اهل النار خمسة من هم
بعد الموت، يوجد ثواب وعقاب في النار والجنة، ويدخل الإنسان إلى إحداهما حسب أعماله في الحياة الدنيا، فالكافر الذي لم يؤمن بكلام الله يدخل النار، وهي الخسارة العظيمة للناس .
اهم النار خمسة من هم
وقد ذكر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صفات أهل النار هي: الضعيف الذي لا زبر له، والتابع الذي لا يبغون أهلا ولا مالا فيكم، والخائن الذي لا يخفى له الطمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخدعك في أمرك ومالك، وذكر البخل أو الكذب، والفاحش الشنيع .
يقصد هنا بالـ ( الضعيف الذي لا زبر له ) : هو الشخص الذي لا يوجد أي رأي يمكن أن يجعله أن لا يقوم بإرتكاب ما لا ينبغي أن يقوم به ، كما أنه يقصد به الشخص الذي لا عقل له ولكن هذا ليس التفسير الواضح حيث أن الذي لا عقل له لا يكلف ولا يؤخذ على ما يقوم به من أعمال ، فإنه لا يتراجع عن القيام بالفواحش والأشياء التي قد حرمها الله ورسوله .
وعند ذكر عبارة (الذين هم فيكم تبع) فإنها تشير إلى الخدم الذين يحرصون على ملء جوفهم بأي شيء، ولا يملكون أي غرض آخر سواء كان ذلك دينيًا أو دنيويًا، وهم الأشخاص الضعفاء في الأمور الدينية .
وفي قوله (لا يبغون أهلا) يشير إلى أولئك الذين لا يرغبون في الحصول على زوجة، بل يلجأون إلى الزنا والحرام، وكلمة (ولا مالا) تعني أنهم لا يبذلون جهدا للحصول على أموال حلال، فهم يتسلطون على المحظوظ ويسهل عليهم الحصول على ما هو حرام، ولا يمتلكون أهلا ولا مالا. وبالمثل، فإنهم الأشخاص الذين يسعون وراء الأمراء ويخدمونهم، ولا يهتمون بمصدر طعامهم وشرابهم، سواء كانت تلك الأموال حلالا أم حراما، ولا يمتلكون أهلا، بل يقومون بكل هذه الأعمال من أجل الإشباع الفوري للرغبات الغذائية والشراب .
صفات اهل النار
أما ( والخائن الذي لا يخفى له طمع ) فإنه الشخص الذي يخون ولا يخفي عنه أي شيء يمكنه الطمع به ، هذا بجانب أنه يقوم بالتفحص والتطلع إلى أن يتمكن من المعرفة ومن ثم يخون ، وهنا كان يقصد الطمع ومن ثم فإن الخيانة تكون تابعة له ، ولقد ذكر الحسن البصري على الطمع : ( الطمع فساد الدين والورع صلاحه ) ، حيث أن صفة الخيانة والنفاق تعتبر من صفات المنافقين ، والشخص الذي يخدع هو الذي يعمل على إظهار الخير إلى الآخير ولكنه في الحقيقة يخفي الشر ، حتى يمكنه الوصول إلى ما يرغب به والحوز على أموال الناس وعلى أهاليهم بالخداع ، وذلك من خلال الحيل والمكر ، ولقد جاء في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفي به الخداع وذلك في قوله : (( من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار )) صدق الله العظيم ، ومن ضمن صور الخيانة عدم الائتمان على الوداع التي يتركها ، وكذلك عدم الائتمان على مال اليتيم .
اعمال اهل النار
وفي قوله : ( ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك ) وهنا يقصد الكذب والبخل ، أما في الصفة الخامسة والتي ذكر أنها ( الشنظير ) فإن المقصود به هو سوء الخلق ، وفي ذلك جاء حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكرت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال : ( (إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد جاء عن الترمزي وعن ابن مسعود عن رسول الله (( إن الله يبغض الفاحش الفاحش البذيء )) .
طعام اهل النار
إن طعام أهل النار هو الضرح والزوق، عافانا الله، أما بالنسبة إلى الشراب فإنه عبارة عن الصديد والحميم، وقد ذكر ذلك في سورة الغاشية في قوله تعالى: ((ليس لهم طعام إلا من ضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع))، صدق الله العظيم، وفي سورة الدخان ((إن شجرة الزقوم طعام الأثيم))، وفي سورة محمد ((وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم))، وفي سورة إبراهيم ((من وراءه جهنم ويسقىٰ من ماء صديد))، صدق الله العظيم
توضح هذه الآيات ما تم ذكره في كتاب الله تبارك وتعالى حول طعام أهل النار. وتم ذكر ذلك في كتاب الترمزي، في باب يتحدث عن طعام أهل النار. قال أبو الدرداء (رضي الله عنه): قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يحصل لأهل النار الجوع، فيتخفف ما يعانونه من العذاب، فيستغيثون ويجدون مساعدة بطعام لا يسمن ولا يروي الجوع. ثم يستغيثون بطعام يسبب الغصة، فيتذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب. فيستغيثون بالشراب ويأتيهم الماء الساخن بأطباق الحديد. فما إن يقترب من وجوههم حتى تتشقق وجوههم، وما إن يدخل بطونهم حتى يقطع ما بداخلهم
إن الضريح هو شوكة موجودة في أرض الحجاز، وتسمى الشبرق، وعند تناولهم لهذا الطعام، لا يشعرون بأي طعم له ولا يفيد أجسادهم، بل يتناولونه كعقاب في النار، وشجرة الزقوم المذكورة في سورة الواقعة (إنكم إلا تأكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم)، هي شجرة خبيثة، جذورها تنمو في الأرض، وبالنسبة للثمار الموجودة في هذه الشجرة، فهي تبدو سيئة المظهر وتسمى رؤوس الشياطين، ويشعر أهل النار بجوع شديد يدفعهم لتناول هذه الثمار حتى يمتلئوا بها تماما، وعند تناولها، تغلي في البطن مثل غليان الزيت .
ومن الأسباب التي تدفعهم لشرب الماء الساخن (الحميم) بكثرة هي أنهم يتناولونه بشكل كثيف مثل الإبل التي تتردد في شرب الماء نتيجة إصابتها بمرض معين .