اهمية اعمال القلوب
تتميز أعمال القلوب بأنها كثيرة وليس لها حصر، حيث تشمل هذه الأعمال محبة الله سبحانه وتعالى وكذلك محبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وبناء على هذه المحبة يحرص المسلم على الإستقامة واتباع الله وتعليماته في كافة شئون حياته المختلفة، فلا شك أن هذه المحبة تدفع المسلم أيضًا لطاعة الله عز وجل ويتضح ذلك في قوله عز وجل في كتابه العزيز ” قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ “.
سنتعرف من خلال هذا المقال على أهم أعمال القلوب وأهميتها بالتفصيل.
أعمال القلوب
هناك العديد من أعمال القلوب المختلفة، ومن بين هذه الأعمال الأهم:
الوجل
يظهر ذلك في قول الله تعالى: `الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون`، وكذلك في قوله تعالى: `الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا`، وهي تؤكد الأهمية الكبيرة للقلب. ويتضح ذلك في قول الله: `ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا` (165) سورة البقرة، ويقول: `قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم` (31) سورة آل عمران
الإخلاص
من بين أعمال القلوب، الإخلاص، وهو الأمر الذي يحدد الفرق بين المؤمنين والمنافقين، وفي حالة تمييز المؤمنين عن المنافقين، يمكن تحديد ذلك من خلال التفرقة بينهم بالصدق والإخلاص. ويعتبر الصدق والإخلاص من أفضل وأعظم أعمال القلوب، كما ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، وذلك دين القيمة.
الإخبات
وهو يشير لكمال الإذعان والإخبات المقصود به الخضوع بصورة كاملة، وفي هذه الحالة يقوم المسلم بالرضا بجميع ما يأتي له من الله عز وجل، ويتضح ذلك في قول الله عز وجل في كتابه العزيز ” فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”
الإنابة
وذلك في ما جاء في قول الله ” وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ”، والمقصود بالإنابة هو الإخبات والمقصود بأناب في اللغة أي عاد ورجع، حيث تشير في الأساس إلى عودة الإنسان ورجوعه لله عز وجل وا وكذلك التخلي بشكل واضح عن شهواته ويصبح الهدف الأساسي الذي يسعى المسلم له هو الرضا بالله وبقضاؤه وقدره.
الخشية
حيث أن العلماء بالله هم من يخشوا الله وذلك فيما جاء في قول الله ” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” وكذلك ” ولا خير في علم لا يؤدي إلى خشية الله”، كما جاء أيضًا في قوله ” أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ”(16)سورة الحديد.
أهمية أعمال القلوب
لا شك أن الأعمال القلبية تزيد من ارتباط المسلم بربه، حيث يخلص المسلم في عبادته لربه وفي جميع الأعمال المطلوبة منه، وتدفعه للخوف من الله عز وجل وخشيته، وبالتالي فإن من يخاف الله سيسعى دائما لطاعته والابتعاد عن كل ما ينهى الله عنه، ومن يعلم أن الجنة عند الله عز وجل فسيطمح في القيام بكل الأشياء التي تدفعه لدخولها، ويعاقب الله من يعصيه ويدخله النار، ولذلك فإن الجميع يرجو رحمة الله ومغفرته، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
يمكن الإشارة إلى أن جميع أعمال القلوب تدل على إخلاص المسلم وتعزز ارتباطه بالله، فالعمل الذي يتم بإخلاص سواء كان صغيرا أو كبيرا ينفع صاحبه، ويمكن أن يؤدي إلى مغفرة الذنوب، كما ورد في قول ابن تيمية “فعمل واحد يكمل فيه المؤمن إخلاصه لله قد يغفر له كبائر الذنوب”. وهناك أيضا حديث عن امرأة بغيا سقت كلبا ماء بإيمان خالص في قلبها فغفر الله لها، ومثال آخر عن رجل أماط الأذى عن الطريق فغفر الله له، ويؤكد كل ذلك على أهمية الأعمال الصادقة لتقرب الإنسان من الله وتعزيز صلته به.