اسلاميات

اوقات النهي عن الصلاة بالساعة

تحديد أوقات النهي عن الصلاة بالساعات

لا يمكننا تحديد جميع أوقات النهي عن الصلاة بالساعات، لأن الوقت الأول يبدأ من طلوع الفجر ويستمر حتى يرتفع الشمس ويكون ارتفاعها قريبا من الرمح. وفي هذه الحالة، يكون ارتفاع الشمس قريبا من الرمح بعد مرور حوالي ثلث ساعة أو ربع ساعة من طلوع الشمس. وفي وقت الزوال، أي في وسط النهار، يكون الوقت حوالي خمس دقائق إلى عشر دقائق. ونظرا لاختلاف الوقت وقصره، فإن تحديد هذه الأوقات بالساعة مستحيل، ولا يجوز للإنسان أن يؤدي الصلاة النافلة في هذه الأوقات إلا لأسباب واضحة. وإذا قام المسلم بأداء الصلاة النافلة في هذه الأوقات بدون سبب، فإن ذلك يعتبر أمرا محرما، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك. وإذا ارتكب المسلم هذا الفعل عن عمد، فإنه يكون آثما، باستثناء الصلوات النافلة التي لها أسباب محددة وتصح في أوقات النهي عن الصلاة، وسنوضح ذلك لاحقا في هذا المقال.

أوقات النهي عن الصلاة بالدقائق

إذا قمنا بتقسيم فترات منع الصلاة إلى دقائق، سنلاحظ أن الوقت يختلف بين وقت الفجر وشروق الشمس، وكذلك بين العصر وغروب الشمس، بسبب تغير الفصول. في فصل الصيف، يكون الوقت أطول من الشتاء. أما الثلث الآخر من الأوقات، فتم تقديره بحوالي عشرة إلى ربع ساعة تقريبا لكل منها. وأطول هذه الأوقات هو وقت الغروب، تليه وقت ما بعد الشروق ثم وقت الزواج.

أوقات النهي الخمسة وحكم الصلاة ذات السبب فيها

إن الأوقات التي يمنع فيها الصلاة هي خمسة أوقات وتتجلى في

  • يمثل الوقت الأول بين طلوع الفجر وطلوع الشمس وقت النهي، ولا يتم الصلاة فيه إلا صلاة الفجر بالإضافة إلى التحية للمسجد، وهو وقت يحترم في الشريعة الإسلامية.
  • الوقت الثاني هو الفترة التي تمتد من شروق الشمس حتى ارتفاعها قدر طول رمح.
  • في الوقت الثالث، يقف الشمس عندما تكون قريبة من الظهر، وعندما تقف في منتصف السماء في هذا الوقت، يسمى الوقت “الوقوف” ويستمر حتى تغيب الشمس في الجهة الغربية، ويستمر هذا الوقت لفترة قصيرة تتراوح بين الربع والثلث من الساعة.
  • الفترة الزمنية الرابعة تأتي بعد صلاة العصر وتنتهي عندما تبدأ الشمس في الاصفرار.
  • الوقت الخامس يبدأ عند اصفرار الشمس حتى مغيبها.

أما صلاة النافلة ذات الأسباب، فإن حكمها جائز في وقت النهي.

الصلاة الجائزة في أوقات النهي

تُعرف الأوقات التي تم ذكرها سابقًا في هذا المقال باسم أوقات النهي، ولا يجوز للمسلم أن يُصلي فيها إلا الصلوات الجائزة في أوقات النهي، وتتجلى هذه الأوقات في:

  • الفروض التي يمكن أن تفوت المؤمن عليه فإنه يصليها في أي وقت.
  • تُصلي صلاة الفجر مع سُنَّتِهَا بعد طلوع الفجر.
  • وأيضاً تصلى الصلواتُ ذواتِ الأسبابِ كتحيةِ المسجدِ عندما يكونُ المصلي في المسجدِ.
  • ومن ضمن الصلوات التي لها أسباب محددة هي صلاة الكسوف، وذلك عند حدوث كسوف للشمس، فيتم صلاة صلاة الكسوف بعد صلاة العصر
  • صلاة الوضوء هي واحدة من صلوات ذوات الأسباب.
  • تعد صلاة سنة الطواف التي تصلى قبل الطواف من الأسباب المؤدية إلى تحقيق الغرض المرجو من الطواف حتى لو كانت بعد العصر أو بعد الفجر.

