بحث عن الفقر في أفريقيا

تعاني قارة أفريقيا، المعروفة بالقارة السمراء، من انتشار الجوع والفقر بين ثلث سكانها، على الرغم من وجود ثروات طبيعية في أراضيها، إلا أن سكانها لا يستفيدون منها بشكل كاف. ويتسبب الجوع والأمراض في وفاة نحو سدس الأطفال قبل سن الخامسة في هذه القارة.

الفقر في أفريقيا

يعيش عدد كبير من السكان في هذه القارة تحت خط الفقر، وهم الأشخاص الذين لا يحصلون على أكثر من دولار واحد في اليوم، ويبلغ عددهم حوالي 291 مليون شخص في القارة الأفريقية، وهو عدد كبير جدا مقارنة بدول شرق آسيا.

– الدول الأفريقية تحاول بكل قوة تقليل نسبة الفقر بين أبناء شعبها، ولكن كل محاولاتهم أثمرت عن خفض نسبة الفقر بمعدل 1.4%، وهي نسبة قليلة جدا مقارنة مع دول شرق أسيا والتي إستطاعت في نفس الفترة الزمنية خفض معلات الفقر لديها بنسبة 4%، وبالتالي فإن هذه المحاولات ليست كافية بالتأكيد.

اتجهت جميع دول العالم إلى زيادة معدلات إنتاج الغذاء، وقد نجحت دول شرق آسيا في رفع معدلات إنتاج الغذاء بنسبة 27%، ودول أمريكا اللاتينية بنسبة 12%، ولكن في القارة الأفريقية، فإن معدلات إنتاج الغذاء لا تزال في تراجع مستمر.

ثلث سكان أفريقيا يعانون من الجوع الشديد وسوء التغذية، ورغم الجهود التي تبذل لخفض هذه النسبة، فإنها انخفضت فقط من 35% إلى 32%، مما يعني أن نسبة المتضررين من الجوع الشديد لا تزال مرتفعة.

يلعب التعليم دورا كبيرا في رفع مستوى الأفراد ويمكن أن يساعد في تقليل الفقر، ولكن في القارة الأفريقية فقط يلتحق حوالي 60% من الأطفال بالمدارس الابتدائية، وهذه نسبة قليلة جدا. فقد تم تقدير معدل الأمية في دول القارة الأفريقية بحوالي 62.5% من السكان في عام 2001، وهذا يعني أن معدل الأمية في هذه الدول مرتفع جدا، وهذا يعد أحد الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الفقر.

نسبة الوفيات بين الأمهات خلال الحمل والولادة في دول القارة السمراء عالية جدا، حيث تموت واحدة من بين كل مئة سيدة حامل في جميع أنحاء العالم، ولكن نصف هذه الوفيات تحدث في دول القارة الأفريقية.

مشاكل تعيق التنمية في دول أفريقيا

– يتألم سكان القارة بسبب الفقر الشديد، وخاصة الذين يعيشون في جنوب الصحراء.

تعتمد دول قارة أفريقيا على المعونات والقروض، حيث تشكل نسبة المعونات والقروض حوالي 40% من الناتج القومي، أي حوالي نصف الناتج، وبالتالي تعاني من الديون الكثيرة التي تجعلها تتوقف على الدول الكبرى التي تقرضها، مما يعيق أي تقدم اقتصادي.

انتشار العديد من الأمراض والأوبئة في دول القارة يعود إلى المياه الملوثة التي يعتمد عليها الكثيرون في شربها، وكذلك إلى نقص خدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية والإمكانيات الطبية.

يوجد حوالي 10 ملايين لاجئ إفريقي يلجأون إلى دول أخرى للهروب من الفقر والجوع.

تتعرض دول هذه القارة لظروف مناخية مختلفة؛ فهي تعاني أحيانا من الجفاف الذي يتسبب في وفاة الكثير من الأشخاص بسبب نقص المياه، وفي أحيان أخرى تتعرض للفيضانات الشديدة التي تجرف المنازل والأفراد والحيوانات والنباتات، مما يؤدي إلى زيادة الجوع والفقر.

تعاني الكثير من الدول الأفريقية من الإضطهاد والظلم ضد بعض الأقليات والفئات بسبب وجود العديد من المعوقات السياسية.

الأمية هي واحدة من أهم العوامل التي تعيق التقدم في دول القارة الأفريقية، حيث تنتشر بنسبة كبيرة بين سكان هذه الدول، وبالتالي يصعب على الشخص تحسين مستواه المعيشي، كما أنها تعيق التقدم التكنولوجي.

في العديد من دول القارة لا يوجد حرية أو ديمقراطية.

في كثير من دول القارة، لا تتمتع المرأة بأي من حقوقها، وتعاني من الإضطهاد والظلم، على الرغم من كونها نصف المجتمع، فكيف يمكن للمجتمع أن ينهض ونصفه يعاني من الظلم والإضطهاد.

تتعرض معظم الدول الأفريقية لتدخلات من سلطات وقوى خارجية، حيث تعتمد هذه الدول بشكل كبير على المعونات، وتتحكم الدول المانحة في السياسات الداخلية لهذه الدول، مما يعرقل مسار التنمية.

في أفريقيا، تحدث العديد من الصراعات الداخلية والحروب الأهلية.

مقترحات لتحسين الأحوال الإقتصادية في أفريقيا

يجب تطوير التعليم والمناهج التعليمية لتلائم متطلبات الدول، وكذلك جعل التعليم إلزاميًا والعمل على الحد من الأمية لدى الأشخاص الذين تسربوا من التعليم.

– الاهتمام بالتعليم الفني والاهتمام بالأعمال الحرفية التي لها طلب في سوق العمل.

يتضمن الاهتمام بصحة الناس توفير الخدمات الصحية اللازمة، وإنشاء مراكز لتنقية المياه والاهتمام بالصرف الصحي، وتوفير التغذية الصحية السليمة، وخاصة للأطفال.

يجب الاهتمام بإنشاء مشاريع صغيرة ومشاريع تنموية كبيرة لتحسين مستوى الفرد وزيادة تنمية المجتمع.

يهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء للحد من الحاجة إلى المساعدات أو الاقتراض من دول أخرى.