بحث عن العلاقات العمانية الإيرانية وقلق دول الخليج منها
نبذة عن علاقات السلطنة الخارجية :- عندما تولى السلطان قابوس بن سعيد حكم سلطنة عمان في عام 1970، كانت هناك عدة علاقات واتصالات محددة لعمان مع العالم الخارجي، بما في ذلك دول الجوار العربية ودول الخليج .
ومنذ عام 1970م بدأت السلطنة تتبنى سياسة خارجية معتدلة، وقد قامت بتوسيع علاقاتها الدبلوماسية مع الخارج، على سبيل المثال دعمت اتفاقيات كامب ديفيد في عام 1979م، ولم تقم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر كما فعلت بعض الدول العربية في ذلك الوقت، بالإضافة إلى انضمامها إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي تأسس في عام 1980م، وقد دعمت مبادرات السلام في منطقة الشرق الأوسط .
أثناء الحرب الباردة، قامت السلطنة بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع البلدان الشيوعية، وذلك بسبب دعم الشيوعيين للتمرد في منطقة ظفار. وفي السنوات الأخيرة، نجحت السلطنة في تنفيذ العديد من المبادرات الدبلوماسية في الجمهوريات الأسيوية الوسطى، خاصة في قزخستان حيث تمتلك مشروعا مشتركا لأنابيب النفط .
بالإضافة إلى علاقاتها الدبلوماسية الجيدة مع إيران، والتي تتبادل البلدين الوفود الدبلوماسية بانتظام، تقع إيران على الحدود الشمالية لسلطنة عمان، وسنناقش في هذا المقال عمق العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عمان والجمهورية الإيرانية، وما يشكل هذا من قلق لدول الخليج العربي .
العلاقات العمانية الإيرانية وقلق دول الخليج منها :- قبل اجتماع القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي في ديسمبر 2013، أعلنت السلطنة معارضتها لتحويل المجلس إلى اتحاد، وهددت بالانسحاب منه، ولا شك أن الدول الست المشتركة في المجلس تشعر بالقلق من القدرات العسكرية الإيرانية .
تركز المخاوف الأمنية حول البرنامج النووي الإيراني، والترسانة الصاروخية الكبيرة لإيران، بالإضافة إلى تزايد نفوذ إيران في المنطقة وطموحها الكبير في قيادتها، كما يدل على ذلك دعوة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمد نجاد لحضور قمة المجلس في الدوحة .
وبالتحديد خلال عام 2007، تم الإشارة إلى ضرورة إنشاء مؤسسات أمنية مشتركة بين الضفتين الخليجيتين، وهو الأمر الذي يعد مستحيلا، وذلك بسبب المصالح الاستراتيجية الكبيرة لهذه الدول في منطقة الخليج. وقد عارضت الدول الستة الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي هذا الأمر بشدة، ولا يخفى عليها قلقها سواء من الناحية الأمنية أو العسكرية حيال طموحات إيران في قيادة المنطقة .
إذ لم يسبق لدول الخليج أن واجهت في العقود الثلاثة انكشافاً لهذه الطموحات الإيرانية ، و بالتحديد منذ سقوط العراق ، و ما كان لذلك من أثار سلبية على دول الخليج مما زاد من نسبة هذا القلق لدى دول الخليج هو سحب الإدارة الأمريكية لقواتها من العراق مخلية الساحة لإيران ، و عدم اتخاذها لأي إجراء من شأنه تطمين دول الخليج .
بالإضافة إلى ذلك، تنطوي سلطنة عمان على واقع جغرافي وإرث تاريخي وثقافي واجتماعي فريد. على عكس دول شبه الجزيرة العربية التي تواجه نحو الشمال، مثل بلاد الشام وأوروبا، تتجه سلطنة عمان نحو الجنوب الشرقي من شرق القارة السمراء إلى الجانب الآخر من الخليج وبحر العرب، بما في ذلك باكستان والهند وإيران وما بعدها .
كما تحتفظ السلطنة بقوة الإيرانيين بما قدموا لها من دعماً عسكرياً كبيراً أيام الشاه في مواجهة ثورة ظفار ، و الذي كان من نتائجه توقيع العديد من الاتفاقيات فيما بينها ، و بين الجمهورية الإيرانية مثال اتفاق التعاون الرفاعي بالعلاوة إلى اتفاق تصدير الغاز ، و اللذان جرى توقيعها بين السلطنة ، و إيران في خلال عام 2013م مما بالطبع يعكس مدى متانة ، و قوة العلاقات العمانية مما يعني زيادة نسبة القلق الخليجي تجاه ذلك ، و بشكل خاص في هذه الفترة الحرجة من التاريخ ، و ما تمر به منطقة الخليج على كافة الأصعدة .