلى معرفة كبيرة عنه، إذ أن معرفتنا عن العالم من حولنا ازدادت بشكل كبير خلال الـ200 عام الماضية، ومع التقدم التكنولوجي الحديث، تحسنت قدرتنا على فهم العلاقات بين الكائنات الحية بشكل كبير .

تصنيف أرسطو

كان أرسطو أول من اهتم بعلم التصنيف، والذي اخترع علم المنطق. كان اليونانيون على اتصال دائم مع البحر والحياة البحرية، ويبدو أن أرسطو درسها بشكل مكثف أثناء إقامته في جزيرة ليسبوس. في كتاباته، وصف مجموعات طبيعية كثيرة، وعلى الرغم من تصنيفها من البسيط إلى المعقد، إلا أن تصنيفه لم يكن متقدما. مع ذلك، كان في ذلك الوقت متقدما بكثير، حيث قسم الحيوانات اللافقارية إلى مجموعات مختلفة وأدرك أن الحيتان والدلافين وخنازير البحر تشترك في صفات ثديية وليست أسماكا. ونظرا لعدم توفر المجهر في ذلك الوقت، فإنه بالطبع لم يتعامل مع أشكال الحياة الدقيقة.

لقد راقب أرسطو العالم بعناية من حوله ، فكون تصنيفا هرميا للكائنات الحية ، وأسماه “سلم الطبيعة” ، ولقد سيطرت طريقة أرسطو في التصنيف حتى القرن التاسع عشر ، ولقد كان أرسطو شديد البصيرة في الطريقة التي صنف بها الكائنات الحية حتى أنه لا تزال تستخدم العديد من فئاته حتى اليوم ، أي بعد 2300 عام .

تنقيح التصنيف القديم

لسنوات عديدة ، لم يكن هناك طريقة ثابتة لتسمية الكائنات الحية ، فكان لكل عالم أسلوبه الخاص في التسمية على أساس خصائص الكائنات الحية التي كان يعتقد أنها الأكثر أهمية ، و بما أن اللغة اللاتينية هي لغة العلماء ، فإن معظم الكائنات الحية أعطيت اسماء وصفية طويلة ، وتحسن الوضع بشكل كبير عندما بدأ عالم نبات سويسري اسمه Gaspard Bauhin في جعل أسماء النباتات أقل وصفية ، فقد قرر أن الأسماء يجب أن تكون قصيرة وعشوائية طالما كانت فريدة من نوعها .

تصنييف لينيوس

كارل فون لينيه والذي يعد كأب للعلم الحديث ، و الشكل اللاتيني لاسمه: كارولوس لينيوس ، كان لينيوس عالم النبات السويدي الذي عاش في القرن الـ 18 قد قام بمجهود ضخم لإنشاء نظام موحد لتسمية جميع الكائنات الحية ، وقد أنشأ تصنيفًا هرميًا للكائنات الحية ذو 6 مستويات ، وقام لينياس بتسمية وتصنيف 4.400 نوع من الحيوانات و7700 نوع من النباتات .

مساهمة داروين ومندل في التصنيف

في تلك الحقبة ظهرت نظرية داروين للتطور التي اختلفت جذرياً عن الطريقة التي رأى بها معظم الناس العالم، وعلى الرغم من أن نظرية داروين لم تغير التصنيفات الموجودة على الفور، إلا أنها غيرت بشكل جذري أهمية التصنيف .

في نفس الوقت تقريبا، كان الراهب غريغور مندل يبذل جهودا لفهم كيفية نقل الصفات الوراثية من جيل إلى آخر، على الرغم من أنه لم يكن يعرف بعد عن الحمض النووي. كان يعلم فقط أن هناك كيانا داخل خلايا التناسل يحمل الصفات الوراثية ويتم نقله من الآباء والأمهات إلى الأجيال اللاحقة، وأنه يمكن التنبؤ بوجود هذا الكيان في الكائنات الحية الجديدة .

فيما يتعلق بالتصنيف، يستخدم العلماء في النهاية التسلسل الجيني لتحديد مدى ارتباط نوعين مختلفين من الكائنات الحية بشكل تطوري .

التصنيف الحديث

مع تطور العلم واختراع المجهر والميكروسكوب، زادت المعرفة وتم اكتشاف كائنات جديدة، وتم إضافة مملكتين جديدتين للتصنيف، وفي منتصف التسعينيات، تمت إضافة مستوى جديد تماما للتسلسل الهرمي في القمة .

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى