الاحترام هو قيمة حميدة يتمتع بها الإنسان المتحضر، حيث يعبر عن تقديره وعنايته تجاه كل شيء حوله، ويكون تقديرا للقيمة أو الشخص أو أي مظهر من مظاهر الشخصية والقدرة، ويتمثل في احترام الفرد للآخرين. في بعض الأحيان يختلط مفهوم الاحترام بالاهتمام والإعجاب، على الرغم من تميزهما عن بعضهما البعض.
تتنوع صور الاحترام، فتبدأ بالاحترام للوالدين والكبار، واحترام الذات بالطبع، وتأتي بعدها احترام الحقوق والامتيازات، والقبول المناسب والمجاملة، واظهار الاحترام للعلم، وتعكس كلمة الازدراء العكس التام لمعنى الاحترام.
الاحترام قيمة إنسانية عظيمة
الإنسان كائن اجتماعي لا يمكنه العيش بمفرده، لذلك يسعى إلى بناء شبكة من العلاقات الاجتماعية ليرتبط بمن حوله، وتتوسع غالبا وتقوى هذه الشبكة بالاحترام الذاتي للإنسان وتقديره للآخرين المحيطين به، والذين يكنون ويقدمون له كل مظاهر الاحترام، ليكتشفوا معا فرص الحياة والعيش المشترك الذي يستند إلى قيمة الاحترام العالية ولكي ينعموا ويعيشوا حياة آمنة كريمة.
ولا يقتصر مفهوم الاحترام على الاحترام على آخرين، ولكن هناك احترام للذات، ومن الضروري أن يكون لدى أي شخص قناعة بديهية إن أي شخص في هذا العالم يستحق كل تقدير واحترام، ما لم يظهر عكس هذا الاستحقاق، لكن غالبا ما يستحق بهذا الاحترام وإبداء مظاهره هم العلماء الذين يسخرون حياتهم ويهبونها للعلم في سبيل أن تسعد البشرية قاطبة، وذلك بما يقدمونه من علوم ونظريات ومعارف إنسانية تفيد كل البشر، أيضا يستحق الإشادة وإبراز الاحترام أصحاب العمل الجاد الذي يخدم الناس.
صور ومظاهر الاحترام
تتعدد صور ومظاهر الاحترام، وتختلف من مجتمع لآخر ومن عصر إلى عصر أخر، وهو ما يعني أنها قيمة تتغير وتتطور مع مرور الزمن لكن هناك مظاهر من الاحترام لا يمكن أن تختلف من مجتمع إلى أخر أو من عصر إلى عصر، حيث أنها مرتبطة ومترسخة في البشر بشكل فطري مثل احترام الوالدين، واحترام الذات أيضا، وذلك على الرغم من تأثر مفهوم وقيمة الاحترام بتطور الحياة الاجتماعية، ومن هذه المظاهر
يجب احترام الذات وعدم التقليل من قدرات وإمكانيات الشخص الآخر.
يجب على الصغار احترام الكبار، وعلى الكبار احترام الصغار.
3ـ احترام الضيوف وإكرامهم.
يجب احترام المرأة باعتبارها الشريك الرئيسي في هذا الكون.
احترام الآبناء لآبائهم يعتبر تعليما ومبدأ دينيا يدعو إلى احترام الآباء وعطفهم والعناية بهم.
ينبغي احترام أصحاب الفضل على المستوى الفردي والجماعي، مثل العلماء والمفكرين.
يشمل الاحترام لخصوصيات الآخرين وتنوع أفكارهم ومعتقداتهم.
كيفية احترام الذات
تعمل على رفع قدرة الفرد وتسهل عملية احترامه لنفسه، واحترام الآخرين له، من خلال مجموعة من المهارات والسلوكيات والآداب التي يجب أن يلتزم بها الشخص الذي يريد احترام ذاته، ومن هذه السلوكيات
١- الاستماع والانصات بعناية لحديث الآخرين دون انقطاع أو تجاهل.
يجب الحفاظ على الأسرار الخاصة التي وصلت إليك بطريقة ما عن الأشخاص الذين تعرفهم.
عدم التقليل من قدرات الأفراد والأشخاص الخاصة، وعدم الاستهانة بالإنجازات التي حققوها.
ينبغي التحلي بقيمة الاعتراف بالخطأ والاعتذار بطريقة لبق ولائق.
يجب عدم التأثر بآراء الآخرين بدون مناقشة أفكارهم وإقامة حوار يستند إلى التفاهم والاعتقاد بقيمة الاختلاف والتنوع.
اتخاذ القرارات الشخصية والمصيرية بدون الاعتماد على الآخرين.
7ـ تقدير الوقت واحترام المواعيد.
القيام بالسلوكيات المتحضرة البعيدة عن القسوة والسفالة.
الاحترام في المفهوم الدولي
يتم بناء مفهوم الاحترام في العلاقات الدولية على أساس مهم في التعامل، وإذا لم يسود مفهوم الاحترام المتبادل بين الدول، فقد تنشأ أزمات سياسية تصل في بعض الأحيان إلى حد الحرب، وهناك عدة مظاهر لمبدأ الاحترام بين الدول، مثل احترام الحدود الدولية واحترام المواطنين واحترام قوانين وثقافات الدول، ومن أمثلة تجلي الاحترام بين الدول إعلان التعاطف وتقديم التعازي والمواساة عند وقوع حادث مؤلم مفاجئ.
يمثل توقيع اتفاقيات ثقافية واقتصادية وتبادل المنافع بين الدول إحدى مظاهر الاحترام، حيث إن الإنسان ككائن اجتماعي لا يمكنه العيش وحيدًا ومنعزلًا، وبالمثل، لا يمكن للدول العيش بمفردها وبشكل منعزل دون تفاعل في وسطها الإقليمي أو الدولي الأوسع.
تشدد المنظمة الأممية المتحدة في تنظيماتها ومؤسساتها ومنظماتها على احترام مختلف القيم، ومنها حقوق الإنسان واحترام الغالبية للأقلية، إضافة إلى احترام حقوق المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وغيرهم من أصحاب الحقوق.
المواطنة والاحترام
لا يمكن للمواطن أن يكون مواطنًا حقيقيًا ومخلصًا لوطنه إذا لم يحترم مكوناته بأكملها، مثل العلم والأرض ورأس الدولة والشعب، والعلاقة التي تربطها مثل الدستور والقوانين الصادرة عن السلطة التشريعية، والتعاون مع السلطة التنفيذية لتنفيذها وحفظ استقلالية السلطة القضائية.
يترجم كل هذا الاحترام للدولة إلى الالتزام بأداء الواجب والحصول على الحقوق المستحقة.