بحث عن الاستهزاء بالدين
من أهم خصائص الدين الإسلامي أنه يعد آخر الأديان السماوية، ويعني الإسلام الاستسلام والطاعة التامة لله تبارك وتعالى، ويمكن تحقيق الطاعة والعبودية بالقول والفعل. ونظرا لأن الإسلام هو آخر الأديان، فإنه يمكن تطبيقه في أي وقت ومكان، وليس حكرا على العرب فقط، بل هو دين للبشرية بأكملها. ومع ذلك، يوجد بعض المسلمين الذين يستهزئون بالدين الإسلامي بشكل كبير، وسنتحدث اليوم عن هذا الاستهزاء بالدين الإسلامي.
الدين الإسلامي
إحدى الصفات الأساسية التي ينبغي للشخص معرفتها عن الدين الإسلامي هي أنه يجب أن يتبعه بما هو عليه دون تحريف أو تغيير في نصوصه وأوامره، وهي النصوص والأوامر التي تم اتخاذها من القرآن الكريم والسنة النبوية ومن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل ما جاء به الرسول من وحي الله عن طريق سيدنا جبريل عليه السلام، والدين الإسلامي جاء كمنقذ للبشرية من العبودية.
ما هو حكم الاستهزاء بالدين
في اللغة العربية، كلمة الاستهزاء تعني السخرية والاستخفاف بشيء ما. يحدث الاستهزاء والسخرية عندما يتم التهاون بشيء لا يقدر كثيرا من قبل شخص. هذا التصرف يتعارض مع عظمة الدين الإسلامي. هناك بعض الأشخاص الذين يستخدمون الاستهزاء بالدين الإسلامي عمدا، حيث يستهزئون بالدين ومعتنقيه.
لقد بيّن أهل العلم حكم الاستهزاء بالدين الإسلامي على أساس بعض الأشياء.
الاستهزاء بالذات الإلهية أو النبي الكريم أو القرآن الكريم يؤدي إلى الخروج من الملة ويعتبر كفرا، وبالتالي يجب تجنب الاستهزاء.
يتميز الشخص الفاسق بالاستهزاء بالأشخاص وهيئتهم أو بأفعالهم في الحياة اليومية.
الحكم الثالث هنا هو احتمالية وجود فسق أو خروج عن الملة، ويشمل ذلك السخرية من المسلمين الذين يلتزمون ببعض سنن النبي، مثل إطالة اللحية أو تقصير الثوب، أو استخدام السواك وغيرها، ولكن بعض الأشخاص يفعلون ذلك بغرض الضحك والفكاهة، وعليهم أن يدركوا أن هذا غير مقبول ويعتبر من الأمور المنكرة، وفقا لفتوى الشيخ ابن الباز.
ما هو حكم الاستهزاء بالأديان الأخرى
عندما جاء الدين الإسلامي، احترم جميع الديانات السماوية، حيث يمنح الإسلام لكل إنسان حقه في اعتناق الديانة التي يؤمن بها. وقد تجلى هذا بوضوح في جميع الفتوحات الإسلامية، فالإسلام يترك الحرية في العقيدة والعبادة لله. لذلك، يجب على المسلم ألا يستهزئ بأي دين سماوي آخر، فكل الأديان السماوية هي أديان أرسلها الله تبارك وتعالى بواسطة الرسل إلى الأرض، ويجب ألا نستخف بها بأي شكل من الأشكال.
آيات من القرآن الكريم
أوضح الله تبارك وتعالى في العديد من الآيات الحكم المتعلق بالاستهزاء، نظرًا لأن الاستهزاء يؤدي إلى توليد الكراهية بين الأفراد، ومن أهم الآيات التي ذكر فيها الله تبارك وتعالى الاستهزاء هي.
بسم الله الرحمن الرحيم، يا أيها الذين آمنوا، لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء، واتقوا الله إن كنتم مؤمنين، وإذا ناديتم إلى الصلاة، فاتخذوها هزوا ولعبا، ذلك بسبب أنهم قوم لا يعقلون.
لا يتلقون أيةآية من آيات ربهم إلا وهم يعرضون عنها، وهم قد كذبوا الحق عندما جاءهم، وسيصلهم خبر ما كانوا يستهزئون به.
3_”يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ*وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ”.
4_”وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ”.
هذا هو جزاءهم في الجحيم بسبب كفرهم واستهزائهم بآياتي ورسلي.
وكانت نتيجة الذين فعلوا الشر الكذب على آيات الله، واستهزؤوا بها.
يقول الشاعر: `يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون`.
8_ وظهرت لهم سيئات ما كسبوا، وحاق بهم ما كانوا يستهزئون به.
9_ “فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ”.
وَإِذَا عَلِمَ أحدٌ من آياتنا شيئًا واستخف به، فأولئك لهم عذاب مهين.
وظهرت لهم سيئات ما فعلوا وأحاط بهم ما كانوا يستهزئون به.
12_ “وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ”.
عندما يرونك الذين كفروا، يتصرفون معك بسخرية فقط، وهل هذا الذي يذكر آلهتكم وهم يكفرون بذكر الرحمن؟.
14- ولقد سخر بعض الناس من الرسل من قبلك، فأصاب الذين سخروا منهم ما كانوا يستهزئون به.