الحكمة من النهي عن الصلاة في هذه الأوقات

يتساءل الناس كثيرا عن سبب منع الصلاة في بعض الأوقات، وقد شرح علماء الدين والفقهاء أن الله تعالى يأمر بما له حكمة، ويحرم عن ما له شر، وتم الإجابة عن هذا السؤال في بعض الأحاديث النبوية، حيث أن الصلاة في تلك الأوقات يمكن أن تشبه عبادة الكفار الذين يعبدون الشمس ويصلون لها عند شروقها وغروبها، ولذلك حرص الرسول على إغلاق جميع الأبواب التي تؤدي إلى الشرك أو التشبه بالكفار.

والتحذير من أداء الصلاة في الأوقات المذكورة سابقا في هذا المقال يهدف إلى منع التشابه بعبادة الشمس، بالإضافة إلى أن ترك الصلاة خلال هذه الفترة حتى تزول يعتبر مباحا، ففي هذا الوقت يعتقد أن جهنم تشتعل فيه، وقد ثبت هذا في أقوال نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، لذا يجب أن نمتنع عن الصلاة في هذا الوقت، ولكن لا يوجد مانع من أداء الصلوات الفرضية أو الصلوات المستحبة في هذا الوقت إذا كانت مشروعة، إذ تكون هذه الصلوات في هذه الحالة تعد سببا لإبطال التشابه، أما أداء الصلاة بدون سبب مشروع فلا يجوز لأنه يظن فيه التشابه دون وجود سبب شرعي.

الأحاديث النبوية التي تدل على أوقات النهي عن الصلاة

تم ذكر الأوقات الخمس التي لا يجوز الصلاة فيها وتسمى أوقات النهي عن الصلاة في الأحاديث النبوية الشريفة، وهذه الأوقات هي كالتالي:

الحديث الأول

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “إن الشمس تطلع بين قرون الشيطان، فإذا ارتفعت فارقها، وعندما تكون في منتصف السماء فارقها، وعندما تغرب فارقها، فلا تصلوا في هذه الثلاث ساعات”. ورواه ابن ماجة وأحمد، وصححه الألباني في المشكاة.

-الحديث الثاني

حديث يَسار مولَى ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: رأى يسار ابن عمر وأنا نصلي بعد طلوع الفجر، فقال: يا يسار، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج علينا ونحن نصلي هذه الصلاة، فقال: `ليبلغ شاهدكم غائبكم، لا تصلوا بعد الفجر إلا سجدتين`، رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

-الحديث الثالث

وحديث أبي سعيد الخُدري – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس)، وذلك حسب رواية البخاري (586)، وهذا هو لفظ الحديث، وفي رواية مسلم أيضاً.

-الحديث الرابع

حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسولُ الله  صلَّى الله عليه وسلَّم : (لا يتحرَّى أحدُكم فيصلِّي عند طلوع الشمس، ولا عندَ غروبها)، رواه البخاري (585)، ومسلم (828)، وفي رواية قال:(إذا طَلَع حاجبُ الشمس – أوَّل ما يبدو منها في الطلوع، وهو أوَّل ما يَغيب منها – فدعُوا الصلاة حتى تبرز – أي: حتى تصيرَ الشمس بارزةً ظاهرة – فإذا غاب حاجبُ الشمس فدعُوا الصلاة حتى تغيبَ، ولا تحيَّنوا بصلاتكم طلوعَ الشمس ولا غروبها، فإنَّها تطلع بيْن قرني شيطان)، رواه البخاري (3273)، وغير ذلك مِن الأحاديث التي جاءتْ بالنهي عن الصلاةِ في هذه الأوقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى