بحث عن الفلسفات الشرقية والغربية والتطبيقية
تتنوع الفلسفات وتختلف بحسب البيئة التي نشأت فيها والتراث الفكري والإنساني الذي تم اعتماده من قبل الفلاسفة. فالفلسفة، على الرغم من تأثيرها على العادات والتقاليد ونقدها للباطل ودعمها للحق، تتأثر أيضا بعادات وتقاليد الشعوب وأفكارهم وتراثهم. فيما يلي لمحة عامة حول الفلسفات الشرقية والغربية والفلسفة التطبيقية.
الفلسفة الشرقية
الفلسفة الشرقية تعبر عن تلك المفاهيم والمصطلحات التي شاعت في منطقة الشرق الأوسط وما تضمه من شمال أفريقيا وآسيا، وقد كانت تلك الفلسفات تضم بين طياتها ثقافات واسعة أوضحت الكثير من المتغيرات لدى الشعوب، وأثرت كثيرًا في سير الثقافة العالمية، ومن أشهر فلاسفة الشرق، ابن رشد، ابن خلدون، ابن سينا، الفارابي والمختار بن باب، وتعتبر الفلسفة الهندية هي أكثر الفلسفات الشرقية قربًا وتشابهًا مع الفلسفة الغربية في تفكيرها ونظرتها للواقع وتقييمها لمختلف الأمور.
ولكن بغض النظر عن التشابه بين تلك الفلسفات، فإنها تظل مختلفة تماما عن بعضها في جميع الحالات. على سبيل المثال، يمكننا أن نجد أن الفلسفة الهندية القديمة أكدت على اتباع تعاليم المدارس التقليدية أو النصوص القديمة بدلا من آراء الفلاسفة الفردية. وذلك لأن معظم الذين كتبوا في مجال الفلسفة كانوا مجهولين أو أسماؤهم ليست بهذا القدر من الشهرة. بينما في الغرب، احتل الفلاسفة مركز الاحترام والتبجيل، وسعت المدارس لتعليم الطلاب والتلاميذ أقوال وأفكار الفلاسفة القدماء.
الفلسفة الغربية
تعتبر الفلسفة الغربية أحد أبرز الفلسفات في العالم، وقد بدأت انتشارها في الغرب من اليونان، واستمرت إلى الوقت الحاضر بهذا الثق الفكري، ومن أشهر الفلاسفة الذين أثروا الغرب بل والعالم أجمع بفلسفاتهم سقراط، أفلاطون، أرسطو، فيج فيتغينشتاين، مارتن هايدجر، هانز جورج غادامير، جين بول سارتر، سايمون دي بوفوار، ألبرت كامو وكوين، دونالد ديفيدسن، دانيال دينيت، جيري فودور، يورجن هابرماس، ساول كريبكي، توماس كون، توماس نايجل، مارثا نوسباوم، ريتشارد رورتي، هيلاري بوتنم، جون راولز.
يتم تصنيف الفلسفة الغربية وتقسيمها أحيانا إلى عدة فروع تختلف في دراستها، ويستند ذلك إلى نوع الأسئلة التي تطرحها العقول، ومن أشهر وأهم أنواع الفلسفة المتداولة هي الميتافيزيقا التي تسمى أيضا فلسفة ما وراء الطبيعة، ونظرية المعرفة، وفلسفة الأخلاق، وعلم الجمال، وغيرها من المضامين الفلسفية مثل المنطق وفلسفة العقل وفلسفة اللغة والفلسفة السياسية، وكلها مترابطة وتتفاعل لتنتج لنا مخزونا فكريا معقدا شديد الأهمية والذي أثر في حياة الشعوب وتطوراتهم.
الفلسفة التطبيقية
على الرغم من أن الفلسفة تعتبر علما نظريا بحتا يستند إلى الفكر والمعتقدات، إلا أنها لم تتجاهل الواقع ولم تعمل في عزلة عنه يوما. بل على العكس، هناك العديد من الفلسفات المرتبطة ارتباطا وثيقا بالواقع وحياة الشعوب، وقد ساهمت الفلسفات التطبيقية في تنظيم العلاقات العامة والقانونية والعلمية وغيرها. ومن بين تلك الفلسفات التطبيقية المهمة ما يلي
1- الفلسفة السياسية: هذه هي الفلسفة التي تهتم بواقع الشعوب وعلاقتهم بالحكام، وآلية الحكم وتوزيع الثروات وتبرير تصرفات الحاكم والمحكوم، ويعتبر من بين أهم فلاسفة السياسة كونفوشيوس، كاوتيليا، سن تزو، جون لوك، جان جاك روسو، كارل ماركس، جون ستيوارت ميل، المهاتما غاندي، روبرت نوزيك، وجون راولز.
2- فلسفة التعليم: في العصور الوسطى، انتشرت فلسفة التعليم بشكل كبير؛ حيث تولى الفلاسفة مهمة تعليم النشء ونشر الوعي والفكر، وتربية الأجيال بتربية ثقافية صالحة، ويعتبر “جون ديوي” واحدا من أبرز قادة التعليم التقدمي الذي ترك أثرا عميقا على الممارسات التربوية المختلفة في الولايات المتحدة في القرن العشرين، وما زالت أفكاره تدرس للطلاب حتى الآن وتساهم في نشر الوعي وتحسين النظرة للكون والحياة، وتعزيز العلاقات الاجتماعية وتقييم المواقف بأفضل طريقة.
يطلق على فلسفة التعليم أيضًا اسم فلسفة المعرفة؛ لأنها تساعد الشعوب على تنسيق الأفكار والرؤى وتدعيم ذلك بالأدلة المنطقية العقلية.
تتضمن الفلسفة التطبيقية العديد من التخصصات مثل فلسفة القانون والاقتصاد والتجارة وغيرها الكثير، والتي تناقش مختلف قضايا العصر.