” ايرينا سندلر ” سيدة الحب في ظل الحرب
كان الزعيم هتلر يرتكب جرائم نازية مروعة، حيث كان يستخدم جميع أنواع التعذيب ضد اليهود بسبب كرهه الشديد لهم، ولكن في ظل هذا الألم والمعاناة، كانت هناك بعض الأشخاص الذين كانوا يمثلون الأمل للضعفاء والمعذبين.
في ظل الجرائم البشعة التي ارتكبها هتلر في النازية، كان هناك أولئك الذين فعلوا المستحيل لمواجهة الظلم والتعذيب ومساعدة الضعفاء الذين لا ملجأ لهم ولا مأوى. وفي هذا الوقت ظهرت سيدة أصبحت مشهورة باسم “سيدة الحب في ظل الحرب”، وهي إيرينا سندلر.
من هي ايرينا سندلر ؟
بعد الحرب العالمية الثانية كان هناك أمر بعدم مساعدة اليهود حتى أن بعض الدول أصدرت قرار بإعدام كل من يساعد اليهود ، وهذه العقوبة لم تقتصر على الشخص الذي ساعد اليهود فقط بل العقوبة تشمل العائلة بإكمالها ، وبالرغم من هذه العقوبة الكبيرة فهذا الفعل في وقتها كان يمثل خيانة عظمة ، وبالرغم من ذلك كان ظهرت أمراه في هذا الوقت تحدد كل تلك القوانين الظالمة.
في تلك الفترة ظهرت مرأة تفانت في مساعدة الضعفاء، ولا سيما اليهود المعذبين بدون سبب مقنع، حيث لم يُثبت تورطهم في أي جريمة. وهذه المرأة هي إيرينا سندلر، التي خاطرت بحياتها لمساعدة أكثر من 2000 يهودي.
عملت إيرينا سندلر على العناية بالأطفال المشردين من اليهود الذين كان ينتظرهم مصير مجهول، وتمكنت من تهريب أكثر من 2500 طفل يهودي، حيث استخدمت حقائب السفر لتهريب الأطفال دون أن يشعر أحد بالأمر.
بطولة ايرينا سندلر مع الأطفال اليهود
لم يكون هذا العمل أول عمل بطولي لــ ايرينا سندلر بل قد شاركت هذه المرأة في حزب النازي وكانت عضوه من أعضائه ، كما أنها عملت على إنقاذ حياة أكثر من 1000 شخص يهودي من المحرقة التي أقامها لهم هتلر ، ومن خلال عملها في مكتب الرعاية الاجتماعية عملت ايرينا سندلر على تزوير وثائق ومستندات لأكثر من 3000 عائلة يهودية حتى تضمن لهم حياة أمنة .
انضمت إيرينا سندلر إلى منظمة سرية عام 1943، وكان هدف المنظمة مساعدة اليهود على النجاة من محرقة هتلر. وبعد ذلك، تولت إيرينا سندلر منصب رئيسة القسم المخصص لرعاية الأطفال اليهود، وكانت تسمح لها بالدخول إلى الحي اليهودي بسبب منصبها في مكتب الرعاية الاجتماعية .
كانت إيرينا سيندلر تستغل فرصة دخولها إلى حي اليهود لتهريب الأطفال، وكانت عملية التهريب تتم عن طريق طرق عديدة، مثل سيارات الإسعاف أو القطار أو حقائب السفر، وتم تهريب أكثر من 2500 طفل من خلال هذه الطرق .
يتم توزيع الأطفال الهاربين من الحي اليهودي على دور الأيتام ودور الرعاية، ويتم تغيير أسمائهم لأسماء مسيحية حتى لا يتم التعرف عليهم، وذلك حتى يتمكن الأطفال من العودة إلى أسرهم بعد انتهاء الحرب. وعملت ايرينا سندلر على الاحتفاظ بسجلات وملفات الأطفال الحقيقية لتتمكن من إعادتهم إلى أسرهم بعد الحرب.
سجن ايرينا سندلر
تم سجن ايرينا سندلر عام 1943 وتم تعذيبها في معتقلات الألمان كما حكم عليها بالإعدام ، ولكنها ورغم شدة التعذيب لم تعترف بحقيقة الاطفال ولم تذكر أسم أي شخص قام بمساعدتها ، ونجت ايرينا سندلر من حكم الإعدام وذلك من خلال مساعدة زملائها الذين دفعوا رشوة للضابط الذي يقودها لحكم الإعدام .
رغم التعذيب الشديد الذي تعرضت له، عادت إيرينا سندلر لعملها الإجتماعي في مساعدة اليهود بمجرد خروجها من المعتقل. وظلت تعمل في هذا العمل وتساعد الناس بإستخدام إسم ومهنة جديدة، وعملت كممرضة لفترة من الوقت لتجنب إلحاق الإنتباه إليها.