اول من بنى السجون في الاسلام
السجن: هي مكان يتم فيه حجز المذنبين ومنعهم من الخروج وتقييدهم لفترة معينة، وتطبيق نظام معين لإصلاحهم، وذلك بسبب ارتكابهم أمرا خارجا عن القانون. تم إنشاء السجون في العصور القديمة وتم ذكرها في القرآن الكريم في سورة يوسف، حيث قال تعالى (ثم بدأ لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين). كما ذكرت في بعض الكتب السماوية الأخرى. ومع ذلك، لم تكن السجون موجودة في عصر الرسول. فمتى تم إنشاء أول سجن في الإسلام، سنتعرف على ذلك من خلال هذا المقال.
السجون في عهد الرسول:
عندما تأسست الدولة الإسلامية كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يتولى قيادة الحكم، حيث كان يحكم بين الناس، ولم تكن الجرائم قد انتشرت بهذا الحد، فكان عليه السلام يحكم بين المتخاصمين فيصلح بينهم، ويعطي لكل ذي حق حقه، ويحاسب السارق والزاني بحد الإسلام، فلم يكن هناك داعى للسجون أو الحبس، وبعد التوسع في الدولة الإسلامية وظهور بعض المجرمين والمذنبين ظهرت فكرة الحبس في المساجد ويقوم المسلمون بالحراسة ، كما ظهر أيضا استخدام البيوت والخيام لحبس المجرمين، حيث قام الرسول صلى الله عليه وسلم بحبس سهيل بن عمرو في بيت حفصة، كما قام بحبس بعض اليهود من بني قريظة في بيت بنت الحارث، كما تم سجن النساء في أحد البيوت المخصصة لهن ولا يحق لأي منهن المغادرة قبل انقضاء مدة معاقباها ولم تكن هذه المدة بطويلة.
السجون في عهد أبو بكر:
بعدما توفي الرسول عله الصلاة والسلام تولى أبو بكر الصديق خلافة المسلمين، وكانت أول المشاكل التي واجهها هي الردة، فأقام عليهم حد الله، ولم يظهر احتياج الدولة الإسلامية لإنشاء السجن، إلا بعدما توسعت الدولة الإسلامية ودخل الإسلام الكثير من الأجناس المختلفة، ولكن استمر المسلمون يسجنون المجرمين في المساجد والبيوت.
السجون في عهد عمر بن الخطاب:
بعدما تولى عمر بن الخطاب خلافة المسلمين بعد وفاة أبو بكر الصديق رضى الله عنهما، توسعت الدولة الإسلامية أكثر وازدادت فتوحات المسلمين، وكثر عدد المسلمين في كافة أنحاء الأرض، وظهرت العديد من الجرائم، وأصبح من الضروري تخصيص مكان لحبس المجرمين سواء لحبسهم، أو لانتظار محاسبتهم، ويعتبر عمر بن الخطاب أو من خصص مكان معين لحبس المجرمين، حيث قام بشراء بيتا من أحد الصحابة وخصصه لسجن المجرين، ومن هنا بدأ ظهور تخصيص مكان للسجن، وعرف ان عمر بن الخطاب كان يسجن أيضا في الآبار
– السجون في عهد عثمان بن عفان:
استمر أمر تخصيص بيت لسجن المذنبين في عهد الخليفة عثمان بن عفان، لكنه قام بشراء المزيد من البيوت ووضع حراسات عليها ، ولكن لم يتم تطوير الأمر إلا في عهد على رضى الله عنه، بعدما حدثت الفتنة الكبرى بعد مقتل عثمان بن عفان، واشتعال الفتنة بين المسلمين.
– السجون في عهد على بن ابي طالب:
يعتبر على بن أبي طالب هو أول من بنى السجون في الإسلام، فبعدما زاد توسع الدولة الإسلامية لم تعد فكرة حبس المجرمين في المساجد والبيوت فكرة سديدة، وزاد عدد المجرمون والقتلة ، لذلك أمر على بن أبي طالب ببناء دار مخصصة لسجن المجرمين مراعيا أن يكون هذا السجن آدميا، وسمي هذا السجن نافعا، وتم انشائه في مدينة الكوفة ، وتم بنائه بالطين والحجارة ليكون قويا صعب الهروب منه، وكان للسجن تصميما بسيطا، ولكن ظل دار السجن بلا ادارة .
تطور السجون في العهد الأموي:
شهدت السجون تطورًا خلال عهد الأمويين، حيث ازداد عددها بشكل كبير، وقاموا بتحويل المباني القديمة إلى سجون، وتحويل القلاع والحصون إلى سجون، وتعتبر بعض السجون الأموية الأشهر سجن دمشق وسجن حلب وسجن الكوفة وسجن خضراء دمشق.