انواع و اقسام الخيار
الخيار هو أحد الأمور الحسنة الموجودة في الإسلام، حيث يمكن أن يحدث بغتة في عملية البيع والشراء من دون تفكير أو تأمل، ولا يتم إيلاء الاهتمام الكافي للسلعة. وبالتالي، يمكن لأحد الأطراف أو كليهما أن يندما. لذلك، نشر الإسلام فكرة الخيار للتروي والتأني. فعلى سبيل المثال، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو حتى يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما`.
انواع وأقسام الخيار
ينقسم الخيار في الإسلام إلى عدة أقسام هي:
خيار المجلس
في حالة التجارة بالخيار، يكون للشخصين المتعاقدين حق الاختيار، فإذا حدث الانفصال، يتم إلغاء الخيار والصفقة. وإذا تخلى أحد الشخصين عن الخيار، يبقى الخيار متاحا للآخر. أما بالنسبة للمدة، فإنها تستمر حتى انتهاء جلسة العقد، ويتم إلغاء الخيار عند الانفصال. قال ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: `عندما يتعاقد رجلان، يكون لكل واحد منهم حق الاختيار ما لم ينفصلوا، وإذا بقيا معا أو اختار أحدهما الآخر، فإن الصفقة تكون ملزمة، وإذا انفصلا بعد أن تعاقدا ولم يترك أحدهما الصفقة، فإن الصفقة تكون ملزمة`.
خيار الغبن
الخيار هو الخيار الذي يتم اللجوء إليه إذا كان البائع أو المشتري سيتعرض لضرر يخرج عن العادة. ويعتبر هذا الضرر محرما، بسبب ما يسببه من جشع وظلم. فإذا تعرض أحدهما للضرر، فإن الخيار يكون بين الإمساك بالعقد أو الفسخ، مثل الانخداع في المبيعات أو الجهل بقيمة المنتج أثناء البيع.
خيار التدليس
التدليس على المشتري وزيادة سعر السلعة من قبل البائع يعد فعلا محرما بسبب الغش والخداع الذي يتضمنه، وبالتالي يحق للمشتري فسخ العقد. وعندما يواجه الشخص خيارا بين الإمساك بالسلعة أو فسخ العقد، فإنه يجب عليه إتباع النصيحة التي قالها أبو هريرة رضي الله عنه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الركاب، والتلاعب بالأسعار، والمشاجرة، وبيع الغنم الحية، وأن الشخص الذي يشتري الغنم يجب أن يختار الأفضل وأن يترك السيئ، وإذا أعجبته فعليه أن يحتفظ بها، وإذا لم تعجبه فعليه ردها وتمريرها للمشتري الآخر. وهذا الحديث متفق عليه.
خيار العيب
وهو عبارة عن أن يتم اكتشاف عيب في السلعة المباعة او اكتشاف عيب في أحد البدلين ، ولم يكن صاحبه على علم به عند البيع أو وقت العقد ، ويكون الوضع هنا أما يردها أو يأخذ ثمنها ، أو يمسكها ويأخذ ثمن العيب ، فتصبح عندها السلعة سليمة ، ويحرم أن يقوم البائع ببيع سلعة معيبة دون علم المشتري ، لما في ذلك من غش وخداع ،
خيار الرؤية
للمشتري حق سحب العقد أو إتمامه في حالة رؤية السلعة المباعة، وإذا كان المنتج معروفًا لكنه لم يتم الاطلاع عليه قبل العقد، فللمشتري الحق في سحب العقد إذا رغب في ذلك.
خيار الخيانة
يتم خداع المشتري عند إخباره بسعر مختلف عن الواقع، كما لو قام البائع ببيع سلعة بسعر أعلى من قيمتها الحقيقية، فإذا كانت السلعة لا تستحق هذا السعر، فللمشتري الحق في الاحتفاظ بالفرق أو في فسخ العقد.
خيار الخلاف في السلعة أو الثمن
في حال حدوث خلاف بين البائع والمشتري حول سعر سلعة ما، يتم الحكم بقول البائع، ويمنح المشتري خيار القبول أو الفسخ.
خيار تفرق الصفقة
يعني ذلك أن أحد الشركاء يقوم ببيع سلعة دون استشارة شريكه ، فيكون البيع لصالحه فقط ، وللمشتري حق الاختيار إذا لم يكن يعرف بالأمر.
خيار الإعسار
في حالة مماطلة المشتري وادعائه عجزه عن الدفع، يحق للبائع استكمال البيع أو إلغاؤه لحماية أمواله.
خيار الشرط
وهنا يتم البيع بين المتبادلين أو أحدهما بشرط لفترة زمنية محددة، وفي هذه الحالة يكون الخيار ساريا حتى لو طالت المدة، وتبدأ المدة من لحظة توقيع العقد وتستمر حتى المدة المحددة المتفق عليها، وفي حالة انتهاء المدة وعدم إلغاء العقد، يصبح البيع ملزما، ويسقط الخيار للبائع والمشتري بعد العقد، ولكن إذا لم يسقطه أحدهما، يظل الخيار للآخر، وينتهي الخيار بوفاة أحدهما، وينتهي أيضا إذا تصرف المشتري في الشيء المشترى أو أعطاه كهبة، لأن ذلك يعني موافقته على الشيء المشترى، كما روى ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `إن المتبادلين بالخيار في بيعهما ما لم يتفرقا أو يكون البيع خيارا`. متفق عليه.